أخبار متعلقة
في خضم هذه التغيرات التي تمثل جوهر واقعنا المعاصر الذي نعيشه يستطيع أي فرد منا أن يشعر بالانتظام والانسيابية دون أن يكون قد خطط لها, خاصة أن الحياة مهما تنوعت واختلفت فان من خطط لها سوف لن تعطيه ما يرغبه , بل بما سعى لها.. ضيفنا لهذا الأسبوع لم يعرف للتخطيط عنوانا مع بدء مشوار حياته عندما كان جنديا عسكريا الى ان تقلد مناصب إدارية وقيادية في الجوانب العسكرية في مختلف مناطق المملكة حتى اكتسب التجربة والخبرة من هذه التنقلات الإدارية وقد كانت منطقة القصيم هي الأقرب الى نفسه لكونها تمثل جوانب هامة في حياته العملية.
ضيفنا عميد متقاعد عبد الله بن حمد المغلوث لنبدأ الحوار معه.
السيرة الذاتية
الاسم/ العميد / عبدالله حمد عبدالله المغلوث
من مواليد الاحساء عام 1347هـ متزوج ولدية عشرة أولاد أكبرهم (حمد) ويعمل مديرا لشؤون الموظفين بشركة سكيكو وخالد متوفى يرحمه الله وفهد يعمل في سكيكو ومحمد كذلك وطارق نقيب بالأمن العام.
بدأ العمل مبكراً في حياته العملية جندياً ثم مأمور جوازات العقير عام 1367هـ ثم مأمور جوازات الاحساء عام 1368هـ واستمر لمدة أربع سنوات ثم أدخل العسكرية برتبة ملازم رئيسا للتحقيقات تم تكليفه مديراً لشرطة الاحساء عام 1387هـ ثم مديراً لشرطة حائل ثم مديرا لشرطة القطيف ثم مديرا لشرطة الجبيل ثم لرأس تنورة ثم مديرا لشرطة منطقة القصيم ثم تقاعد.
ظروف قاسية
@ دائما نسلط الضوء على البدايات لكل ضيف نلتقي معه.. بودنا ان تحدثنا عن تجربتك الأولى ومراحل التنشئة فيها؟
ـ بدأت حياتي العملية مبكرا حيث لم أواصل دراستي في المرحلة الابتدائية كاملة نتيجة للظروف المعيشية التي صاحبت الجميع في تلك المرحلة , خاصة أنها شهدت البحث عن مصادر الرزق في العمل , وبالتالي اتجهت للعمل العسكري من خلال دخولي في مجال الشرطة ووظفت براتب جندي , بمبلغ وقدره 22 ريالا ونصف الريال, وكان ذلك في أواخر الحرب العالمية الثانية حتى أن الرواتب كانت تصرف لنا بالطحين والسكر ثم نقوم ببيعها بنصف من قيمتها وقد كانت لهذه الحياة المعيشية والظروف المعاصرة التي كنا نتعايش فيها لا سيما وأن الأسرة التي ترعرعت فيها متوسطة الحال وليست بالثرية أو الفقيرة خاصة وأن والدي يرحمه الله كان ينفق علينا مما يبيعه من المحصول الزراعي الذي يحصده يوميا من مزرعته, لذا فضلت أن ابدأ مشوار الحياة الطويلة بالحياة العملية من جانب الناحية العسكرية التي شهدت جوانب القوة والشدة نتيجة ما تدربنا من (الأميرالاي) أو ما يسمى حديثا العميد سالم عبدالرحمن شوقي وهو من طرابلس الغرب الذي يعمل مع الحكومة التركية فقد كان حازما جدا وموجها حتى أننا نعتبره والدا لنا يرشدنا ويقسو علينا, انجب رجالا لم نخيب آماله وتطلعاته.
المواطنة الصالحة
@ وما النصائح التي كان يوجهها لكم؟ وهل أسهمت في تكوين الشخصية لديكم؟
ـ كان دائما يطالبنا بتقوى الله ومراقبته في السر والعلن وان نحافظ على ستر عورات المواطنين في جميع الحالات لأننا مؤتمنون عليهم , مما اثر ذلك على طبيعة حياتنا العملية في الجانب العسكري بالتعامل الذي يتطلب ان نكون فيه.وهي المواطنة الصالحة الحقيقية.
