في يوم عرسك ما أهديك يا وطني
أنشودة الشمس أم تغريدة القمر
وباقة من حقول القلب أغزلها
نسقتها من هوى الأضلاع والنظر
حديقة الشمس يا أمجاد رحلتنا
في موطن الخير والتاريخ والخفر
الحب نقطفه من واحة بذلت
أشجارها وافرات الزهر والثمر
ونحتسي الماء من أحساء مثقلة
بالسحر والعطر بالأطيار والسمر
يا موطن الصافنات الغر موطننا
أفديك ما سكنت روح الهوى قدري
كم أسكب العشق صرف للوصال وكم
على محياك عشنا نشوة المطر
لا غير الله نهجا أنت سالكه
كساك فخرا وعزا خضرة الشجر
من الشمال إلى أقصى الجنوب إلى
غرب البلاد وشرق غاية العمر
توسطتك (رياض) النور فارهة
كما توسط عقدا جوهر الدرر
وفي الحجاز حجزنا العلم من زمن
سما إلى عاليات الشهب في سفر
شرفت في خدمة الإسلام يا وطني
منذ الرحيل وحتى ساعة الخطر
يذيبني الوجد لو فكرت في ترف
هجران بحرك أو نسيانك الأثر
وأن تباهى بنو الأوطان في وطن
أتيت أختال مثل العطر في السحر
أني وجدتك عشقا لأموات البشر
كالرمز في مهجة الغالي من البشر
لقد عشقناك جمرا لا حياة به
وأزهر العشق مجدا قد من حجر
قد كنت في سالف الأزمان مرتهنا
للغيب في عاصفات الريح للزمر
فلتبق يا وطني للحب سنبلة
على ثراها غرسنا أجمل الصور