عزيزي رئيس التحرير
وسط حضور عشرات الآلاف من المدعوين من أبناء المحافظة والمحافظات الاخرى والدول الخليجية وبعض الجاليات المقيمة هنا تم زواج أكثر من 1500 شاب وفتاة حيث احتفلت محافظة الاحساء مؤخرا بإقامة مهرجانات الزواج الجماعية لمدن وقرى المحافظة وأصبحت مناسبة اجتماعية مألوفة ومقبولة وحدثا كبيرا يتفاعل ويشارك فيه الجميع لما يشكله من معان وأهداف سامية حيث تعم الفرحة ويدخل السرور والبهجة على الجميع وما يحققه من تكاتف وتعاون فيما بين المجتمع ومكاسب اقتصادية واجتماعية.
وكان لدور اللجان القائمة وللقاءت الدورية لرؤساء المهرجانات أثر في تطور وتحسين آلية المهرجان بالشكل المطلوب لذلك فإن اللقاء الأول لرؤساء المهرجانات الذي عقد في بلدة القارة كان اجتماعا ناجحا ومثمرا وما تبعه من اجتماعات اخرى لبحث تنامي وايجابيات هذه الظاهرة الاجتماعية والتي من ضمنها عمل آلية وتنسيق مستمر فيما بين المهرجانات وعلى ضوئها تم توزيع وتحديد مواعيد الزواجات. كذلك حث وتعويد الشباب على العمل التطوعي بالمشاركة في لجان الزواج الفرعية واظهار المواهب وتنميتها واعطاء الفرصة لهم بالمشاركة.. وقد تميز مهرجان هذا العام بالحث على الوحدة الوطنية والمحافظة على أمن وسلامة وطننا الغالي وقد عبر بذلك من خلال الشعارات والكلمات الهادفة.
وتقام تلك المهرجانات سنويا وفي مثل هذا الوقت بداية الاجازة المدرسية حيث تم الاستعداد والتنسيق له منذ أكثر من ستة شهور وفي حفل بهيج يجمع جميع فئات المجتمع صغيرها وكبيرها قل حدوثه في مناسبات أخرى ونلاحظ التنوع الواضح والتنافس الشريف في اقامة مثل هذه المهرجانات والتي كلها تصب في خدمة المجتمع ولو تأملنا ما يمكن أن نلمسه من مثل هذه المهرجانات وما تحقق فيها لوجدنا التالي:
تيسير أمر الزواج
ان أهم ما حرص علىه الشرع المقدس هو حفظ وصون هذه الأسرة فلقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج وأمر وحث عليه ولتحقيق الغاية المرجوة منه وهي الراحة والاطمئنان والسكينة والمودة فيما بين الزوجين حيث قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وجاءت السنة النبوية لتؤكد على مفهوم الزواج والمتزوج حيث قال صلى الله عليه وسلم (الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني) بل اعتبره نصف الدين (من تزوج فقد أحرز نصف دينه) ومن غايات الزواج الجماعي العمل على تسهيل أمور الزواج وبالطرق الميسرة التي تجعله أمرا سهلا ودون المبالغة والاسراف وبما لا يرضاه الله.
التوفير الاقتصادي
ان من أهداف الزواج الجماعي العمل على مساعدة غير القادرين على الزواج ومن خلاله يتم مساعدتهم ماديا إما بإعفائهم من المبالغ المقررة أو تخفيضها كل واحد على حسب وضعه الاجتماعي والاقتصادي وأيضا تقليل التكاليف الباهظة التي كان يتحملها الفرد لوحده فإن المبلغ المقرر للفرد (3000 ـ 5000 ريال) مقابل ما يتم تكلفته في الزواج الفردي (40.000 ـ 60.000 ريال) وهذا يجعل الفرد يدخل في حسابات الديون والقروض وما يتبعه من تأخير الزواج وبعض المشاكل.
