الاعاقة لا تقف حجر عثرة في طريق الحياة الزوجية واستمرارها, ومسببات الاعاقة كثيرة اهمها الحوادث بانواعها يفقد الانسان فيها طرفا من اطرافه او حاسة من حواسه كحاسة الابصار مثلا, ولن يكون بفقد شيء منها نهاية العالم الا بفقد الوفاء الانساني والعشرة الحسنة مع شريك العمر وامام انهزامه السريع وهروبه السلبي من الواقع الجديد ومع الرفض النفسي للحدث, ومع عدم استيعاب الصدمة والتكيف مع الوضع الجديد وهذه نتيجة ضعف الايمان بقضاء الله وقدره.
الاعاقة ابتلاء دنيوي والمؤمن مبتلى والواجب الصبر الجميل والاحتساب والرضا بالقضاء والقدر بالنسبة للمعاق وشريك حياته, فليس للمعاق يد في اعاقته ولا خيار. ولكنه امتحان من الله لعباده الصابرين, والمواقف تكشف معادن الناس وتظهر صدق مشاعرهم تجاه بعضهم البعض خاصة الزوجين اللذين ربط الله بينهما برباط مقدس وثيق, عشرة حسنة, ومودة ورحمة, فكيف اذا طغى الضعف البشري وفكر الشريك المعافى في التخلي عن شريكه في لحظة من لحظات الضعف الانساني؟ وكيف يواجه الشريك المعاق هذا الموقف المؤلم بجانب المعاناة النفسية والجسدية التي يمر بها؟ ربما لا تكون هناك حالات مشابهة كثيرة وان وجدت ولكنها من لطف الله بعباده قليلة وقد تكون نادرة لان مفهوم الابتلاء بالنسبة للمؤمنين ليس مفهوما سيئا او سلبيا, فالبلاء يقع على المؤمن المحبوب من ربه ليمتحن صبره ويسمع تضرعه اذا احب الله عبده ابتلاه ليسمع تضرعه وللايمان بالقضاء والقدر علاقة وثيقة بالتعامل مع الاعاقة لان ما اصاب المؤمن لم يكن ليخطئه, ورفيق العمر المؤمن المحتسب يكون الله دائما في عونه لانه العوض المفقود للشريك المبتلى المأجور, الرجل القوية, واليد السليمة والعين المبصرة والسند, وليحمد المعاق ربه فاذا اخذ منه عضوا فقد ابقى له بقية الاعضاء وان سلب منه نعمة البصر فقد وهبه الجنة واجزل له الاجر والثواب, ولن ينقطع الامل في الشفاء وان عجز الطب فلن يعجز الرب ولن يجمع الله بين عسرين.