DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الطريق بخدمات متدنية للغاية

طريق الموت يواصل حصد الأرواح بين تثليث وبيشة

الطريق بخدمات متدنية للغاية
 الطريق بخدمات متدنية للغاية
ينتظر أهالي محافظتي بيشة وتثليث تعبيد تنفيذ مشروع سفلتة الطريق البري الوعر الرابط بين المحافظتين، الذي طال انتظاره لأكثر من 15 عاماً، وتسبب في الكثير من المآسي، التي تنجم عن الحوادث على هذا الطريق الحيوي، وكذلك ضياع عدد كبير من سالكي هذا الطريق، الذي يفتقر لأي معلم، خصوصاً أن المحافظتين مرتبطتين تعليمياً، مما يصّعب على المشرفين ومديري المدارس والمعلمين مراجعة إدارة التعليم في محافظة بيشة. (اليوم) قامت بجولة ميدانية في هذا الطريق البري، ورصدت آراء ومطالب المسئولين والمواطنين على حد سواء. معاناة بداية العام الدراسي يستعرض مدير مركز الاشراف التربوي بتثليث محمد هارون الحميداني معاناة المشرفين والمعلمين مع هذا الطريق، قائلاً: عندما يبدأ العام الدراسي الجديد نواجه صعوبات مع هذا الطريق، لكثرة ترددنا على إدارة التعليم في محافظة بيشة، لاستلام الكتب ومتطلبات المدارس الأخرى، فلا يوجد طريق سواه، أو نضطر لسلوك مسافة تزيد على 350 كيلومتراً، أي عن الطريق الرابط بين تثليث وخميس مشيط، ثم يتفرع منه طريق بيشة، قبيل خميس مشيط بحوالي 50 كيلومتراً، وتزيد المسافة من المفرق إلى بيشة على مسافة لأكثر من 250 كيلومتراً. مشقة كبيرة ويشير الحميداني إلى أن هناك مجمعا تعليميا (كحلان التعليمي للبنين)، الذي يقع على الطريق، ويبعد عن محافظة تثليث قرابة 50 كيلومتراً غرباً، وهو تابع لمركز إشراف تثليث، وهناك مشرفون تربويون يقومون بالإشراف على هذا المجمع، وهم يواجهون مشقة لا يعلم بها الا الله، مما جعل كل مشرف يتم تكليفه بالإشراف على هذا المجمع يطلب في نهاية كل فصل نقل عمله، بسبب وعورة الطريق، وكذلك المعلمون في المجمع، حيث يسكن أكثرهم في تثليث، مما يتسبب في تأخرهم عن دوامهم المدرسي، لبعد المسافة، ووعورة الطريق، وعدم وجود خدمات في المجمع من سكن ومحلات تجارية، فيضطرون إلى الذهاب صباحاً لمدرستهم، والعودة مساءً لتثليث. وهذا الوضع يجعل المعلمين لا يبقون في هذه المدرسة أكثر من عام دراسي واحد. ويذكر في حالة تنفيذ الطريق أن الوقت لن يستغرق 20 دقيقة. عام واحد فقط من المعلمين والإداريين الذين لم يبقوا سوى عام واحد قنيفذ ظافر الشبوي مدير مجمع كحلان التعليمي سابقاً، الذي يقول: استلمت إدارة المدرسة عاما دراسيا واحدا فقط، وواجهت صعوبات كبيرة جداً، حيث كنت أستيقظ الساعة الرابعة فجراً، واؤدي صلاة الفجر، ثم أسلك هذا الطريق، الذي تكثر فيه المنحدرات والطرق الغزيرة والغبار، الذي يسبب الأمراض، مثل الحساسية، وأعود كذلك من المدرسة الساعة الرابعة عصراً. كما تعرضت سيارتي (داتسون ونيت) التي اشتريتها جديدة مع بداية تعييني في المجمع، لكثير من الأضرار، منها تكسر الأذرعة والمساعدات والركب جميعاً، كما أنني أقوم بصيانتها شهرياً بما يقارب 1000 ريال على الأقل، وكذلك (البنشر)، الذي لازمني طيلة ذلك العام، فلا يمر أسبوع إلا و(تبنشر) سيارتي مرتين على الأقل، وأنا في منتصف الطريق، مما يؤدي إلى تأخري عن الدوام، أو عن العودة إلى المنزل. وطيلة ذلك العام لم أستفد من مرتبي، حيث كنت أصرفه بالكامل على صيانة السيارة والوقود. طريق حيوي.. ولكن المشرف التربوي محمد عايض