تستعد الولايات المتحدة لتنظيم حملة دبلوماسية واسعة النطاق لشرح مخططاتها الخاصة بدعم ما تسميه ادخال اصلاحات ديمقراطية واقتصادية في الشرق الاوسط وهي مشاريع تواجه الكثير من الانتقادات وفي المنطقة.
مساعد وزير الخارجية المكلف الشؤون السياسية مارك غروسمان غادر واشنطن امس متوجها الى الاردن ومصر والمغرب والبحرين للدفاع عن هذا الملف الذي يجد رفضا واسعا في الشرق الاوسط.
ويسعى المشروع الذي اطلق عليه اسم مبادرة من اجل الشرق الاوسط الكبير الى ما يسميه تشجيع الاصلاحات الديمقراطية والانفتاح الاقتصادي في العالم العربي والاسلامي من اجل خفض مستويات الفقر والاحباط التي تشجع الارهاب.يتجاهل الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وتدمير مساكن الفلسطينيين وتجريف منازلهم وبناء جدار الفصل العنصري اضافة الى احتلال اراض عربية في سوريا ولبنان.
وتستخدم واشنطن كعادتها الجزرة والعصا لانفاذ سياساتها الخارجية فمن يرضخ ويذعن يكافأ ومن يرفض او يعبر عن وجهة نظر مختلفة يواجه الثبور وعظائم الامور.
وقد سربت بالفعل معلومات في هذا الاتجاه سبقت وصول المبعوث الامريكي جاء فيها ان الدول التي تلتزم بالمشروع سيقدم لها الدعم وستحظى بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة وابرز شركائها الغربيين حسب هذه المخططات التي لم تعلن واشنطن رسميا سوى خطوطها العريضة.
وواشنطن متهمة في المنطقة وهناك العديد من الامثلة الحية على ارض الواقع بممارسة الضغط على العالم العربي-الاسلامي باتجاه ما تسميه المشاريع التطويرية والتقليل من اهتمامها بالنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني الذي يشكل مصدر مأساة حقيقية في هذه المنطقة.
وسيزور غروسمان، المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الاميركية، ايضا تركيا الدولة المسلمة التي تعتبرها واشنطن نموذجا للتطور الديمقراطي، كما سيزور بروكسل حيث يوجد مقر الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي وهما المنظمتان اللتان تريد واشنطن اشراكهما في مخططاتها.
وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر نريد معرفة كيف يمكن مع هاتين المنظمتين ومنظمات اخرى، اقامة نظام شامل لدعم الاصلاحات والتغيير في الشرق الاوسط.
ويريد الرئيس الاميركي جورج بوش ان يجعل هذا المشروع عنصرا محوريا في قمة مجموعة الثماني المرتقب عقدها في يونيو المقبل في سي ايلاند بولاية جورجيا الاميركية (جنوب-شرق).
ومن المرتقب ان يأخذ هذا الملف حيزا مهما خلال الاجتماع الوزاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الاثنين في واشنطن كما افادت مصادر اميركية.
وقد بحثت هذه المخططات الاميركية ايضا الجمعة بين بوش والمستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي كان يقوم بزيارة رسمية الى واشنطن.
وجاء في بيان مشترك نشر في ختام اللقاء ان البلدين يلتزمان العمل في اتجاه الهدف الطموح المتجذر في قيمنا وتجاربنا المشتركة وتشجيع الحرية والديمقراطية وكرامة الانسان ودولة القانون والفرص الاقتصادية والامنية في الشرق الاوسط الكبير.
فهو يشير صراحة للقيم والتجارب الغربية دون ادنى اعتبار لاحترام قيم وثقافات دول الشرق الاوسط وفي سوريا، التي تتسم علاقاتها مع الولايات المتحدة بالفتور، كتبت صحيفة تشرين الحكومية السبت ان هذا المشروع مرفوض وقد اعلن لصرف الانتباه عن الصراع العربي-الصهيوني. واعلنت فرنسا ايضا الجمعة انها ستعطي الاولوية لتسوية النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
وانتقد الرئيس المصري حسني مبارك بشدة ايضا المشروع الاميركي للاصلاح الديمقراطي في الشرق الاوسط معتبرا انه يندرج ضمن وصفات جاهزة غير قابلة للتطبيق.