@ وماذا كان يمثل لكم العميد شوقي في الجانب العسكري؟
ـ مديرا لشرطة الاحساء بل هو المؤسس لها في عام 1357 هـ بعد أن تقدم على عهد مدراء من السابق طلعة وفاء الى أن ظل في الاحساء وتقاعد بها حتى دفن في المدينة المنورة.
ولكن كان قد أسهم بالنسبة لي في التعسكر انا وزميلي شارع العتيبي بعد أن تعينت مأمور جوازات الاحساء أي مدير الجوازات عام 67 بتعييني برتبة ملازم إلى أن تدرجت بالرتب العسكرية إلى رتبة عميد.
لو بقيت
@ هل حققت من خلال هذه الرتبة رغباتك؟
ـ لو بقيت لاصبحت فريقا
بهذه الرتبة
@ ولماذا؟
ـ زميلي حمد العريفي رحمه الله تقاعد بهذه الرتبة.
نقاش بيني وبين المدير
وهل تم تقاعدك برغبة منك أم جاء نتيجة خلافات مع زملائك في العمل؟
ـ لقد تم تقاعدي نتيجة نقاش دار بيني وبين مدير الأمن العام في تلك الفترة , وكذلك نتيجة الطفرة التي حدثت وكان لها تأثير في اتجاهي للعمل الحر في الأسهم حتى أثرت على عملي الوظيفي , مما ترك لي خيرا كثيرا ولله الحمد أنا ومن كان معي في تلك الفترة بل من اجتهد في هذا المجال اصبح الآن أحد رجال الأعمال المميزين.
تعلمت في مدرسة الحياة
@ وأنت من ناحية الاجتهاد لم تحققه أثناء دراستك بحصولك على أي شهادة دراسية؟
ـ أنا رجل خبرة اكتسبت من الحياة أمورا كثيرة ولذلك تخرجت من مدرسة الحياة التي تعتبر مقياسا كبيرا للإنسان , اما من ناحية الدراسة التي بدأت فيها عن طريق المدارس الحكومية بالمبرز بالاحساء بالمدرسة الأولى وهي كانت مدرسة مستأجرة من وزارة المعارف سابقا وحاليا وزارة التربية والتعليم وقد اشتراها عبد الرحمن بن شهيل فقد درست فيها الصف الأول الابتدائي عام 76 ولم أواصل حتى أحصل على الشهادة الابتدائية وقد كانت هناك لي فرصة في مواصلة الدراسة في الهفوف ولكنني وجدت في الأمر صعوبة من ناحية الوضع المادي الذي نتعايش فيه في تلك الفترة.
إلا أن ذلك لم يصل بنا نحو الوقوف مكتوفي الأيدي بل دأبت على القراءة والكتابة حتى إنني كنت اقتبس من زملائي الذين كان اغلبهم من أهل الحجاز, ومن هنا جاءت استفادتي من ناحية ما وصلت اليه بفضل من الله.
أتتذكر
@ وهل تتذكر زملاءك في الدراسة؟
ـ نعم أتذكر منهم صالح الشهيل ـ وفهد الرشيد وعبد الله الراشد وغيرهم.
اختلفت المفاهيم
@ أنت لم تواصل التعليم.. هل وجدت فيه الصعوبة من خلال المنهج والمعلم؟
ـ وجد في التعليم أناس أفاضل يقدرون الرسالة التربوية المطلوبة منهم بكل صدق وأمانة واخلاص وقد تخرج من بين ايديهم رجال خدموا دينهم ووطنهم وهم الآن احدى لبنات هذا الوطن المعطاء كل في مجال تخصصه , اما من ناحية المعلمين الحاليين فهم نحسبهم كذلك بان يقوموا بدورهم المناط ونتمنى أن يستمر عطاؤهم ويتجدد فكرهم بما يواكب كل متطور وحديث , كما هو موجود وينفذ حاليا وتشرف عليه وزارة التربية والتعليم بتطوير هؤلاء المعلمين من التدريب المستمر واكسابهم الخبرة العلمية التي تعود لمصلحة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات وانما يتطلب ان نتضافر جميعا في المجتمع لمساعدتهم لأن الأسرة والمدرسة مكملان لبعضهما لتحقيق الفائدة المطلوبة التي نسعى إلى الوصول لها.
