هناك فقط.. علينا ان نسلم بالانكسار، اذا استطالت (الحرافيش) وتمكنت وأخذت صدر المجلس، ووزعت الابتسامات والقرارات، وأخذت تركض في الصف الأول لتغرس الوهم وسط احتفالية واحتفائية للذين يجيدون قرع الطبول.
@@ هنا لن نقول (اذا سقط الجمل كثرت السكاكين) ولكن سنعرج إلى مثال قريب منه وهو (اذا طاحت السنديانه كثر الحطابون) وفي مسرح الخليج عادة ما يكثر الحطابون، لأن معادلة النقاء في السرائر شبه معدومة لدى البعض، لأن هناك من يتاجر على بعض (الحرافيش) واتمنى الا يخلط البعض بين (الحرافيش) و (الخفافيش) لأنني على يقين أن هناك من لا يفرق بينهما لدى فئة من جمهور الخليج، لعشق البعض منهم أداء الأدوار المزدوجة.
@@ في مسرح الخليج أناس يستغرقون في نمو القصص الصغيرة تماما كما يستغرق الطفل في قراءة مجلة (ماجد) ولكنهم يكذبون على أنفسهم، فيعيشون دور البطولة.
@@ وهناك أصوات تهوى الصراخ، لأنها دائما ما تعيش في أحلام اليقظة، تنام وتصحو، لكنها لا تحاول النهوض، وهمها البذخ في كأس الفشل، ورسم الطريق الممتلىء بالأشواك، لأنها لا ترى أبعد من أنفها.
@@ وهناك أصوات أخرى، تلمع في البعد وفي القرب، وترسم صورا تضيء الجدران، تنهض وتستعيد الذاكرة، وتقرأ وترسم آملا للمستقبل.
@@ هي تعي بعمق أن الركض بقوة نحو الخرافيش أو الخفافيش.. أمر متعب، وأن السير بتأن.. وتأمل.. قد يكون أكثر نفعا.
@@ ولكن للأسف تلك الفئة قليلة، ولكن عشق خليجها احتفالية واقعية يتمدد في الظمأ فيرتوي، ويضحك دمعا لأنه عاشق يغني على خليجه.
@ والمسافة بين الفئتين كبيرة،والإصرار على المواصلة او الانسحاب بينهما يحتاج الى عقل لا يتعطل، والى قلب لا يتعفن، والى قلم لا يمارس دور الأراجوز.
@@ في مسرح الخليج السؤال عمود نار، والمدينة خالية من الأجوبة، والقصيدة خالية من القافية، والأسئلة الجديدة تستنبط من الماضي.. لا جديد، فهم يغافلون الوقت كي يقبضوا على جمر السؤال، ثم يهربوا من الإجابة.
@@ على مسرح الخليج ضوء خفي متعدد الألوان، لكنه واضح وغامض، لتبقى الإجابة في فم الجمهور حاضرة وغائبة.
@@ يتوكأ هذا المسرح ليسخن اللحظات، ولكن الضوء الخافت يواصل ديكتاتوريته على المكان، لتموت اللحظة، ويموت الإنجاز، ويموت الاخلاص، ويتجاوز (الخفافيش) حد الظلام، ويتجاوز (الحرافيش) هامشية دائرتهم، وتبقى ارتعاشة الصوت تتضاعف، والحكاية تتواصل، والممثلون يخرجون عن النص، والمخرج يقف عاجزا عن اختيار البديل، لتسقط من جديد رفاهية الإحساس على خشبة مسرح الخليج وسط تمرد مفتعل لا يمت للواقع بصلة.
@@ ضحالة التفكير=، وبطىء (الثقافة) تجعل ليل الخليج رطبا، ومكانه صالة تزلج، لينسحب العقلاء، فهذا زمن (لولاكي) و (حبيبي يانور العين) ومع ذلك يفكر الخلجاويون في استدعاء صدى الماضي العريق.. فهل ينجحون.