شجبت السلطة الفلسطينية مساء امس الخميس العدوان الجديد الذي استهدف مقر الرئيس ياسر عرفات برام الله في الضفة الغربية، اثر العمليتين الاستشهاديتين.وفي بيان بثته وكالة الانباء الفلسطيني قالت السلطة الفلسطينية انها تحمل حكومة اسرائيل وجيشها المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الجديد .واعتبرت القيادة اقتحام المقر امرا فيه خطورة على الاوضاع والامن والاستقرار والسلام في المنطقة . واشار البيان الى ان الدبابات والآليات والجيبات المصفحة عززت تواجدها العسكري واخذت على الفور باطلاق نيران رشاشاتها الثقيلة والقذائف باتجاه مقر الرئاسة مما اسفر عن جرح اثنين من حرس الرئاسة احدهم بجروح خطرة وقد منع ارسال الجريحين الى المستشفى لعلاجهما .
واوضح ان مبنى الرئاسة تضرر من القذائف المدفعية، وتواصل قوات الاحتلال إرسال تعزيزاتها العسكرية حول مقر الرئاسة الذي اقتحمته من كافة الجهات تحت الرمايات الكثيفة من مختلف الاسلحة . ودعت القيادة اللجنة الرباعية والقوى الدولية بالعمل الفوري والعاجل على وقف هذا العدوان الذي يستهدف مقر الرئاسة والرئيس والشعب الفلسطيني باكمله في غزة والضفة .
كما طالبت الامم المتحدة ومجلس الامن بالشروع الفوري في العمل الجاد بارسال قوات دولية ومراقبين لحماية الوضع والشعب الفلسطيني وقيادته وسلطته والعمل سياسيا مع مختلف الاطراف للعودة الى مسار السلام والمفاوضات من اجل اطفالنا واطفالهم (الاسرائيليين) ومن اجل مستقبل مشرق للشعبين وللمنطقة كلها .
وقد اعترف مسئول في قوات الاحتلال بتطويق مقر الرئيس عرفات في محاولة لفرض عزلة عليه ولاجبار مسلحين مطلوب القبض عليهم على حد قوله داخل المجمع على تسليم انفسهم.
وقال جدعون مئير المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ان الهجوم على مقر عرفات يهدف الى اعتقال 19 او 20 شخصا مشتبها بانهم شنوا هجمات ضد اسرائيل.
وقال مئير لرويترز ما نفعله الان هو استخدام مكبرات الصوت لنطلب منهم الخروج والاستسلام .وقال ان مجلس الوزراء الاسرائيلي سيقرر الاجراءات التي ستتخذ اذا لم يستسلم الاشخاص المطلوب القبض عليهم.
وقال مصدر امني اسرائيلي ان مجلس الوزراء قرر في اجتماع طارىء مساء امس الخميس عزل عرفات والمطالبة بتسليم الفلسطينيين المطلوب القبض عليهم. وقال معاونو عرفات ان الدبابات الاسرائيلية دخلت المجمع وفتحت النار من اسلحتها الرشاشة الثقيلة.
وكان صائب عريقات وزير الحكم المحلي قد اعلن في وقت سابق من مساء امس ان القيادة الفلسطينية اجرت اتصالات عاجلة مع قادة العالم والامة العربية وطالبتهم بالتدخل العاجل لانقاذ حياة الرئيس ياسر عرفات بعد اقتحام الدبابات الاسرائيلية مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله في الضفة الغربية.
من جانبه حذر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الخميس الحكومة الاسرائيلية من العواقب التي ستتلو اعادة اقتحام مقر عرفات .وقال ابو ردينة من داخل المقر لرويترز عادت الحكومة الاسرائيلية للعب بالنار بهجومها على مقر الرئيس عرفات وفرضها الحصار عليه . مضيفا ان السلطة الفلسطينية ستتوجه الى مجلس الامن من جديد لفرض عقوبات على اسرائيل واجبارها على الانسحاب من محيط المقر والمدن الفلسطينية.
وقال متحدث من داخل مقر الرئيس المحاصر ان الفلسطينيين سيخوضون معركة شرسة اذا تعرض الرئيس عرفات الى أي مكروه.
واقتحمت القوات الاسرائيلية المقر وسط اطلاق كثيف للنار اسفر عن اصابة اثنين من حرس المقر. ويأتي هذا الاقتحام عقب تفجير استشهادي فلسطيني نفسه في تل ابيب موقعا خمسة قتلى وعشرات الجرحى.
وافاد شهود عيان ان قوات اسرائيلية كبيرة من المشاة والدبابات دخلت الى رام الله والبيرة عقب اقتحام المقر.