فالتطور السريع من المتغيرات العصرية الجديدة والحديثة مستمر ومتلاحق , وبالتالي يجب أن نواكبه ولا نركن للماضي ونبقي فيه فقط, بل يجب أن نبذل الجهد لنسابق الزمن المتسارع ونواكب الأمم لذلك فقد تغيرت أمامنا أمور كثيرة فقد كانت الأسرة تعيش في منزل واحد الأخ مع شقيقه والذي يدير المنزل هو الأخ الأكبر .. أما الآن فلا تجد الابن يتعايش مع والده على الرغم من توافر المكان المناسب له ولزوجته , بل تراه يبحث عن الإيجار ويوجد له مسكنا وقد جاء ذلك مع التغير والتطور واعتقد أن التعليم يسير بالشكل المطلوب وأن اختلف مفهوم الطالب نحو المعلم بما كان عليه في السابق وذلك من خلال الهيبة التي افتقدناها للمعلم فقد كنا نهاب المعلم ونهرب منه فإذا جاء من طريق نذهب إلى الطريق الآخر , أما الآن فانك تجد الطالب يذهب للمعلم ويقول له أنا هنا في الطريق. غريبة عن قيمنا
@ دعني انتقل معك إلى الجوانب الهامة في التعليم وهي التربية التي تنعكس على سلوكيات الطالب في مجتمعه فما رؤيتك كرجل أمن في كيفية إعطاء هذا الدور أهميته للخروج بمجتمع سليم؟
ـ لاشك أن التربية هامة في سلوكيات الطالب، فالدور المدرسي هام والأسرة كذلك بتفعيل الدور المطلوب منهما لإخراج جيل صحيح وبالتالي ما ظهر منا مؤخراً بمسمى جديد وهو الإرهاب لم نجده في السابق للأسف لأن بلدنا مسلمة تطبق شريعة الله فقد يظهر من أناس يريدون زعزعة الأمن في هذه البلاد الطاهرة ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين).. الآية فهي بلاد آمنة ومحفوظة من الله عز وجل وأن كنا نحن رجال أمن سابقين ندرك ذلك أنه لا يوجد مجرمون كما نراهم الآن.
غاب دور المجتمع
@ وما السبب في ذلك؟
ـ المجرم عندما يقوم بأي عمل ما فإنه يخشى على نفسه وسمعة اهله وعشيرته ويصبح منبوذاً في المجتمع، حتى إذا تصرف بسلوكيات شاذة أوقعته في السجن فإنه سوف يصبح هكذا لأن المجتمع كان يتفاعل مع الجريمة ولا يغفر لصاحبها.
الهاجس واحد
@ وثمة تغير في تزايد النمو السكاني والمعيشي بين أفراد المجتمع بين ما كان في السابق والحاضر.. هل لديكم نسبة للوصول للجريمة؟
ـ نحن نصل بتوفيق من الله للجريمة وليس لها مقياس واضح وقد تصل جهودنا في 4 إلى 5 أيام وبعضها يصل إلى شهر والبعض في نفس الوقت بحيث يأتيك شخص ويقول لك قتلت باعتراف منه بهذه الجريمة. وإنما إجمالاً الجريمة مقضي عليها بفضل من الله ثم بجهود ولاة الأمر يرعاهم الله بحرصهم ومتابعتهم أولاً بأول ما يوفر الأمن للمواطن والمقيم في هذه البلاد الطاهرة ولذلك تجد العاملين في السلك العسكري عندما يقومون بالوصول لمرتكب الجريمة يشعرون بالسرور الداخلي في أنفسهم لتحقيق إنجاز جديد يضاف لهم.
مواصفات خاصة
@ العاملون من الضباط العسكريين في التحقيقات الجنائية.. هل يملكون مواصفات معينة يتم اختيارهم وترشيحهم لهذه المهمة؟
ـ نعم لابد أن ينطبق عليه مواصفات الانتباه والفراسة وحسن السيرة والسلوك وأن يتقي الله ويتوخى الحقائق كاملة في التحقيقات وكذلك يجب أن يتوافر برجل الأمن وبشكل عام التعلم والمثابرة والجد والاجتهاد.
الاختلاف أمر طبيعي
@ كما تحدثنا عن المعلم والاختلافات الجوهرية فيه.. كيف ترى رجل الأمن في السابق ومقارنته بالحاضر؟
ـ الاختلاف أمر طبيعي فنحن في عصر المتغيرات العصرية المتراكمة، حيث أدخلت وسائل حديثة عصرية لرجل الأمن لم تكن متوافرة أمامنا حيث كنا نذهب بأقدامنا أو على الحمير أو الحصان على مسافة 15 كيلو مترا تقريباً ونركب العربات بزينا العسكري وهو لباس الغترة الخضراء أما الآن فاختلف الوضع جذرياً حيث تم توفير السيارات والكاميرات للمراقبة وغيرها من الوسائل الأمنية ولكن حتى مع عدم توافر الوسائل الحديثة إلا أننا لا نرى رشاشات أو أسلحة متعددة بل تجد عند كل (1000) منزل مسدسا واحدا فقط.
تغير الناس والزمان
@ هل وراء ذلك أسباب؟
ـ أعتقد أن تكاثر الأيدي العاملة له تأثير كبير في ذلك خاصة إذا نظرنا إلى بيوتنا لوجدنا الأيدي العاملة والمؤسسات والشركات فجميع هذه تؤثر وهي من ضمن المسببات التي أراها قد تؤثر.
ظاهرة منتشرة
@ هناك من يقدم من الشباب على سرقة الجوالات من السيارات ويقوم بتهشيم السيارة حتى أصبحت ظاهرة منتشرة ما تعليقك على ذلك؟
ـ هي من "طيش" الشباب للأسف وهذه ظاهرة غريبة ومؤسفة لأنها قد تؤدي إلى أضرار لتهاون البعض بالسرقة وعظمها عند الله قبل كل شيء لأن من يقوم بالعمل الصغير ويراه سهلا ويهون عليه الأمر الكبير.
العقاب الصارم
@ ألا ترى أننا بحاجة إلى الرقابة الإلكترونية بوضع كاميرات أمام المساجد التي تنتشر فيها سرقة الجوالات؟
ـ لا أعتقد أنها كافية بل أتمنى أن يقطع هذا التصرف من المتهورين وبزيادة من المراقبات الإلكترونية وتفعيلها للوقوف من انتشارها.
رجال الأمن مجدون في أعمالهم
@ هل تعتقد أن هناك قصوراً واضحا لدى رجال الأمن في هذا الجانب؟
ـ لا أعتقد بل إن رجالات الأمن مجدون في أعمالهم ومجتهدون ولديهم الإمكانات اللازمة لتحقيق الأهداف المطلوبة منهم بكل جد وإخلاص، ولذلك تجد حتى المكافآت يحصلون عليها نتيجة جهودهم.
قليلة جداً
@ هل توجد مقارنة بما كان في الماضي من هذه الأحداث عند فترة عملكم؟
ـ حوادث السرقة قليلة جداً وكذلك السطو وما هو عليه الآن لا أعلمها لأنني لا أتعايش معها.
العلاقات قائمة
@ ولكن لديك زملاء مهنة.. هل مازلت تتواصل معهم ويواصلونك؟
ـ مازلت أتواصل معهم ويواصلونني ولله الحمد والعلاقة بيننا لم نفتقدها فهي علاقة زمالة ومحبة واخوة وصداقة..
جوازات الأحساء
@ من خلال بدايات عملك كمأمور في جوازات الأحساء.. كيف كان يتم خلال تلك الفترة إصدار الجوازات وما علاقتها مع المديرية العامة للشرطة؟
ـ قبل أن أعمل بالجوازات كمأمور في العقير استلم (325) ريالاً برتبة عسكرية (جندي) مما أثرت عليها بأن يصبح راتبي (285) ريالاً فقد كانت الجوازات التي أعمل بها تسمى "الحمدية" وهي مدمجة مع الشرطة حيث يتم إصدار الجوازات بأمر من الأمير سعود بن جلوي ـ رحمه الله ـ ثم سمو الأمير عبد المحسن بن جلوي فقد يكون بناء إصدار الموافقة على الجواز عندما يتقدم المواطن بمعروض يطلب فيه إصدار جواز وبعد نصف ساعة يرجع له الموافقة ويصدر له الجواز.