التضامن الاجتماعي
فمن خلاله حل الكثير من مشاكل والقضاء على العنوسة أو تأخير الزواج والتي قد لا تذكر أيضا يزداد الترابط الاجتماعي وتقوى أواصر التراحم فيما بين المجتمع أنفسهم بين العائلة والعائلة الاخرى وبين أبناء البلدة الواحدة أكثر وأكثر ويكون هناك دافع وحافز للعمل الاجتماعي التطوعي وتحمل المسئولية وتعود الأجيال على خدمة المجتمع والعمل التطوعي وهذا ما نلاحظه من خلال أعضاء المهرجانات فهم أناس متطوعون يخدمون بلا مقابل ويضحون بوقتهم من أجل سعادة وراحة غيرهم وكلهم حب للعمل الاجتماعي التطوعي ويرجون الأجر من الله سبحانه وتعالى وحده.
أيضا فمن خلاله نرى كيف يكون ابن هذه العائلة المتواضعة الضعيفة معززا مكرما محترما ويشاركه الجميع فرحته ويكون مساويا لابن العائلة الثرية في فرحتهم وان ما تقوم به لجنة الزواج الجماعي من التكفل بجميع أمور الزواج وتجهيز وترتيب جميع المتطلبات الزوجية يساعد كثيرا في رفع المسؤولية عن ذوي المتزوجين التي تسبب لهم المشقة والتعب فضلا عن الراحة والاطمئنان لذوي المتزوجين عندما تلغى عنهم المسؤولية وتوكل للجنة المهرجان العمل بذلك.
أيضا نلاحظ ومن خلال دراستنا ومتابعتنا للمتزوجين في مهرجانات الزواج الجماعي ان نسبة الطلاق قد لا تذكر أومتدنية جدا وهناك لجان متابعة لما بعد الزواج لمتابعة أحوال المتزوجين وحل مشاكلهم ان وجدت (لا سمح الله تعالى) ونشير هنا الى قيامنا بعقد دورات متخصصة تثقيفية دينية واجتماعية ونفسية للمتزوجين (للشباب واخرى للفتيات) وكان لهذه الدورات تهيئة المتزوجين من جميع النواحي لخوض هذا الزواج المبارك.
حقائق وأرقام
@ انتعشت الحركة التجارية والاقتصادية بشكل كبير جدا مما زاد من مبيعات السوق كمحلات الأدوات المنزلية والأثاث والأجهزة الكهربائية والذهب والأقمشة والخياطة والملابس والعطور وهذا لا يقتصر على المتزوجين بل أقاربهم مما يزيد من حجم المبيعات والمصروفات ويزيد الحركة التجارية العامة أكثر وأكثر.
* جميع الصالات والاستراحات والفنادق والمطابخ والمشاغل ومحلات الزينة كانت محجوزة وبنسبة 100% ومنذ فترة طويلة مما أنعشها.
* مؤسسات البناء والترميم وأصحاب العقار والشقق حققوا مكاسب طيبة.
أخيرا شكرنا الى جميع من شارك وساهم وتعاون في هذا المحفل بداية من محافظ محافظة الاحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد آل جلوي، مديرية الشرطة، ادارة المرور، ادارة الدفاع المدني، فرع الهلال الأحمر، ادارة الشركة السعودية للكهرباء. والى الصحافة وشكر خاص الى جميع الأهالي لتعاونهم معنا. ونبارك ونهنئ جميع المتزوجين ونتمنى لهم حياة سعيدة موفقة وأن يرزقهم الله تعالى بالذرية الصالحة والنافعة لدينها ودنياها واننا نرحب بكل اقتراح أو ملاحظة أو تعقيب فيه مصلحة وفائدة مرجوة ونؤكد ان كل عمل من شأنه اثارة الفوضى أو ازعاج الآخرين لايمثل ولا يقر من أعمال لجان المهرجان وانها تصرفات شخصية ومرفوضة من قبلنا نهائيا بل هناك مواجهة لمن يقوم بذلك من قبلنا.
رئيس لجنة مهرجان الزواج الجماعي بالاحساء
علي بن حسن الشبعان