@ نجد هناك العديد من الشعراء الذين كانوا في بداياتهم لا يهتمون بالعمل في الصحافة ، ولا يسعون لممارسته ، فكانت قصائدهم هي أجمل بطاقة تعريف لهم .. وما أن يتجه الشاعر إلى ممارسة العمل الصحفي إلا ويقل إنتاجه الشعري وينسى نفسه في خضم المسئوليات الملقاة على عاتقه ، فهو لن ينشر قصائده في المطبوعة التي يعمل بها وإلا لواجه تهمة أنه يظهر نفسه ويستغل منصبه ، وإن راسل مطبوعة أخرى فسوف يواجه بالكلمة المشهورة (شد لي واقطع لك) وبسبب هذه المقولة يتحرج البعض من نشر قصائده أو حتى قبول إجراء لقاء معه .. وبذلك يحرم جمهور الشعر من قصائده الرائعة وإبداعاته المتميزة .. وربما يصاب بالإحباط ويبقى إنتاجه الشعري ويصبح كالشمعة يحترق ليضيء للغير .وهذه ضريبة العمل الصحفي التي يدفعها الشاعر الجيد الذي لم يسع إلى تقديم نفسه وهؤلاء من النادر والنادر جدا أن تجد له لقاء أو قصيدة في إحدى المطبوعات لأنه يعمل بشرف ويرفض المقايضة فهو لن يقبل أن يفرض عليه مستشعر نشر قصيدته مقابل أن ينشر له قصيدة في المطبوعة التي يعمل بها مهما بلغت شهرتها ومع ذلك نجد قلة من المنصفين الذين يقدرون لهم جهدهم يعترفون به ولكن سيبقى هؤلاء الأنقياء هم المثل الأعلى الذي يقتدى به ، وسيسجل لهم التاريخ مواقفهم المشرفة على صفحات من نور .
@ وبالمقابل هناك من خدمهم الحظ من أنصاف الشعراء فتولوا تحرير بعض الصفحات الشعبية ، فهؤلاء استغلوا مناصبهم أفضل استغلال لصالحهم حيث لا يمكن بحال من الأحوال أن يثبتوا وجودهم كشعراء بدون تلك المناصب التي ساقها لهم الحظ ، فنجدهم في المطبوعات الأخرى عبر قصائدهم المتهالكة ونجد لقاءاتهم الفارغة في اكثر من مطبوعة وبالمقابل هم يفردون صفحات مطبوعاتهم لمن ينشر لهم فقط ويناصبون العداء لمن يرفض مقايضتهم ، وهؤلاء هم مثل السوس ينخر في جسد الساحة الشعبية ، فهم يستغلون مناصبهم ليس مع محرري المطبوعات الأخرى فقط بل يتجاوزون ذلك إلى استغلال الشعراء عامة ممن يرغبون النشر في تلبية مصالحهم فهم لا يضيعون الفرصة على أنفسهم بالاستفادة إلى أقصى حد ممكن حتى لو كان (القهوجي) شاعرا لن ينشر له قصيدة إلا إذا قدم له فنجانا من الشاي على حسابه !!
@ بصمة للشاعر خالد الذيابي :
ياخسارة يدين في طرفها وروود
... ... أكرم الورد فكه عن جفاف اليدين
لا تظاهر بدمع الزيف فوق الخدود
... ... أنت وقتك عبث ما عشت هم الحزين