الجنسيات في الجوازات
@ وإصدار الجنسيات.. هل كان يتم الجوازات في تلك الفترة ؟
ـ صدور الجنسيات لم يكن في الوقت الذي عملت فيه ولكنه كان قبلي موجودا في الجوازات.
عملت في مناطق إدارية مختلفة
@ شهدت حياتك العملية تنقلات إدارية بمناطق مختلفة.. هل ترى أن هذه التنقلات أضافت لك في الحياة العملية تجارب وخبرات معينة؟
ـ نعم أضافت لي أموراً كثيرة من التجربة والخبرة فقد تعلمت عادات وتقاليد بين المناطق التي تعاملت معها واستفدت منها في التعرف على الأنماط من النواحي الإجرامية التي تخص حياتي العملية.
نعم للتنقلات العسكرية
@ وهل تتصور أن التنقلات العسكرية قد تفيد رجل الأمن في حياته العملية؟
ـ نعم ولكن أنا أتصور أن خبرة الإنسان تأتي من الاستقرار الوظيفي له مما يزيد من نجاحه وإنتاجه خاصة أن رجل الأمن متزوج إذا كان كذلك فإنه يصبح من الصعوبة بمكان.
في منطقة القصيم
@ أيهما وجدت نفسك الأقرب في العمل والتعامل مع الآخرين في إحدى القيادات الأمنية التي ترأستها؟
ـ منطقة القصيم.. حيث وجدت فيها العمل الجاد والتعاون المثمر والتي استفدت منها الكثير والكثير.
كان من الفشل تجربة
@ قد يكون من الفشل تجربة.. هل أخفقت في حياتك العملية في مهمة عسكرية ما؟
ـ لابد للإنسان أن يخفق لأنه ليس مصيره النجاح الدائم فقط حيث كان لتجربتي أن رأيت المجرم قد اختفى من بيننا، ولكنني لم أشعر نفسي بأنه إخفاق، بل تعلمت منه الكثير.
التجربة
@ هل تستطيع أن تسرد لنا موقفاً يمثل تجربتك في هذا الجانب؟
ـ أتذكر عندما كنت مفوضاً في شرطة القطيف وقعت حادثة لشخص غرق في إحدى العيون مما جعلني أسارع في الأمر واتجهت بسيارتي نحو الموقع أنا وزميلي الضابط وعندما وصلنا للموقع تحققنا في الأمر ووجدنا أن الوفاة أمر طبيعي نتيجة غرقه بالعين لكونه لا يعرف السباحة وعندما تأكدت من ذلك طلبوا مني أن أسلم الجثة وقلت لا أستطيع ذلك ثم وضعته في سيارتي وعلى رأسه " البطانية" واتجهت إلى مقر عملي وإذا بشخص"بدوي"في الطريق يوقفني بالسيارة ويركب دون إذن مني وفيه كبرياء وعظمة مما جعلني استغرب من هذا التصرف، فقلت له إن الله أمرني أن أقتل شخصا دخل بيتي من صلاة الفجر وهو موجود معي في الخلف من مركب السيارة أرجو أن تساعدني على دفنه حيث رفعت رأسه وقلت: أنظر إليه مما ترك "الخوزية" والتي تضع في الشتاء وهرب من السيارة وأعتقد أنه حتى الآن يهرب.
هكذا نتعامل مع القضايا
@ في مثل هذه القضايا الأمنية كيف تتعاملون معها.. هل بهذه البساطة تحمل الجثة دون إجراء تحقيقات متكاملة؟
ـ نحن نتعامل مع القضايا والتحقيقات بالمحاسبة اليسيرة ثم تختلف وتنتقل بالعسيرة ولكننا نجري التحريات والتحقيقات الأكيدة قبل أن نصل لأي أمر ما، وعندما تثبت لدينا الأدلة نجتهد حتى نتوصل للحقائق على حقيقتها. ولذلك نعرف المجرم من خلال كونه ذا سوابق.
