تناثرت الرواء فقد حاسيت الاستماع ففي داخله فراغ رهيب، جاء من خليط حلم وزع بحب في قصصه التي شمخت بأسماء شخصياتها المنزوعة من زحام المدينة ونداء نادل المقهى الذي يأتي إليه بجوعه وينشد عنده الأمن والطمأنينة .
فضاء الصحراء يمتص رغبته في إتقان دوره وهو يلعب الورق لإزجاء الوقت ونسيان سؤال ملح جاء يقتحم السكون الذي اعتاد مع نفوس شرهت وأخرى جاعت .
ـ لماذا ترددت في البيع ؟
لم يكن محضرا ذاته للحوار خاصة ان حوله أفراد لا يجد فيهم ما يقنعه لبدء نقاش يستهل به يوما حيث انتهى يوم آخر
فكر في تبديل المكان ومعايشة مرحلة جديدة، تذكر انه كتب رسالة وثانية، غير انه وجد في صندوق بريده، نسخاً من كتاب طبعه في بيروت قبل ثلاثة أعوام. ضاعت نسخه التي أرسلها الناشر وهي في الطريق إليه .
لحظة الانتقال لم تتبلور وان كانت أيامه الأخيرة خالية من الألم ارتباطه بالمكان جاء كحاجز من الأسمنت، هم هناك أوراقه وكتبه موزعة حوله في صمت رهيب .
اليوم أرسل الرسالة الثالثة لكن هل يأتي جواب الموافقة. يريد الأمن الاجتماعي. فقط يراه أمرا ملحا لزوجته التي شاركته لحظة الصفر وقبول باللحظة القائمة . الراهن لم تعد تعنيه هذه اللحظة .
الثانية عشرة ليلا دقائق ويتغير التاريخ يأتي الرقم تسعة بعد دقائق ليوم جديد يبحث عنه . شعر بالإرهاق تذكر انه يشحذ الوقت. ترك القلم جانبا تمدد حيث يجلس على الأرض أمام التلفزيون .
أبواب الغرف مغلقة.
كلهم ينتظرون صوته وماذا جدا في انتقاله وإلى أي نقطة وصل لتحقيق الأمن الذي يبحث عنه الجميع .
شعر بألم خاصرته وفي جانبه الأيسر، أخذت ساقه تتقلص وأصابع قدمه اليسرى تختفي، انه يلتهم أطرافه، الأصوات تصله عبر جدران المنزل كان بعد أيام شاخص النظر بجوار قصة لم تكتمل .
وصوت قلم يكتب شهادة وفاته التي كانت في الثانية عشرة والدقيقة العشرين في المكان لم يحتمل مغادرته .
تذكر أن نعيه لم يلفت نظر أحد وتذكر أن أحد الجيران وعده بمشتر للدار. وتذكر أن ناديه الرياضي المفضل هزم وخرج من المسابقة تذكر أن الهاتف مذ غادر الجميع لم يتكلم .
وان الرد تأخر لأنه لم يتعلم كتابة رسائل الاسترحام في مؤلفاته التي كان يتوسد نسخها .