القول بأن المملكة عدو لاصديق للولايات المتحدة هو قول موغل في الخطأ، ولايروج له الا اعداء، الحقيقة البازغة كخيوط الشمس في رابعة النهار، اولئك الذين يهمهم فصم عرى الصداقة التقليدية بين البلدين منذ ان وضحت معالمها في اللقاء التاريخي الشهير الذي جمع بين الملك عبدالعزيز ورئيس الولايات المتحدة وقتذاك روزفلت، فقد بدأت منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم علاقات متينة ومتميزة ستبقى نموذجا لما يجب ان تكون عليه العلاقات بين الامم والشعوب، والمطالبة التي طرحها خبراء ومسئولون في مؤتمر في الكونغرس عقد يوم أمس الاول تحت عنوان (السعودية عدو أم صديق) بضرورة العمل بشكل ايجابي للحفاظ على العلاقات المتميزة بين الرياض وواشنطن التي وصفوها بأنها (جوهرية لأمن العالم) هي مطالبة عقلانية وصائبة، فصحيح ان العلاقة بين البلدين تتعرض حاليا لضغوط من جانب المتطرفين والمتشددين الصهاينة داخل الولايات المتحدة وخارجها، غير ان من الضرورة بمكان ان تستمر تلك العلاقة التاريخية بين الشعبين الصديقين على وتيرتها مهما تعالت الاصوات الحاقدة والمغرضة المدافعة عن المصالح الاسرائيلية، والمؤيدة للهيمنة الصهيونية في الشرق الاوسط، وجوهر العلاقات السعودية/الامريكية لابد ان يرتفع فوق تلك الاصوات لمصالح الشعبين المشتركة ولمصالح دول العالم قاطبة، واذا كانت المسألة الفلسطينية على وجه التحديد هي السبب في تعكير صفو العلاقات بين البلدين فان الولايات المتحدة ممثلة في رئيسها الحالي طرحت بوضوح مشروعها لحل الازمة بأهمية قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية في المنطقة تتمتعان بحدود آمنة ومعترف بها دوليا، وهو مشروع يتناغم في تفاصيله وجزئياته مع مبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق.. غير ان اسرائيل كعادتها رفضته مثلما رفضت سائر المبادرات السلمية السابقة.