في خطوة هي الاولى من نوعها في اوروبا يسمح الدستور الالماني لمواطن عربي بتشكيل حزب عربي يحمل اسم الحقيقة المواطن العربي رئيس هذا الحزب جمال قرصلي موطنه الاصلي سوريا وهاجر االى المانيا منذ عشرين عاماً يقول: انه سيستثمر هذه الخطوة الجيدة بالبحث عن امكانية دعم التعاون العربي الاوروبي وكذلك يتحدث لنا عن مستقبل العلاقات الاوروبية الامريكية بعد انتهاء حرب العراق .. (اليوم) التقت بقرصلي وكان هذا الحوار:
لن يستمر
@ بعد انتهاء الحرب في العراق وتصدع العلاقات الامريكية الاوروبية هل ترى ان هذا التصدع سيستمر كثيراً؟
- ليس صحيحاً تماماً فعلى المستوى الاقتصادي تجد انه لم تكن هناك أي خلافات تذكر بين اوروبا وامريكا فيما يخص منظمة التجارة العالمية التي تعبر عن مصالحهم جميعاً اما محاولات اوروبا الاستقلالية لا اتصور انها تقلقها كثيراً وذلك راجع لتميز سياسي للولايات المتحدة وليس اقتصادياً حيث لا تأتي دائماً المقارنة في مجال نتائج العمل بين امريكا واوروبا لصالح الاولى، بمعنى انه لا يوجد تفوق اقتصادي واضح للولايات المتحدة على اوروبا تحديداً وانما يأتي تفوقها سياسياً فالولايات المتحدة دولة واحدة تحكمها ارادة سياسية موحدة فيما اوروبا عدة دول تتفاوت فيها الارادات السياسية التي تحتاج إلى اتفاق الجميع على قرار واحد وربما يجعل هذا التعدد موقف اليورو دائماً اضعف من موقف الدولار.
قلق بعيد
@ هذا معناه ان امريكا ليس لديها أي قلق من اوروبا؟
- القلق الامريكي من محاولات اوروبا للتكتل بعيداً عنها باصدار اليورو ثم انشاء حلف عسكري مستقل وهو قلق بعيد حيث لا يمكن لليورو أن ينافس الدولار الا اذا تحكمت فيه سياسة موحدة بمعنى ان قرار رفع سعر الفائدة او تخفيضه بالنسبة لليورو يحتاج إلى موافقة كل دولة على حدة وهو الأمر غير المتحقق حالياً فيما تخشى امريكا ان تتجه اوروبا مستقبلاً لعمل كونفدرالية تجمع كل تلك الدول بما فيها من تباينات وتناقضات وتعمل على ايجاد مواقف سياسية تشمل تلك التباينات وذلك امر مستبعد نسبياً فرغم سهولة تكوين حلف عسكري اوروبي من الناحية الفنية بسبب ما تمتلكه اوروبا من تقاليد عسكرية اقدم من امريكا الا ان مثل هذا الحلف يواجه مشكلة سياسية اخرى هي من سيقوده ويتخذ قراره من كل تلك الدول فيما يختلف الأمر بالنسبة للولايات المتحدة من هنا كانت الولايات المتحدة هي الضلع الوحيد المؤهل لقيادة المثلث وجاءت احداث 11 سبتمبر لتعطي امريكا الفرصة مرتين الاولى في ان تفرض سيطرتها بشكل مطلق على الضلعين الاخرين من المثلث ثم لتفرض سيطرتها هذه على العالم كله وهنا تترادف العولمة في حقيقتها مع الامركة. كلام أمريكي
@ ماذا عما اثير حول أن هناك حالة صراع بين الغرب والشرق الاسلامي؟
- الكلام عن صراع الحضارات امريكي وهدفه بشكل اساسي عدم قيام جبهة افريقية آسيوية في مواجهة العولمة وهذا الصراع الذي تتبناه امريكا يمنع التقارب بين الحضارات المختلفة في الجنوب حيث قامت بتقسيم افريقيا إلى حضارات متباينة لتتصارع فيما بينها ففي افريقيا جنوب الصحراء لمواجهة العالم العربي الاسلامي ويتحاور حتى رغم اختلاف عقائده وهذا الصراع تشترك فيه كل الامم يعترف بوجود كل امة على حدة ذلك لانه حضاري وانساني وليس بين الحضارات وعلينا في الجنوب مواجهة ذلك الصراع الذي تريد امريكا تكريسه لمنع تشكيل جبهة افريقية آسيوية في وجه الامركة والعولمة الرأسمالية ومنع محاولة الالتقاء مع الجبهات الاخرى في امريكا اللاتينية وداخل دول الشمال نفسها التي تجسدت في مظاهرات يستل وجنوة مؤخراً وفرصة ذلك الالتقاء قوية الآن فهناك رأي عام تقدمي على الاقل في اوروبا مستعد للوقوف بجانب دول الجنوب لتخفيض جانب من ديونها الخارجية لدى دول الشمال.
@ بصفتك مسلما عربيا وان هناك روابط تجمعك مع بلادك الاصلية ما امكانية تدعيم هذه العلاقة؟
- انا فعلاً قادم من بلد اسلامي لكن اعتقد انه لا يمكن التعميم فيما يخص الدول الاسلامية فقد بدأت العمل السياسي مبكراً وكنت اكتب ضد القمع الذي يمارس ضد المسلمين وهناك الآن في الدول العربية قوى تقدمية احاول ان اواصل الاتصال معها للمساهمة في احداث نهضة في عالمنا العربي.
@ ما حجم المعوقات والمتاعب التي يتعرض لها المهاجر العربي المسلم في بلاد الغرب؟
- ما يمكن ان اقوله لك من واقع التجربة ان أي مهاجر إلى هذه البلاد يجد الفرصة للنجاح مهنياً لكن لابد من توافر بعض العوامل مثل الارادة للاندماج في المجتمع الجديد ولا يعني هذا التنكر للثقافة الاصلية وللهوية فقد تمسكت بهويتي في وقت وصم فيه الجميع المسلمين بانهم ارهابيون كان ذلك في نهاية السبعينات وقت الثورة الايرانية وكان موقفي هو التمسك بالهوية وتأكيد ان المسلمين ليسوا ارهابيين وانه يمكن التعايش ومنذ هذا الوقت وانا اعقد مؤتمرات لتوضيح الصورة الصحيحة عن الاسلام والمسلمين حتى اصبحت رئيس حزب يعبر عن قضايا العرب والمسلمين.
@ صورة الاسلام والمسلمين اهتزت بشدة في العالم الغربي بعد احداث سبتمبر، كيف كان الوضع في المانيا؟
- صورة الاسلام والمسلمين في المانيا كانت دائماً سلبية نظراً لدور اليهود فيها من قبل 11 سبتمبر وذلك لان دور اليهود فيها متعدد ومؤثر وكان لاحداث الحادي عشر من سبتمبر دور وتأثير كبيران على الرأي العام في اوروبا جميعاً ونحن نقدر التفتح من جانب بعض القيادات التي اشاعت جوا من التسامح لكن على الجانب الآخر لا يتفهم الرأي العام بالضرورة تعقد المسائل فيما يتعلق بالاسلام وكذلك العنف الذي اصبح مرتبطاً بالاسلام، الناس في الغرب لا يفهمون لماذا يحدث كل ذلك وفي الوقت نفسه لا يهتم.