يكذب من يقول: ان الأجواء لدينا حارة في الصيف وحرارة الصيف لدينا ملتهبة حتى تصل الى درجة الغليان وطقسنا صحراوي حار صيفا بارد شتاء نعم نحن في قلب الصحراء والكثبان الرملية تحيط بنا من كل جانب ونقع على مدار الجدي ودرجات الحرارة تتعدى الخمسين درجة مئوية.
وكل ما يقال صحيح 100% ولكنه في نفس الوقت كذب 100%.
قد نتساءل.. كيف؟ ولماذا؟
أقول لكم: تعالوا لندخل احد المنازل المتواضعة في يوم من أيام العطلة المدرسية، وليكن ذلك اليوم منتصف مايو، أي يوم تعامد الشمس واتزان النهار او أي يوم من أيام تشتد فيه الحرارة فتصل الى ذروتها.
اليوم الذي يفترض ان يبقى العمال والطلبة والموظفون في بيوتهم لارتفاع درجة الحرارة وتخطيها الحد المسموح به دوليا!! أتدرون ماذا سنجد داخل البيت الذي سنزوره؟؟
نعم سنجد انفسنا وكأننا في الأسكيمو او في مركز احد القطبين المتجمدين شمالا وجنوبا سنرى سكان البيت يغطون في سبات عميق تحت اثقل البطانيات والالحفة وكأنهم في بيات شتوي. ولو قدر انك استطعت ان تجد أحدهم نصف نائم وتحدثت معه لشاهدت البخار يخرج من فمه كأنه مدخنة لأحد المصانع وذلك ناتج عن برودة الجو. نعم نحن اصبحنا ننام في فريزرات عملاقة اطلق عليها اصطلاحا بيوت والغريب اننا نشغل المكيفات على اقصى طاقتها واعلى امكاناتها، ثم نتدثر تجنبا للبرد!، متجاهلين نصائح الاطباء والمختصين بأضرار تلك الاجواء واثرها على الصحة، مما جعل مرض الانفلونزا يعشعش لدينا صيفا وشتاء لتحمر الأنوف على مدار العام.
ليتنا نتعلم كيف نتعامل مع منظم الحرارة (الثرموستات) الخاص بالمكيفات ونجعل اجهزة التكييف تبرد على قدر حاجتنا ولا تحوجنا للتلحف خوفا من البرد ونحن في عز الصيف.
نعم نحن من يخرب بيته بيده!!
فنحن لا ننوي ولا نريد ان نتعلم اصول الترشيد في استهلاك الطاقة!!
ونبكي حين تصلنا الفاتورة لسداد صرفيتنا!! ونتلحف بالصيف!!
فمتى نتعلم كيفية التعامل مع الأجهزة بشكل صحيح؟
اعتقد انه بسبب اللوثة الثقافية التي اصابتنا بسبب الفضائيات وما تبث من غثاء، اصبحنا لانفرق بين السموم والزمهرير.. والى ان نستفيق من سباتنا، أقول لكم: تصبحون على خير.. دثروني لحفوني.. نحن في عز الصيف.. فهل تصدقوني؟؟ د. محمد بن حمد خليص الحربي