المعيض واحد ممن يعانون من وعورة الطريق، الذي يربط محافظتين تعد من أهم محافظات منطقة عسير، فتثليث هي البوابة الشرقية للمنطقة، وبيشة هي البوابة الشمالية الغربية، ومع ذلك لم يتم تعبيد هذا الطريق، الذي لا يزيد طوله عن 125 كيلومتراً.. مضيفاً: معاناتي مع هذا الطريق تزيد على 11 عاماً، حيث كنت طالباً في كلية المعلمين ببيشة قبل 7 سنوات، وأمضيت في الكلية قرابة 4 سنوات، وكنت أذهب أسبوعياً عبر هذا الطريق، حيث أذهب مع نهاية دوام الأربعاء، وأعود مساء الجمعة من كل أسبوع لبيشة، وقد تعرضت سيارتي لكثير من الأعطال والمشاكل الفنية، لما به من مطبات برية، وقد اشتريت سيارة جديدة عندما التحقت بالكلية بما يقارب 32 ألف ريال، وبعتها بعد انتهاء دراستي بما يقارب 14 ألف ريال، لما لحق بها من أضرار أثرت على شكلها الخارجي، وكذلك لما تعرضت له من مشاكل فنية داخلية. الضياع في الصحراء ويتناول المعيض معاناتهم مع الطريق في فصل الصيف، حيث تكثر به العواصف الرملية شديدة السرعة، مما يتسبب في تدني الرؤية الأفقية، فتساهم في أن يسلك المسافر طريقا غير طريقه، وبالتالي يتيه في الصحراء، فقد تتعطل سيارته ويموت عطشاً، وقد مات الكثير بسبب ذلك الخطر. وروى المعيض ما حصل لأحد زملائه في كلية المعلمين ببيشة، قائلاً: بعد نهاية اليوم الدراسي يوم الأربعاء من الفصل الثاني عام 1414هـ، خرج زميلي من محافظة بيشة بعد صلاة المغرب، متوجهاً إلى تثليث، حيث يسكن أهله، وعندما تجاوز وادي الخنق (15 كيلومتراً شرق بيشة) تشابه عليه الطريق والمعالم من الجبال، فسلك طريقا اتجه به لمنطقة صحراوية قاحلة مشهورة بالكثبان الرملية ذات العروق الرملية المتحركة، فبدأ يلف يميناً ويساراً حتى توقفت به سيارته، وعلقت به في أحد الكثبان الرملية المعروفة عند سكان البادية باسم (صحراء المهمل)، وبات تلك الليلة في مكانه، حتى صباح اليوم الثاني، فأتصل أحد أفراد أسرته على زملائه في بيشة، فذكر له أنه توجه قاصداً تثليث مساء أمس، وفي مساء اليوم الثاني عثر عليه أحد سكان البادية بالصدفة، وكان مغمى عليه، فظن أنه قد فارق الحياة، ثم استنجد بأحد أبنائه وبدآ يسكبان عليه الماء حتى فاق من الإغماء، وذهب بسيارة البدوي، ثم أخرج سيارته وأوقفها عند منزله، ثم توجه به لمستشفى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في بيشة، وأدخله المستشفى، حيث كانت حالته النفسية والصحية سيئة جداً، وابلغ أهله في تثليث بأنه في المستشفى، ومكث الطالب في المستشفى ما يقارب الشهر، وبعد ذلك ترك الطالب دراسته في الكلية، حيث أصيب بمرض نفسي، لما تعرض له، ولم يستطع مواصلة دراسته. طريق المجرمين عايض محمد المجهجل، طالب في قسم الرياضيات بكلية المعلمين في بيشة، وأحد سكان تثليث، كان في طريق عودته من تثليث إلى بيشة، يقول: التحقت بالكلية مع بداية العام الدراسي 1422-1423هـ، وعند نهاية الدوام يوم الأربعاء من كل أسبوع أذهب لتثليث، وأعود مساء الجمعة لبيشة، والمسافة ليست طويلة، ولكن وعورة الطريق، وعدم تعبيده يجعلها طويلة، ويتسبب في تعرض المسافر عبره للتعب والمخاطر، والتي تتمثل في الضياع فقط أو تعطل السيارة، فهو يفتقر لأقل وسائل الاستدلال، وهي اللوحات الإرشادية، فلا يوجد سوى لوحات قديمة، فعند خروجنا من بيشة يوم الأربعاء نعيش قلقاً مستمراً حتى نصل تثليث، كما يفتقد الطريق المحطات البترولية والمراكز الأمنية، رغم أن