بدأت في بغداد امس مشاورات تشكيل حكومة انتقالية ترى الامم المتحدة انه ممكن قبل نقل السلطة الى العراقيين في 30 يونيو المقبل. وستجرى المشاورات التي اعلن عنها مجلس الحكم الانتقالي في بيان الاثنين، بالتعاون مع سلطة الائتلاف والامم المتحدة كما ورد في الدستور المؤقت. ويفترض ان تتناول طبيعة الحكومة التي ستتولى السلطة بعد 30 يونيو وصلاحياتها. وتشير تصريحات الاميركيين الى ان واشنطن لا تريد ان تتمتع هذه الحكومة بصلاحيات مثل تلك التي تملكها حكومات الانظمة التي تتمتع بالسيادة. وقال مجلس الحكم الذي شكله الاميركيون في العراق، في بيانه الاثنين ان ثلاث جلسات من المشاورات ستعقد خلال ثلاثة ايام بين اعضاء مجلس الحكم الانتقالي وممثلي الاحزاب والقوى الوطنية للبحث في تشكيل الحكومة الانتقالية المقبلة.
واوضح النص ان المشاركين سيناقشون عدة صيغ تقضي واحدة منها بتشكيل حكومة مؤقتة للمرحلة الانتقالية (من 30 يونيو 2004 الى 30 ديسمبر 2004) بدون عقد مؤتمر وطني. واضاف ان صيغة ثانية تنص على توسيع الحكومة الحالية لتضم قوى وشخصيات غير ممثلة فيها. وستعمل هذه الهيئة مثل مؤتمر وطني ينتخب لجنة رئاسية تكلف بدورها تشكيل الحكومة المقبلة. واوضح النص ان هذه المقترحات يمكن تعديلها خلال المشاورات. وبعد هذه المشاورات ستعقد لقاءات في بداية مايو في هذا الشأن في مختلف المحافظات العراقية، مع مختلف القيادات السياسية والشخصيات الوطنية والدينية. وكان المبعوث الخاص للامم المتحدة للعراق الاخضر الابراهيمي اقترح تشكيل مؤتمر وطني واسع لتشجيع الحوار الوطني وبناء توافق ومصالحة وطنية. وسيتم تشكيل لجنة قريبا للاعداد لهذا المؤتمر الذي يفترض ان يجتمع بعد نقل السلطة من قوات الاحتلال الى العراقيين في بداية يوليو 2004 . ويفترض ان ينتخب المؤتمر الوطني مجلسا استشاريا سيعمل الى جانب الحكومة حتى انتخاب جمعية وطنية المقرر في يناير 2005 . وقال عدنان الاسدي مساعد ابراهيم الجعفري العضو الشيعي في مجلس الحكم لوكالة فرانس برس ان لائحة باسماء الشخصيات التي ستجري مشاورتها وضعت وسيتوجه اعضاء المجلس لعقد لقاءات في بغداد والمحافظات. من جهته، صرح هيثم الحسيني المتحدث باسم العضو الشيعي في المجلس عبدالعزيز الحكيم ان اجتماعا سيعقد مع ممثلي مختلف الاتجاهات الاسلامية قبل لقاء مع كل الشخصيات. واكد سعد عبدالرزاق من مكتب عدنان الباجه جي العضو السني في المجلس: اخترنا ابرز الشخصيات ونحن مستعدون لاضافة اسماء اخرى. واضاف ان هناك بين 170 ومئتي حزب في العراق بدأت تقوم بعمليات دمج بينها لتشكيل اقطاب سياسية. من جهة اخرى اكد عضو مجلس الحكم الانتقالي نصير الجادرجي امس الثلاثاء ضرورة ان يتولى العراقيون كامل السلطة والسيادة في بلادهم في المرحلة التي تلي تسلم السلطة في يونيو المقبل. وقال عضو المجلس لمراسل وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) في بغداد: ان الافكار التي طرحها وزير الخارجية الامريكي كولن باول من ان بلاده تريد الاحتفاظ ببعض الصلاحيات السيادية في المرحلة التي تلي تسلم العراقيين السلطة بانها غير منطقية. وأضاف: أنا لا أؤيد هذا الطرح وان السيادة يجب أن تسلم كاملة إلى العراقيين. وكانت تصريحات صحفية نسبت الى وزير الخارجية الامريكي كولن باول قال فيها: ان بلاده تريد الاحتفاظ ببعض الصلاحيات السيادية في العراق خلال الفترة التي تلي تسلم العراقيين السلطة في يونيو المقبل . على الصعيد نفسه أكد الجادرجي ان مجلس الحكم الانتقالي سيبدأ بإجراء مداولات مع شرائح واسعة من المجتمع العراقي للتداول بشأن آلية نقل السلطة وتوسيع الدائرة السياسية وشكل الحكومة المقبلة في البلاد بعد تسلم السلطة. وقال: إن تيارات سياسية ودينية وديمقراطية وقومية ووجهاء ورؤساء عشائر من جميع المدن العراقية سيشاركون في هذه المداولات التي ستستمر ثلاثة أيام. وقال: إن مجلس الحكم الانتقالي ما زال يدرس شكل وطبيعة نظام الحكم في البلاد بعد يونيو المقبل ولم يحسم هذا الموضوع بعد وانه ما زال قيد الدراسة.
وقال باول لرويترز يوم الاثنين ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة والتي تواجه تحديا كبيرا لوجودها في الفلوجة والنجف ستحتاج لبعض الوقت لاقرار الامن وأن الحكومة العراقية الجديدة ستحتاج مساعدتها.
وعلقت الولايات المتحدة معظم أملها في الخروج من العراق في نهاية المطاف على الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة الخاص للعراق الذي يضع خططا لاختيار حكومة انتقالية. وفي وقت سابق رفض علي السيستاني خططا طرحتها الولايات المتحدة تستند الى نظام المجالس الانتخابية. ويقول منتقدو خطة اعادة السيادة ان الولايات المتحدة لن تعيد فعليا السيادة للعراق الذي سيظل تحت الاحتلال بسبب وجود نحو 135 الف جندي أمريكي على أراضيه. وتقول بعض الحكومات انها لن تبقي قواتها في البلاد الا اذا طلبت منها الحكومة العراقية الجديدة ذلك. وقال باول الذي دعا في السابق الى أن تعمل القوات العراقية تحت قيادة أمريكية انه يأمل أن يؤيد العراقيون الحكومة التي ستشكل أيا كانت قبل اجراء الانتخابات. وقال: آمل أن يتفهموا أنه من أجل ان تقوم هذه الحكومة وتعمل..بشكل فعال.. فان بعضا من سيادتها يجب ان يترك اذا جاز هذا التعبير او يقيد. وأضاف بعضا من هذه السيادة سيسمح لنا بالعمل نيابة عنهم وباذن منهم... ليس الامر كما لو كنا ننتزع شيئا منهم. ومضى يقول ان ذلك سيتم بتفهم انهم يحتاجون لمساعدتنا ومن أجل ان نقدم هذه المساعدة يجب أن نتمكن من العمل بحرية وهو ما يتعارض بعض الشيء مع ما يصفه البعض بالسيادة الكاملة. واقترح الابراهيمي يوم 14 ابريل نيسان أن تتولى السلطة حكومة مؤقتة يقودها رئيس وزراء ورئيس ونائبان للرئيس يمثلون التشكيل الشيعي السني الكردي في البلاد لحين اجراء الانتخابات بحلول يناير. وقال باول انه على ثقة من أن مسألة السيادة ستثار مع سعي الولايات المتحدة لاستصدار قرار من الامم المتحدة يؤيد الحكومة الانتقالية ويضفي الشرعية على وجود القوات الامريكية في العراق.