DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بو عنقة مع أولاده

بوعنقة: الأمير نايف أنصفني.. وقال: الناس أهم من المشروع

بو عنقة مع أولاده
 بو عنقة مع أولاده
أخبار متعلقة
 
حي الكوت @ في البداية حدثنا عن طفولتك وأين ترعرعت؟ الحب والعطف والحنان والرجولة والهيبة لدى الرجال لابد أن تجدها في شخصية محمد عبدالعزيز بوعنقة الخالدي. الذي يعد أحد المكافحين من أجل تحقيق ذاتهم في عدد من المجالات, والتعليم كان احدها. شخصية بو عنقة صنعت خلال رحلة طويلة، أساسها الكفاح والمثابرة. تلقى تعليمه منذ الصغر في مدرسة الهفوف الأولى، ورغم الظروف التي مر بها في حياته، عندما توفيت والدته (رحمها الله)، إلا انه استطاع أن يحقق ذاته، وأن يكون أنموذجا يحتذى به في الإخلاص لبلده ووطنه. لديه من الأولاد مشاري، عادل، سامي، خالد، عبدالعزيز، سعود وحسين بالإضافة إلى 4 بنات.. توقفنا معه لنرصد أجزاء من ذاكرته: ـ ولدت في حي الكوت بالأحساء عام 1353هـ، وكبرت في حضن والدي (رحمه الله)، ومع زوجته، بعد أن توفيت والدتي، وعمري حينها سنة ونصف السنة، وقد لقيت منها كل الحنان والحب والعطف، وكانت معاملتها لي معاملة الأم لابنها، وكان للبيئة أثر مهم في تكوين شخصيتي، فحي الكوت من الأحياء العريقة، وكان يزخر بالعديد من العوائل المعروفة. @ هل تتذكر جيرانكم في ذلك الوقت؟ ـ أتذكر منزل البوبشيت، الفندي، الجعفري، الديري والخراع، وغيرهم من العوائل المعروفة، حيث يغلب على التعامل الحب والاحترام بين بعضنا، فتجد الجار يسأل عن جاره، ويسأل عن أخباره في الليل والنهار. المطوع والدراسة @ ماذا عن الدراسة؟ ـ حرص والدي (رحمه الله) على تعليمي منذ الصغر، وقد التحقت حينها بالمطوع، وكان عمري 8 سنوات، تعلمت خلالها القرآن الكريم، وحفظت بعض أجزائه على يد الشيخ احمد القرين، حتى وصل عمري إلى 11 سنة. @ من كان معك عندما درست القرآن الكريم؟ ـ أتذكر عبداللطيف إبراهيم العباس، وعددا من الصبية لا تسعفني الذاكرة لاستحضار أسمائهم، وعموما الدراسة عند المطوع كان لها طعم خاص، حيث تجد الجميع يكن الأدب والاحترام له، فتجد الحاضرين يحفظون القرآن الكريم، ويحرصون على المتابعة معه، ويرددون ما يقول، ومن هنا كانت للمطوع هيبته. مدرسة الهفوف الأولى @ وماذا بعد المطوع ؟ ـ لقد حرص والدي على تعليمي، والتحقت بمدرسة الهفوف الأولى مع مجموعة من الطلاب، وأتذكر منهم سعد الدرويش، يوسف المهيزعي، محمد الحميد، سعد الحسين، حمد الحواس، عبدالعزيز الحمد، عبدالله السماعيل وعبدالمحسن الثاني. @ من كان مدير مدرسة الهفوف في ذلك الوقت؟ ـ كان مديرها في ذلك الوقت عبدالعزيز المنقور، الذي عرف بشدته وحزمه وحرصه علي الطلاب، وأما الوكيل فكان عبدالله بونهية. رجل حكيم @ ومن مدير التعليم حينها؟ ـ كان مدير التعليم الشيخ عبدالعزبز منصور التركي، وهو رجل حكيم متزن بتعامله مع المعلمين والطلاب كذلك، وقد استفاد منه الجميع استفادة عظيمة في مجال التعليم، حيث كان التعليم، ومازال، يلقى اهتماما كبيرا من المسؤولين، حيث كان خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) وزيرا للمعارف في ذلك الوقت. الطالب يصبح معلماً @ وهل واصلت الدراسة بعدها؟ ـ كان المجال حينها يفسح للطالب أن يصبح مدرسا، وبالفعل قمت بالتدريس في مدرسة المبرز الثانية بالحزم، وكان موقعها بالتحديد هو بيت المغلوث، وهو مبنى مستأجر، وأصبح حاليا برجا للاتصالات السعودية، بعدها انتقلت للتدريس في مدرستين في الطرف والجفر، بسبب قلة المدرسين، ومنهما انتقلت إلى الصالحية، حتى تقاعدت عام 1413هـ. نصاب كامل @ ما المواد التي كنت تدرسها للطلاب؟ ـ كنت ادرس اللغة العربية، وكنت حينها آخذ النصاب كاملا، رغم صغر سني، حيث لم احمل الحفيظة بعد، والتعامل معي على أحد البنود، ففي العطلة الصيفية لا أتقاضى راتباً. @ وكم كان راتبك عندما عينت؟ ـ كان لا يتعدى 240 ريالا. لبس المشلح @ ما الفارق بين التعليم في الحاضر والماضي؟ ـ كان الطالب في الماضي يدخل المدرسة في السنة الأولى ولديه اهتمام كبير بالتحصيل الدراسي، وقد استفاد مما درسه طوال تعليمه، فما ان يتخرج حتى تجده قد نضج عقله، وواكب الحياة بجد واجتهاد, أما الطالب اليوم فيدخل المدرسة وقد تخرج من الابتدائية، ومستواه لا يؤهله لدخول المتوسطة. والأسباب من الطلاب أنفسهم، والتربية لها دور في ذلك. وبالمناسبة كنا في أيام زمان نلبس المشلح عندما نذهب إلى المدرسة، وبعد ان كنا اساتذة احتراماً للتعليم وتقديرا للعلم. التقاعد والحياة الجديدة @ في يوم التقاعد كيف وجدت نفسك؟ ـ التقاعد عن العمل يدخل الإنسان حياة أخرى وأياما جديدة في حياة المتقاعد، وقد أرجعني لعديد من رجال التعليم الذين عرفتهم وعاصرتهم، منهم عبداالله بونهية، عبدالله الباز، الشيخ عبداللطيف المبارك، عبدالله المبارك، واحمد الهلال. وفي يوم التقاعد أقيم حفل تكريم لي، بحضور مدير التعليم احمد الهلال، في مزرعة محمد العرفج، وبحضور مجموعة من الشخصيات في مجال التعليم, بالإضافة إلى حفل آخر أقامته إدارة التربية والتعليم، وقد حضره أمير الأحساء حينها سمو الأمير محمد بن فهد بن جلوي (رحمه الله)، ونخبة من الضباط ووجهاء البلد. موقف لا ينسى @ من خلال رحلتك مع التعليم ما الموقف الذي لا تنساه؟ ـ هناك مواقف كثيرة، وفي الحقيقة قد يكون أبرزها عندما قمت بتدريس السنة الثالثة ابتدائي في احدى المدارس، وعند تجوالي في الفصل لاحظت ان أحد الطلاب لا يستطيع ان يظهر الكتاب إلا بيده اليسرى، وعندما هممت بسؤاله لم يعطني إجابة، فبادرت بسؤاله مرة أخرى، وبعد إلحاح مني أجابني أنه لا يستطيع رفع يده، بسبب تآكلها، ووجود مرض فيها، حتى انتفخت وأصبحت طويلة وثقيلة، ووالده لا يستطيع ان يعمل له شيئا، لأنه من عائلة فقيرة، فما كان مني إلا ان أخذته معي لوالده واستأذنته لأخذه إلى الدكتور التهامي، وتم إجراء العملية له، وقد تسبب المرض في إنقاص وزنه، وبعد تنويم أسبوعين في المستشفى رجع إلى ما كان عليه, وبعد سنوات قابلني أحد الأشخاص في السوق، وقال لي: ألم تعرفني يا أستاذ؟ فقلت: لا.. فرفع يده لي فعرفته على الفور، وقد اصبح رجلا، وهو يعمل في أرامكو السعودية، ويمتلك خيرا كثيرا، ولديه العديد من الأطفال. الزواج والحياة @ لا شك في ان الاستقرار لعب دورا هاما في حياتك ونجاحك في حياتك العامة، فكيف وجدت ذلك؟ ـ كان لأم مشاري دور كبير في حياتي، ولله الحمد وجدت كل الحب والتقدير منها، فالزوجة تشكل عاملا مهما في حياة الفرد منا. @ هل تذكر المهر يا (أبو مشاري)؟ ـ نعم، وكان بالتحديد 4200 ريال، وقد استمر حفل الزفاف لمدة 3 أيام، وقد أنجبت لي مشاري، خالد، سامي، عادل و3 بنات، وقد توفيت رحمها الله. الأمير نايف @ سمعت عن موقف لك مع ابن بداح.. هل تذكر لنا هذا الموقف؟ ـ جاء أمر بقص عدد من المنازل، لعمل أحد المشاريع في المنطقة، وكان شهرا شعبان ورمضان على الأبواب، فصدر قرار بإخلاء المنازل، وتم قطع المياه والكهرباء عن السكان، فذهبت إلى صالح بن بداح، وكان حينها المسؤول، وطالبناه بعودة المياه والكهرباء، فرفض، واتصل عليه خليفة الملحم، إلا انه لم يستجب فتوجهت إلى الرياض، بمعيتي احمد الرمضان، وقابلنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي أمر بعودة المياه والكهرباء، وقال ان مصلحة الجمهور أهم من المشروع، وانتهت المشكلة مع ابن بداح، وقد أعطاني الأمير حقي، وهذا ما عرفناه عن الدولة (حفظها الله) في تلمس حاجات المواطنين.