كانا حازمين
@ القضايا الأمنية .. كيف تأخذ اهتمامات ومتابعات سمو الأمير سعود بن جلوي ـ رحمه الله ـ والتعامل معها في هذا الجانب؟
ـ الأمير سعود والأمير عبد المحسن ـ رحمهما الله ـ كانا حازمين ولا يأخذان في الله لومة لائم فالذي يمسك أدبه ويسير بالطريق المستقيم يجله الأمير سعود وإذا انحرف وتصرف تصرفا خاطئا فإنه يأخذ نصيبه كاملا بالتأديب.. وأتذكر أني عندما كنت مفوضا في شرطة القطيف وجدت شخصا قتل أخته من بني خالد وجاءني في المنزل مما جعلني أرسله إلى الشرطة وكتبت اخبارية لأمير القطيف ووكيل الأمن العام بالشرقية ثم علم الأمير سعود بن جلوي وأراد أن يأخذ الأمر مني شخصيا حيث اتصل بي مساء وأنا كنت مع أهلي أشاهد التليفزيون وكانت والدتي في غرفة النوم فاستدعتني وقالت: هناك شخص يقول: أين عبد الله وقلت له إنه موجود فقال إن (عمي) يريده فذهبت مسرعاً لأنني كنت مستغربا من سموه هذا الاتصال لأنه نادرا وقليلا ما يهاتفني وكانت له هيبة فقال لي عندما تحدثت معه: ما بك تسرع فقلت (ليس كل ما يعلم يقال) وضحك الأمير لهذا الموقف واشعرته بحقيقته ثم سألني عن هذا الموقف وعلمته بالتفصيل عن هذه القضية.
المسؤولية بحجم الرتبة
@ كيف شعرت بهذه المسؤولية؟
ـ نحن في السلك العسكري المسؤوليات على حجم الرتبة، ولذلك أنا أتعامل مع زملائي في المهنة بالأخوة الصادقة والفريق الواحد لتحقيق مصلحة أمن الوطن والمواطن.
جوانب تجارية ناجحة
@ على مدى مشوار حياتك في العسكرية واصلت المشوار في الجوانب التجارية والمتنوعة .. كيف وجدت تجربتك؟ وما مدى نجاحها في التجارة ؟
ـ بعد مضي وقت من التقاعد دخلت في التجارة وذلك أثناء الطفرة مما ازدني خيراً كثيراً ولله الحمد خاصة في العقار بـ 6 دفاتر شيكات بنكية خلصتها للبيع والشراء.
500.000 ريال هي رأس مالي
@ ما رأس المال الذي بدأت به تجارتك ؟
ـ المبلغ الذي استحوذت عليه من الشرطة ونتاج جهدي (500) ألف ريال ثم اجتهدت بالخمسة وأصبحت خمسين وهكذا كان المجال مفتوحا.
حذر جداً
@ المتتبع للأحوال الاقتصادية في الوقت الراهن يجد أن هناك إقبالا على الأسهم المحلية مما جعل بعض المساهمات العقارية تتعثر في اتجاه البعض للأسهم.. ما تعليقك على ذلك؟
ـ أنا حذر في التعامل مع المساهمات العقارية والأسهم ولا يعني ذلك أنني لم أخسر .. بل خسرت ولكنها لا تقاس بما ربحته وحصلت عليه من تاريخ تقاعدي والذي يعتبر حياة مبتدئة ليس كغيري استفاد كثيراً.
اجتماع الأسرة
@ هل خلصت من هذه التجارة بالدخول في مشاريع تجارية؟
ـ أنا لا يوجد لدي أي مشروع وإنما مشاريعي هي في ليلة الجمعة عندما تجتمع الأسرة (أبنائي وأحفادي) وأرى وفاقهم واجتماعهم مما يزيدني حبا وشوقا لهذا اليوم.
العقار يتقهقر الآن
@ إذا هل ترى العقار يسير في الشرقية في (عكازة) أم له مستقبل كالطفرة التي عشتها في السابق ؟
ـ أعتقد أن الأمور تسير بشكل طيب ولكن العقار لم يكن كما كان في السابق فهو الآن يتقهقر .
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك
@ مشوار الحياة والتجربة بم تلخصه؟
ـ أولا أحمد الله على ما حققته وأن الإنسان بمثل ما يحب أن يعامله الآخرون.. عامل الناس بمثل ذلك.
