أخبار متعلقة
الابحار في الماضي سباحة ضد تيار الزمن بحثا عن الحقيقة، في الطريق نقابل الكثير ونكتشف الكثير، ونصطدم بالكثير ولكن متعة البحث والاستقصاء لا تقارن.
ونحن هنا نبحر في الماضي وفي ذاكرتنا رجال ومواقف عن الإعلام السعودي.. رجال صنعوا المستحيل ومواقف آن للأجيال أن تعرفها.
يعد عبدالله احمد الشباط من اوائل العاملين في المجال الصحفي بالمنطقة الشرقية اذ بدأت علاقته بالصحافة منذ ان كان طالبا في المعهد العلمي بالاحساء عندما اصدر عبدالله بن خميس ـ وكان حينها مديرا للمعهد العلمي بالاحساء ـ مجلة هجر فكان عبدالله الشباط سكرتيرا لتحرير هذه المجلة التي لم يقدر لها استمرار الصدور.
وعندما انطلق الى الحياة العـملية أصـدر مجلة (الخليج العربـي) بمديـنة المــبرز منذ 1376/3/1هـ وقد توقفت بعد سنة من اصدارها ودفعه طموحه الى اعادة اصدار هذه المجلة لتصبح جريدة اسبوعية ولكن في مدينة الخبر واستمر صدورها من اوائل عام 1377هـ الى عام 1381هـ ولكنه بعد احتجاب جريدته (الخليج العربي) عاود الكتابة الصحفية في اكثر من منبر اعلامي وكان ابرز هذه المنابر جريدة (اليوم) منذ اعدادها الاولى وهو بذلك يعد رائدا من رواد الصحافة في المنطقة الشرقية بصفة خاصة وفي بلادنا بصفة عامة لاسهاماته الوفيرة في معظم الصحف المحلية والخليجية والعربية.
سيرة
اما سيرته الذاتية فتتلخص في الاتي:
من مواليد مدينة المبرز بالاحساء عام 1353هـ وبها تلقى تعليمه وعمل بالتدريس قبل ان يعود لمواصلة الدراسة بالمعهد العلمي بالاحساء وفي عام 1382هـ عمل مساعدا لرئيس بلدية الخبر وفي عام 1384هـ رشح لرئاسة بلدية المنطقة المحايدة (ميناء سعود) وبعد تقسيم المنطقة المحايدة عام 1388هـ ترك الوظيفة الحكومية ليتفرغ للكتابة والتأليف وقد صدر له حتى الان ما ينيف على عشرين كتابا في مختلف فنون الكتابة تضمنت اراء وتجارب في الصحافة جديرة بالاطلاع وتم تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجة في 1416/6/6هـ وكذلك تكريمه من قبل مركز الامير سلمان الاجتماعي في 1419/6/10هـ وعلى المستوى العربي تم تكريمه في مهرجان الرواد العرب المنعقد في القاهرة من 7 الى 2002/10/9م لريادته الصحفية حيث انيطت به مهمة رئاسة لجنة الصحافة بالمهرجان.
ولعل اهتمامه الاعلامي هو الذي دفعه الى انشاء مؤسسة اعلامية بمدينة الخبر مقر اقامته تعنى بالشؤون الاعلامية والاعلانية.
