حاورت (اليوم) برئيس معرض فرانكفورت للكتاب منذ عام 2002 فولكر نويمان وكان هذا الحوار:
@ كيف ستكون استضافة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته هذا العام للعالم العربي فرصة متميزة وفريدة كما ذكرتم في تصريحات عديدة لكم؟
- لان معرض فرانكفورت للكتاب اكبر مساحة اعلامية في العالم حيث يوجد به (12) الف صحفي من 90 دولة تقريبا يكتبون تقاريرهم الصحفية عن المعرض بل ان حجم المشاركة الاعلامية في المعرض يفوق المشاركة الاعلامية في الالعاب الاولمبية ونهائيات كأس العالم لكرة القدم وهذا يعني انه لا توجد ساحة اعلامية مشابهة يمكنها ان تتيح للعالم العربي تقديم فنونه وثقافته المعاصرة.
@ ولماذا وقع الاختيار على العالم العربي في هذه الدورة؟
- يعتبر معرض فرانكفورت للكتاب حدثا تجاريا ويسعى للتمهيد للحوار بين الثقافات, وهذا ما جعلنا نبدأ برنامج ضيوف شرف المعرض في عام 1976 باستضافة امريكا اللاتينية, ومنذ هذا التاريح قدمنا دولا ومناطق ثقافية متميزة من كل انحاء العالم, وساعدنا ذلك على ابراز اصوات جديدة من هذه, وفي توقيتنا هذا تعد المبادرة بالحوار بين العالم العربي وباقي العالم امرا ضروريا الآن, وسأتكلم بصراحة فلا العالم العربي ولا الغرب اجتهدا بالقدر الكافي لتعزيز التبادل المعرفي, فاعمال الكتاب والمثقفين العرب نادرا ما تترجم الى الانجليزية او الفرنسية او الالمانية, كما ان هناك القليل جدا من الكتابات الغربية المعاصرة المترجمة الى العربية ولذلك لابد من ان يتغير ذلك ومعرض فرانكفورت للكتاب سيعطي دفعة قوية لهذا التغيير.
@ وماذا ستستفيد ايضا الدول العربية من المشاركة في المعرض؟
- ستعرض فنونها وثقافتها التقليدية والمعاصرة على نطاق واسع وسيقوم ناشرو الدول العربية بتقديم برامجهم للتوصل الى شركاء مستقبلين لعمل الترجمة, وذلك من خلال اشراف المدير العام لمنظمة اليسكو المنجي بوسنينة الذي يقوم بالاشراف شخصيا على تنظيم الحضور العربي في المعرض بتكليف من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. كما ان الحضور القوي للكتاب العربي في فرانكفورت سيكون حيويا لنجاح التواجد العربي في المعرض. لقد جلبت روسيا التي كانت ضيف شرف لهذا العام اكثر من مائة كاتب وكاتبة قرأوا من اعمالهم وناقشوها على ارض المعرض وفي كل انحاء المانيا, وقد ثبت ان هذه اللقاءات كانت معيارا لنجاح الحضور الروسي في المعرض حيث استقبل الاعلام والجمهور هذا الاحتفال الادبي بتلهف ومن المؤكد ان الادب الروسي المعاصر سيستمر في تغطية حضوره في عالم الادب.
@ هل تعتقد ان الحضور العربي في المعرض سيكون له تأثير ايجابي؟
- نصحت منذ فترة ان يرافق كل كتاب ملخص باللغة الانجليزية عن مضمون الكتاب لجذب انتباه دور النشر الاجنبية ومساعدتها في اختيار الكتب التي يقومون بترجمتها, ولقد اظهرت التجربة لنا منذ عام 1976 صحة ذلك فطالما كان هناك مثل هذه الملخصات لدعم الترجمة فسيكون للحضور العربي بمعرض فرانفكورت تأثير ايجابي مستمر على وضعية الادب العربي في اسواق النشر الرئيسية التي تنشر الترجمات عادة وهي: المانيا وفرنسا وهولندا واسبانيا والدول الاسكندنافية, وحينما لاتوجد ملخصات مترجمة فان تأثير المعرض سيكون لفترة محدودة.
@ هل سيمنح المعرض انتشارا واسعا للثقافة العربية؟
- يجب ان يتجاوز الحضور العربي نطاق المعرض الى باقي ارض المانيا ولا يقتصر على داخل المعرض وهناك عادة تعاون بين العديد من المؤسسات الثقافية الالمانية والدول المستضافة في المعرض سواء كان هذا التعاون عن طريق المنظمين او غيرهم.