سورة الشعراء آياتها 277 آية وتسلسلها في المصحف رقم (26) وهي مكية نزلت بمكة سوى الآيات الخمس الاخيرة من قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون) الى آخرها نزلت بالمدينة ووقع في تفسير مالك أن من اسمائها ايضا الجامعة .. وموضوع هذه السورة هو نفس موضوع السور المكية جميعها وهو العقيدة ملخصة في عناصرها الاساسية وهي توحيد الله والخوف من الآخرة والتصديق بالوحي المنزل على سيدنا محمد والتخويف من عاقبة التكذيب في الدنيا والآخرة.
اضافة الى ذلك فيها تسلية الرسول> وتعزيته عن تكذيب المشركين له وللقرآن وطمأنة قلوب المؤمنين وتصبيرهم على ما يلقون من عنت المشركين وتثبيتهم على العقيدة.
فالإسلام لا يحارب الشعر لذاته كما يفهم من ظاهر الالفاظ إنما يحارب المنهج الذي سار عليه الشعر .. منهج الاهواء والانفعالات التي لا ضابط لها والاحلام الموهومة التي تشغل اصحابها عن تحقيقها.
وقد وجه القرآن القلوب والعقول الى بدائع الكون وخفايا النفس البشرية ويستثني القرآن من ذلك الوصف العام للشعراء (الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا) لم يكتفوا بالتصورات والاحلام لامتلاء قلوبهم بالعقيدة واستقاء حياتهم على منهج ومنهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة من شعراء الانصار وعبد الله بن الزبعرى وأبو سفيان بن الحارث اللذان كانا يهجوان الرسول في جاهليتهما فلما اسلما وحسن اسلامهما مدحا الرسول صلى الله عليه وسلم والاسلام.
وكانا يقولان عن القرآن احيانا انه شعر وان النبي شاعر مع ان منهج الرسول ومنهج الشعراء مختلفان.
وذكرت الايات عن الشعراء انهم يتبعهم الغاوون يوضح معنى ما سبق ذكره هنا.
قال عليـه السـلام :( إن من الشـعر لحـكمة وإن من البيان لسحرا).
وقال :( لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له وإن من أن يمتلئ شعرا).
وقال :( حسن الشعر كحسن الكلام وقبيح الشعر كقبيح الكلام).
المرجع فتح القدير الجزء الرابع محمد الشوكاني
في ظلال القرآن الجزء الخامس سيد قطب عفاف عايش حسين ـ كاتبة وتربوية