مثمرة جداً
@ هل ترى أن حياتك مثمرة .. كما كنت تود أن تراها أم أنك تشعر بالضيق والخمول؟
ـ نعم مثمرة وناجحة ولله الحمد فقد كان راتبي 22ريالا أنفق منها وأعيش بها والآن ازداد الخير الكثير وبفضل من الله.
لا يوجد بيننا حاسد
@ هناك من ينجح .. وهناك من يرمي ثمرة نجاح غيره.. هل تعرضت لمثل هذا الموقف في حياتك؟
ـ لم أتعرض له ولم أحسد لأنه لا يوجد عندي ما أحسد عليه.
مقتنع جداً
@ هل أنت مقتنع .. بما حققته الآن ؟
ـ نعم
عمل ثم عمل
@ عندما يتأمل الإنسان مع نفسه يجد جملة من التعقيدات هل واجهتك صعوبات في الحياة؟
ـ لا لم أجد صعوبات وذلك من (خلاوة اليد).
إنني مفلس
@ ماذا تقصد بذلك؟
ـ يعني أنني مفلس شأني شأن غيري .
لا يوجد وقت
@ ماذا يعني لك الإفلاس ؟
ـ أنني لا أملك الوقت .
الإبداع مع التقنية أكثر
@ رموز الفكر والإبداع .. هل لها مراحل اكتشافات محددة بالزمن أم أنها تلاشت مع إظهار التقنية ؟
ـ لا ، بل المبدعون اكثر الآن .
نحن من يحدد ذلك
@ ثقافة الإنترنت والقنوات الفضائية ما رأيك فيها؟
ـ إذا كان الأمر فيه الفائدة فلا بأس بها لأنها أصبحت أحد الأمور اللازمة في تطور العصر، وأعتقد أن الفترة القادمة سوف تجعل الأشخاص الذين لا يتعاملون مع تقنية الإنترنت أميين لوجود تعامل الأجهزة الحكومية من هذه الناحية وكأن الأمر ينقل لك صورة من يتواجد أمام الجوازات أو الأحوال المدنية بمن يكتب ويعقب للأشخاص الذين لا يجيدون التعامل مع القراءة أو الكتابة.
تفوقت على الرجل
@ كيف ترى الدور الثقافي للمرأة ؟
ـ اختلفت المرأة فأصبحت تفوق الرجال في جوانب هامة في الحياة ودورها واضح وملموس أمام الجميع.
نعم للسفر
@ الرحلة دائما ما تكون في السفر.. هل تحبه؟
ـ نعم
نعم للقراءة
@ وهل السفر من هواياتك ؟
ـ لا ، أنا من هواياتي القراءة .
القراءة للتاريخ والاجتماع
@ ولمن تقرأ ؟
ـ في الكتب الاجتماعية والتاريخ .
مدرسة الحياة أولا وأخيراً
@ ولكن تجربتك في الدراسة قليلة ؟
ـ تعلمت من مدرسة الحياة وما زلت أقرأ كثيراً في الكتب وأتعلم.
تعلمت من الخطأ
@ هل جربت الخطأ مع نفسك ومع الآخرين؟
ـ لا ، لم أتعامل معه عمداً وإنما أقول كما قال الشاعر: (وإني لحلو تعتريني مرارة).
@ وممن تخاف؟
ـ من الله عز وجل.
نحو القضاء عليه
@ غلاء المهور.. كيف لنا القضاء عليه وهل أصبح ظاهرة؟
ـ ولله الحمد أصبح في انخفاض منذ عشرين عاماً.
لست صارماً
@ كيف ترى أهمية التربية والأسرة والمدرسة وكيف تتعامل مع أبنائك ؟
ـ لست صارما في التعامل مع أبنائي ولكنني عند اللزوم أتصرف بقوة ولكنهم ولله الحمد الآن في أفضل ما رأيت.
أما من ناحية التربية والأسرة والمدرسة فإنني أجدهم الواحد يكمل الآخر في هذه الحياة.
أشكركم
@ كلمة أخيرة ؟
ـ أشكركم واتمنى لكم التوفيق ولجريدتكم الغراء المزيد من التطور والإبداع .
الضيف يتحدث لـ اليوم
الضيف وعلى يمينه ابراهيم العجاجي ويتوسط الصورة سالم شوقي