الطريق يمر بمناطق صحراوية، تجعل قاطعي الطريق يفكرون في قطع الطريق على قاصدي هذا الطريق، لعدم وجود النقاط ودوريات أمنية، كما أن الطريق يصلح أن يكون ملاذاً ومحلاً لعبور مروجي المخدرات، خاصة (حبوب الكبتاجون)، التي بدأت تنتشر كثيراً بين أوساط الشباب في المنطقة. ويطالب المجهجل بأن ينظر المسئولون في وزارة النقل في وضع هذا الطريق، وإدراجه في أولويات الميزانية القادمة، فهو طريق مهم، وتعبيده سيكون له تأثير إيجابي على سكان المحافظتين. صحراء الموت جولة (اليوم) في الطريق استغرقت قرابة 3 أيام، رصدت من خلالها طبيعة الطريق، التي هي عبارة عن سهول رملية، وجبال متوسطة الارتفاع ومتباعدة عن بعضها، كما أن هناك منطقة صحراوية، تتميز بعروق رملية، ذات ارتفاع شاهق، كما تمتاز بأنها تتحرك يومياً، حسب اتجاه العواصف الرملية، والمعروفة بالمهمل، وأطلق عليها مؤخراً (صحراء الموت)، حيث توفي بها العديد من الأشخاص، وتمتد لأكثر من 60 كيلومتراً غرب تثليث، حتى مركز الجنينة (20 كيلومتراً شمال بيشة)، كما تمتد شمالاً حتى وسط منطقة نجد، وتكثر بها العواصف الرملية السريعة، التي تستمر حتى ما يقارب 24ساعة، وأحياناً تستمر 48 ساعة، خاصة في فصل الصيف، وينتج عن ذلك تدني الرؤية الأفقية إلى أقل من 300 متر، مما يساهم في ضياع المسافر وعدوله عن الطريق الصحيح. اقتصاد تثليث وطالب سكان من تثليث وبيشة المسئولين في وزارة النقل، وعلى رأسهم الوزير الدكتور جبارة عيد الصريصري، بالموافقة على اعتماد ترسية مشروع سفلتة الطريق في ميزانية العام المالي القادم، فلقد طال انتظارهم، وأصبح الطريق كابوساً وخطراً على سكان المحافظتين، كما تسبب في تدني اقتصادهما، خاصة تثليث، التي هي بحاجة للدعم المستمر، وسوف تساهم سفلتة هذا الطريق في ازدهار اقتصادها، حيث تصبح نقطة عبور بين المنطقة الغربية ومحافظات جنوب المنطقة الوسطى، كما أن الطريق أصبح عقبة على سكان تثليث، حيث ترتبط ببيشة تعليمياً، وكذلك ترتبط بمكتب العمل في بيشة، فلا يوجد مكتب للعمل والعمال بتثليث، وتسبب في جلب المشاكل الفنية لسيارتهم. رئيس بلدية تثليث: السفلتة سهلة لهذه الأسباب يعتبر رئيس بلدية محافظة تثليث محمد عبدالله السهلي الطريق منفذاً حيوياً لمحافظة تثليث، فهي البوابة الشرقية لمنطقة عسير.. يقول: في حالة سفلتة الطريق فسوف يعبر سكان محافظة الأفلاج والسليل ووادي الدواسر، على هذا الطريق في حالة توجههم لمكة المكرمة، حيث المسافة من محافظة الأفلاج حتى تثليث لا تزيد على 300 كيلومتر، ومن تثليث إلى مكة المكرمة مع هذا الطريق لا تزيد المسافة على 650 كيلومتراً، مما يجعلهم يختصرون ما يقارب 350 كيلومترا، بدلاً من أن الذهاب لمدينة الرياض (300 كيلومتر)، ثم 900 كيلومتر) إلى مكة المكرمة، كما أن الطريق في حال السفلتة يساهم في ازدهار المنطقة، ونمو اقتصادها، حيث تصبح تثليث هي نقطة العبور لجنوب منطقة الرياض إلى مكة المكرمة، فهناك العديد من الحجاج، والمصطافين من داخل المملكة وخارجها، خاصة المصطافين الخليجيين الذين يتدفقون إلى هذه البلاد، كما أن التكلفة المادية لمشروع سفلتة هذا الطريق تعتبر من أقل مشاريع الطرق في المملكة. ويبرر رئيس البلدية ذلك بان طبيعة المنطقة سهلة، وتقل فيها الجبال الشاهقة، كما ان عدد الأودية التي تحتاج إلى جسور لا تزيد عن 4 أودية، هي (الثفن، الحنثرية، الصحفة، الخنق)، كما أن الشعاب تقل