يجري وفد برلماني ليبي حاليا مباحثات في القاهرة لمعالجة واقع العلاقات الثنائية التي شهدت اضطرابا خلال الأسابيع الماضية، في حين يقوم وفد مغربي برئاسة رئيس الوزراء إدريس جطو بإجراء مباحثات في طرابلس.
ويرأس الوفد الليبي الى القاهرة الأمين العام المساعد لمؤتمر الشعب العام أحمد ابراهيم وقد التقى أمس مع رئيس مجلس الشعب المصري فتحي سرور ويستقبله اليوم الأحد الرئيس المصري حسني مبارك.
واكد بيان من مجلس الشعب المصري ان اللقاء تناول العلاقات الثنائية وان الجانب المصري عبر عن تقديره للعقيد معمر القذافي في مواقفه السياسية، كما أعلن أن المباحثات تناولت انشاء لجنة برلمانية مشتركة للتنسيق بين المواقف البرلمانية في المحافل الدولية والعمل على توطيد العلاقات بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة في اطار الجهود الرامية الي ازالة التوتر الذي شاب العلاقات المصرية الليبية اثر انتقادات حادة وجهتها الصحافة المصرية للعقيد القذافي اثر قراره التخلي عن اي برامج لتطوير اسلحة دمار شامل في ديسمبر الماضي.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد اوفد اربعة من كبار مسؤولي الدولة، هم مستشاره السياسي اسامة الباز ووزيرا الخارجية احمد ماهر والاعلام صفوت الشريف ومدير المخابرات العامة عمر سليمان، الى طرابلس في اواخر يناير لاحتواء الازمة مع ليبيا التي انعكست في قيود فرضتها طرابلس على دخول المصريين الذين يعملون في ليبيا والبالغ عددهم حوالي 300 الف شخص حسب التقديرات الرسمية.
واثر هذه الزيارة عادت حركة التنقل بين مصر وليبيا الي طبيعتها والغيت القيود التي كانت قد فرضت على دخول رعايا البلدين المتجاورين.
من ناحية ثانية، وصل رئيس الوزراء المغربي إدريس جطو إلى العاصمة الليبية طرابلس أمس السبت على رأس وفد يضم عددا من الوزراء والبرلمانيين ورجال الأعمال في زيارة عمل يترأس خلالها مع نظيره الليبي شكري غانم أعمال الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة المغربية الليبية.
وأوضح جطو في تصريح لدى وصوله أنه سيقوم خلال هذه الزيارة بتسليم رسالة من الملك محمد السادس إلى القذافي كما يحضر اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. وسيبحث رئيسا الوزراء الليبي والمغربي خلال اجتماعات الدورة السادسة للجنة المشتركة بين البلدين عدة مواضيع تتعلق بالتعاون في المجالات الصناعية والاقتصادية والتبادل التجارى والعديد من المجالات الأخرى.
وكانت العلاقات الليبية المغربية قد شهدت تطورا ملحوظا منذ زيارة الملك محمد السادس لليبيا في يناير من عام 2001 وهى الزيارة التي ساهمت في تعزيز سبل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري بينهما.