أهم مافى هذا الرجل .. البساطة والتواضع الذي يصل أحيانا الى درجة الخجل اذا ما تحدث او سألته عن أى إنجاز أنجزه فرغم الخطى البطيئة المتأنية إلا أنه يعلن عن نفسه بالتواجد وبقوة على الساحة العقارية بعد نجاح مساهمته الاخيرة حي الشمال.
نتحدث عن سعد المرزوقي رجل الأعمال وصاحب مؤسسة المرزوقي للاستثمار العقاري الذى عرضنا عليه أكثر من مرة ان نلتقى ونتحاور. لكنه كان يعتذر بأدب قائلا: لا أريد التحدث إلا بعد ان انجز شيئا حتى يكون للحديث معنى ومن منطلق قوى وثابت.
لذا بمجرد نجاح مساهمته الرسمية الأولى (حى الشمال).. التقيناه وهو فخور بهذا الإنجاز.
هنأناه على نجاحه فابتسم ابتسامة الرضا وقال: الحمد لله رب العالمين، وجلسنا في مكتبه.. قرابة الساعتين وفتحنا جهاز التسجيل وبدأ الحوار:
يقول سعد المرزوقي أو أبو بسام كما يحب أن نناديه:
احمد الله كثيرا على توفيقي في هذه المساهمة (حى الشمال) التي أخذت منى جهدا ووقتا كبيرا واهتماما جليا حيث أعتبرها المساهمة الاولى الرسمية التي أدخلها واعتبرها نقطة الانطلاق بإذن الله لمشاريع ومساهمات أخرى في الطريق.
فالنجاح دائما يحفز ويشجع على العمل لنتذوق طعمه الحلو ويجب ألا يركن الواحد منا إلى نجاحه ويعتبر نفسه قد وصل ولا شىء بعد ذلك.. فهذا في رأي البداية الحقيقية للفشل.. فالرجل العقاري الواعي هو الذي يعتبر النجاح خطوة أولية مشجعة وعليه التفكير دوما في الجديد.. فالسوق العقاري لا يرحم وبه رجال أفذاذ عمالقة اذا لم تكن قويا (دهسوك) في طريقهم غير عابئين بما أصابك أو قد يصبك.
وهذا الامر ليس ذما أو تجريحا لرجال العقار الذين أحمل لهم كل الاحترام لكنها طبيعة الاشياء والامور ليس في القطاع العقاري وحده وانما في قطاعات أخرى كثير.. حيث لا مكان إلا للأقوياء القادرين على التحدي والمنافسة.
@ أفهم من ذلك أن نجاحك لم يأت بسهولة.. وواضح أنك كافحت كثيرا حتى تحفر اسمك وسط الكبار؟
- لا شك أن النجاح لم يكن سهلا.. وتطلب جهدا غير عادي لكن النقطة الهامة التي أحب أن أشير إليها.. ان يعرف الانسان قدر نفسه وحجمه ولا يقحم ذاته في معترك وهو لايزال يفتقد الخبرة اللازمة والعلم ببواطن الأمور.. وخفايا لعبة العقار.. يجب أن يظل كثيرا وطويلا يراقب من بعيد.. ويضيف في أجندة أعماله كل يوم معلومة جديدة حتى اذا ما شعر بأنه أصبح يمتلك مفاتيح اللعبة فعليه بالاقتحام وكله ثقة في الله وأن النجاح سيكون حليفه.
@ هل معنى ذلك أن كبار العقاريين لا يحبون أن يظهر وسطهم وبجانبهم اى عقاري أخر؟
- لا.. بالعكس .. فأنا أعرفهم جميعا.. ووجدت معاونة جيدة وممتازة منهم.. ولولا تشجيعهم لى ربما لم أكن أصادف هذا النجاح.. لكن الذي أقصده بأن هذا المجال لا يرحم.. وهو ان الكبار لا يحبون الضعفاء الذين يريدون الدخول والسلام، فيحدثون ثرثرة ولا يحققون شيئا وربما أضروا القطاع بفشلهم.. لذا هم لا يساندون - أقصد كبار العقاريين - إلا من يستشعرون بأنه جاد ويقف على أرض صلبة ويخطو خطوته وهو يعرف أين ستكون الثانية.
هذا ما قصدته واعتقد ان هذا الكلام لا يخالفني فيه أحد.. فالاقوياء يحبون الاقوياء ليشجعوهم على المنافسة الشريفة ويشعرون دائما بأنهم إذا كانوا قد عرفوا الكثير.. فهناك الأكثر الذى يجهلونه.
سألته:
هناك صراع بين العقاريين القدامى (أصحاب الخبرة) والعقاريين الجدد أصحاب العلم والدراسة.. هل نستطيع أن نوضح الفرق بين الاثنين!
الجديد هو سمة كل عصر.. وليس ذلك في العقار وحده وانما في كافة المجالات.. الثورة التكنولوجية التي نشهدها ساهمت وبشكل كبير في تطوير عقليات الناس.
ولاشك ان العلم والدراسة لهما أهمية قصوى ولكن لا ننسى ان الخبرة هي الأساس.. ولو لم يتعلم اصحاب الشهادات من أصحاب الخبرات ما استطاعوا ان يتقدموا خطوة واحدة الى الامام.
لكننى هنا اعترض فقط على كلمة (صراع) فليس هناك صراع كما يتوهم البعض بل بالعكس أرى تجاوبا وانسجاما بين الفريقين.. وأرى في عيون الجدد كل تقدير وإجلال للقدامى الذين أراهم أيضا يتعاملون بكل الحب مع هؤلاء القادمين وبقوة الى الساحة العقارية.
@ وماذا بعد نجاح مساهمة حى الشمال؟
- الحمد لله .. المساهمة حققت نجاحا طيبا وبيعت القطع في أقل من ثلاث ساعات وارتفع سعر السهم بنسبة 33% وشعرت بعدها بفرحة كل الذين شاركونني في هذه المساهمة ومنحوني ثقتهم الغالية.
أما عن الجديد فهناك لاشك اكثر من مشروع لكنني أفضل ان يبقى في طى الكتمان حتى يظهر للنور بالشكل اللائق الذى أحب ان يراه الناس عليه.