جرى الربط بين جنرال بالجيش الامريكي يجري التحقيق معه بسبب تصريحات معادية للاسلام والمسؤولين الامريكيين المتورطين في فضيحة اساءة معاملة السجناء العراقيين في تطور حذر خبراء من أنه قد يفجر غضبا جديدا في شتى أنحاء العالم.
وتم ابلاغ جلسة لمجلس الشيوخ الامريكي بشأن الانتهاكات التي ارتكبت في حق السجناء العراقيين يوم الثلاثاء أن اللفتنانت جنرال وليام بويكين المسيحي الانجيلي الذي يجرى التحقيق معه لتصريحه بأن الهه أعلى من اله المسلمين زود مسؤولا مدنيا بارزا من وزارة الدفاع (البنتاجون) خلال فصل الصيف الماضي بتوصيات حول سبل يستخدمها المحققون العسكريون للحصول على مزيد من معلومات الاستخبارات من السجناء العراقيين.
ولمح منتقدون الى أن هذه التوصيات وصلت الى حد موافقة عالية المستوى على الانتهاكات الجنسية والجسدية التي تعرض لها السجناء واستهدفت على الارجح (تليين) السجناء قبل التحقيق معهم وهي تهمة ينفيها البنتاجون.
وقال مساعدون من الكونجرس وجماعات عربية أمريكية وجماعات اسلامية ان أي تورط من جانب بويكين قد يثير قلق العرب والمسلمين بالخارج من جديد من أن الحرب التي تقول الولايات المتحدة انها تقودها ضد الارهاب هي في واقع الامر حرب على الاسلام.
وقال كريس توينسينج رئيس تحرير ميدل ايست ريبورت وهي مجلة ربع سنوية مقرها الولايات المتحدة: سيؤخذ هذا على أنه دليل على أن ما حدث في سجن أبو غريب دليل على ثقافة موسعة لانتهاك ادمية العرب والمسلمين تستند على المفهوم الامريكي بتفوق المسيحية.
وقال أحد المساعدين من الكونجرس رفض نشر اسمه ان أي تورط من جانب بويكين قد يكون له أثر مدمر. مضيفا: حتى اذا كان قد علم فقط بالانتهاكات فستكون هذه قضية كبرى. ورفض بويكين التعليق. ولم يتمكن مسؤولون دفاعيون من تحديد مدى تورطه او علمه بسوء معاملة السجناء العراقيين.
وكان بويكين قد أثار زوبعة في اكتوبر بعد أن أدلى بتصريحات وهو يرتدي زيه الرسمي أشار فيها الى الحرب على الارهاب ووصفها بأنها معركة مع الشيطان قائلا ان الولايات المتحدة مستهدفة لاننا دولة مسيحية.
وصرح في وقت لاحق بأنه ليس معاديا للاسلام أو لاي دين اخر.
ونأى الرئيس الامريكي جورج بوش بنفسه عن تصريحات بويكين ولكن البنتاجون قال انه لن يقيل الجنرال الذي لعب دورا في الاشتباك عام 1993 مع ميليشيات صومالية وفي محاولة فاشلة لانقاذ رهائن في ايران عام 1980.
وقال حسين عبيش مدير الاتصالات باللجنة الامريكية العربية لمناهضة التمييز ان جماعته وجماعات أخرى دعت مرارا لتغيير مهام بويكين بحيث يقوم بمهمة أقل حساسية الى أن ينتهي المفتش العام بالبنتاجون من تحقيقاته في تصريحات بويكين.
وحث جون وارنر رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ وأعضاء ديمقراطيون بالكونجرس بويكين على الاستقالة ولكن البنتاجون دافع عن حقه في حرية التعبير.
وقال مسؤولون دفاعيون ان تحقيق المفتش العام الذي بدأ خلال فصل الخريف الماضي أوشك على الانتهاك وقد يصدر تقرير عنه الشهر المقبل.
وقال عبيش: لا أقول ان بويكين مسؤول بشكل مباشر.. ولكن هناك فشلا جماعيا. هناك تسامح في مجتمعنا وحكومتنا ووسائل اعلامنا عن التصريحات البغيضة عندما توجه ضد العرب والمسلمين. يساهم ذلك بالتأكيد في ايجاد أجواء شعر بها بالتأكيد مثل هؤلاء المجندين الشبان من الشرطة العسكرية.. وهي أنه لا بأس في اساءة معاملة الرجال المسلمين والعرب بمثل هذه الطريقة. وانتقد ابراهيم هوبر المتحدث باسم مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية البنتاجون لانه لم يتخذ اجراءات فورية لتأديب بويكين وتأخر تدخل قادة عسكريين كبار في فضيحة الانتهاكات التي تعرض لها السجناء. وقال: يخلق هذا أجواء يعتقد من خلالها مرتكبو هذه الافعال بأنهم ينفذون سياسات من هم أعلى منهم سواء كانت هذه السياسات صريحة أم لا.