في هذه المنطقة، التي يتخللها هذا الطريق، والتي تحتاج إلى عبارات. ويوصي السهلي بتنفيذ الطريق عاجلاً، لتلافي حوادث الضياع والهلاك على هذا الطريق البري، وكذلك للتخفيف على أولياء أمور الطلاب والطالبات الذي يدرسون في كلية المعلمين في بيشة وكليات البنات في بيشة، لما يتعرض له أبناؤهم من أخطار طيلة الدراسة، وانشغال بالهم عليهم. "النقل".. إحالات وصمت وانتظار الاعتماد حين نقلنا معاناة الأهالي مع الطريق لمدير فرع وزارة النقل بعسير، أحال الخطاب إلى فرع إدارة الطرق ببيشة، بحكم أن محافظة تثليث تتبع محافظة بيشة، من حيث الطرق. (اليوم) اتصلت بمدير إدارة الطرق في بيشة، الذي امتنع عن التصريح حول وضع الطريق، ولم يبد سببا واحدا لعدم التنفيذ. كما اتصلت (اليوم) بوزارة النقل في مدينة الرياض، وأفاد أحد المسؤولين فيها ان الطريق لم يتم اعتماده، حيث تم إدراجه أكثر من مرة، ولكن لم يعتمد من قبل وزارة المالية حتى هذا العام. مدير الدفاع المدني: الكثبان الرملية المتحركة التهمت الكثير من المسافرين يلخص مدير مركز الدفاع المدني بتثليث الملازم أول بطي عايض المشعلي أسباب الحوادث بالضلال عن الطريق والاتجاه لمنطقة صحراوية، تسمى المهمل، مما ينتج عن ذلك تعليق السيارة في احد العروق الرملية ونفاد الماء والطعام مع المسافر، مما يؤدي إلى الوفاة بسبب العطش، وتعطل السيارة والبقاء عندها لساعات طويلة ونفاد المؤونة، ثم الموت، بسبب العطش. ويسرد عددا من الوفيات على هذا الطريق، مما تبلغ به مركز الدفاع المدني بتثليث، يقول: في عام 1418هـ، وتحديداً في شهر صفر، تلقت وحدة العمليات بالمركز، بلاغاً مفاده بأن هناك شخصين ذهبا على هذا الطريق البري باتجاه محافظة بيشة، ولم يصلا بيشة منذ 3 أيام، ويعتبران في عداد المفقودين، وبدأت فرقة الإنقاذ في المركز بالبحث عن هذين الشخصين، ولم يتم العثور عليهما، فاستعنا بالطيران العمودي من المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة عسير. وجرى البحث عنهما، وتم العثور عليهما بعد يومين من البحث بالطيران العمودي في وادي الحرمل (60 كيلومتراً غرب تثليث)، وقد فارقا الحياة، وهما يعملان موظفين في بلدية تثليث، وتوجها لمحافظة بيشة في يوم شديد الغبار، وكانت سرعة الرياح عالية، تصل إلى 30كم/ساعة، كما كان الجو حاراً، حيث كان ذلك في عز فصل الصيف، فتسببت الرياح والغبار في ضياع معالم الطريق عليهما، فسلكا طريقا غير الطريق العام، وعلقت سيارتهما (من نوع نيسان سفاري) في أحد العروق الرملية، وحاولا إخراجها، ولكن لم يستطيعا، كما أن نمرة الدبل في السفاري لم تساهم في إخراج السيارة، حيث علقت الإطارات الخلفية و(دفرنش) السيارة، مما جعل الكفرات تدور في الهواء، ونفد ما معهما من ماء، ومشيا على أقدامهما مسافة تزيد على 5 كيلومترات ونصف الكيلومتر عن السيارة، ثم قضى عليهما العطش، إلى جانب إحدى الأشجار في وادي الحرمل. ويضيف الملازم المشعلي: في عام 1420هـ تلقى مركز الدفاع المدني بلاغاً، مفاده بأن هناك رجلا مفقودا منذ 3 أيام، فذهبنا للبحث عنه، ووجدناه في صحراء الميثب وقد فارق الحياة، بعدما علقت به سيارته في احد العروق الرملية، ومات من العطش. وهناك العديد من الحوادث الناتجة عن عدم سفلتة هذا الطريق، ولكن لا نستطيع ذكرها لضيق المساحة.
تضاريس صعبة في طريق بيشة ـ تثليث
أخبار متعلقة
 
إحدى اللوحات الإرشادية القليلة في الطريق