تجربة
ويتحدث عبدالله الشباط عن تجربته مع (الخليج العربي) فيقول: بالنسبة للخليج العربي فقد صدرت كمجلة شهرية في الاحساء في محرم عام 1376هـ واستمرت لمدة ستة اعداد وكما نوهت في موقف سابق انني خسرت ما ادخرته للزواج فأقفلت المجلة وفي عام 1377هـ التقيت بمحمد احمد فقيه الشاعر الاديب ـ يرحمه الله ـ وكان انذاك رئيسا للمرور وجاء ذكر (الخليج العربي) فعرض علي ان نتعاون سويا لاصدار جريدة اسبوعية من الخبر وافقت وابتدأنا من اول عام 1377هـ ونشرناها جريدة اسبوعية تطبع في مطابع الرياض ولقينا من الشيخ حمد الجاسر كل عون جزاه الله خيرا ولكن لما تراكمت المطالبات وجد نفسه مسؤولا امام الشركة شركة الرياض للطباعة والنشر فاعتذر مني ونقلت طباعتها الى جدة عند محمد حسين اصفهاني يرحمه الله الذي لم يكتف بان يرحب بطباعته الجريدة وانما بذل كل عون وجهد وذلل كل العقبات وحتى عندما اشتكيت انني لا استطيع الاقامة في جدة للاشراف على الطباعة قال انا سأشرف عليها او اعين من يشرف عليها.
مطبعة
وقد استمرت طيلة عام 1378هـ وجزءا من عام 1379هـ وفي نهاية عام 1379هـ كنت قد اشتريت مطبعة من مخلفات الحرب العالمية في البحرين وجئت بها الى الخبر وبدأنا نطبع الجريدة فيها استمرت الى عام 1381هـ اختلفت مع المسؤولين حول بعض النقط فسحب امتياز الجريدة مني واعطي لعلي ابو خمسين استمرت لمدة عدة اشهر ثم الغي امتيازها نهائيا لانها اصبحت تمثل وصمة عار في تاريخ الصحافة هذه هي جريدة الخليج العربي.
لا ثقافة
اما ما ذكر عني من العلم والفكر والثقافة والصحافة فقد نشأت شابا مغرورا يحمل شهادة من الصف الثاني ثانوي وساقط في ثالث ثانوي لكني كتبت بعض المقالات في الصحف ونشرت (فاغتررت) واريد لي ان اكون صحفيا فتصحفت واريد لي ان اكون كاتبا فكتبت هكذا خيل لي عقلي الصغير المغرور، عقل الشباب وعنفوانه وفورته اصبحت كاتبا وصحفيا من أي شيء؟ من لا شيء ليست هناك اية خلفية ثقافية وليس هناك أي معين علمي لكنه غرور الشباب دفعني فاندفعت ومع ذلك فقد اثرى شيئا ما وأوصلني الى ما انا فيه الان.
يقول الشباط العلاقة المشتركة بين رواد الصحافة الذين عانوا مشاكل العمل الصحفي بكل معاناته واتعابه وبين جيل اليوم الذين توافرت امامهم كل الوسائل المتاحة في العمل الصحفي في الوقت الذي يشعر البعض ان هناك فجوة او مسافة تفصل بين جيل الرواد وجيل اليوم؟
وعن الريادة يشير الى انه لا يمكن ان تعود عقارب الساعة الى الخلف، الريادة انتهت دخلنا الان عصر الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة ولم يعد احد يستطيع ان ينقح: ضرب زيد عمروا الان بالكمبيوتر كل المعلومات موجودة ولا يمكن ان نعود للوراء. الريادة القديمة عندما كنا نحافظ على اصولنا القديمة.
اللغة العربية لم تتخلخل في ميدان الشعر والادب ايضا بل تخلخلت حتى في موضوعات مختلفة عندما تمشي في الشارع تجد (بوفيه)، و(غاليريه) و(رسبشن) واستاء في لغات اجنبية دخلت علينا ونستعملها استعمالا يوميا ونواجهها الان فكيف تريد لمن يتحدثوا نصف لغة ان يعودوا الى الريادة؟
ويقول الشباط لو انني درست الصحافة دراسة اكاديمية لكان يمكن ان اجيب اجابة مفصلة عن كل شيء لكنني قلت سابقا ان الصحافة لها فضل على نشر الادب والصحافة التي بدأت ادبية هي التي رسخت جذور الادب في ذلك الوقت والان الصحافة بما فيها من سرعة وامكانيات وصرعة للاستعجال لا تزال تفرد صفحات ادبية جيدة.
قصاصة من الخليج العربي