كثر الحديث عن مستوى التحكيم في كأس الامم الاسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الصين وتختتم غدا بعد ان رفع اكثر من مدرب الصوت عاليا معتبرا ان اخطاء تحكيمية اضرت بمنتخبه. فبعد المباراة الشهيرة بين عمان وايران في الجولة الثانية من الدور الاول ضمن منافسات المجموعة الرابعة والتي تقدمت فيها عمان 2-صفر قبل ان تعادل ايران في الوقت بدل الضائع، وما شهدتها من احداث ادت الى ابعاد حكام وايقاف ثلاثة لاعبين ايرانيين، باتت قرارات الحكام اكثر حزما، لكن لم تخل بعض المباريات من بعض الهفوات التحكيمية التي لم ترض العديد من المدربين. وكانت لجنة الحكام في الاتحاد الاسيوي ابعدت اربعة حكام للساحة وستة حكام مساعدين بعد مباراة عمان وايران التي قادها الحكم البحريني عبد الرحمن الدلوار (عبد الرازق) والذي لم يعاقب لاعبين ايرانيين تشابكا خلال المباراة، وايضا لم يكن له اي موقف عندما داس الايراني محمد نصرتي على ظهر العماني محمد الحوسني عمدا ومن دون كرة. و شهد استاد بكين مباراة عاصفة بين الصين صاحبة الارض والجمهور وايران وقادها الحكم اللبناني طلعت نجم، وقبل نهاية الشوط الاول بخمس دقائق، دفع الايراني ستار زادة الصيني تشاو جياي فوقع الاخير ارضا مبالغا في التمثيل، فلم يتردد نجم في اشهار بطاقته الحمراء على الفور. وكان اللاعب الايراني غادر الملعب باكيا ومستغربا قرار طرده.
لكن رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الاسيوي العميد فاروق بوظو ما يزال يؤكد ارتياحه للتحكيم خلال البطولة ويعتبر ان الاخطاء التي حصلت تعتبر تقديرية باستثناء مباراة واحدة.
وقال بوظو في اتصال هاتفي مع وكالة (فرانس برس) أمس ان الاخطاء التي حصلت هي اخطاء تقديرية لم تؤثر على نتائج المباريات، فالاخطاء المؤثرة حصلت في مباراة واحدة فقط (عمان وايران في الدور الاول 2-2) ، مضيفا : حصلت اخطاء كثيرة في كأس العالم ايضا واخطاء اشد منها في كأس امم اوروبا الاخيرة. وعن حالة الطرد التي احتسبها الحكم اللبناني طلعت نجم ضد اللاعب ستار زادة في نصف النهائي قال : الحكم اللبناني اعتبر الدفع سلوكا مشينا وان الكرة كانت خارج الملعب، فالدفع وايقاع اللاعب على الارض والكرة خارج الملعب تعتبر سلوكا عنيفا، ولذلك قيم الحكم الموقف وارتأى طرده، مضيفا ان لجنة الحكام في الاتحاد الاسيوي سألت الحكم اللبناني عن قراره وتفهمت موقفه لانه رأى الامور من مكانه بانها مخالفة للقانون. ورفض بوظو اتهام التحكيم بالظلم في البطولة رغم الانتقادات الكثيرة من بعض المدربين ووسائل الاعلام بقوله : لا يجب ظلم التحكيم في البطولة اطلاقا، فنحن وضعنا الحكام دائما امام موضع مساءلة وحاسبناهم وركزنا على الافضل في النهائي. وكشف عن وجود خطة مستقبلية لتطوير التحكيم في القارة الاسيوية. وكان التحكيم هدفا للانتقاد في العديد من مباريات البطولة الاسيوية الحالية، ومنها مباراة العراق والصين في ربع النهائي حيث علق المدرب العراقي عدنان حمد بعدها بالقول : اعتقد بان التحكيم لم يكن موفقا في المباراة وجر اللاعبين الى شد نفسي، معتبرا ان اللعب امام منتخب الدولة المضيفة وجمهوره قد يشكل ضغطا على الحكام وهذا ما حصل معنا. ورفض معظم المدربين الغوص في تفاصيل بعض القرارات التحكيمية المتعلقة بركلات الجزاء او الطرد، خصوصا الكرواتي يوريسيتش ستريشكو مدرب منتخب البحرين الذي فضل عدم الحديث عن ركلة الجزاء التي احتسبت لقطر في الجولة الثانية من الدور الاول.
وحصل في كأس اسيا في الصين حدث فريد حتى الان عندما قرر الحكم الماليزي محمد صالح صبحي الدين تغيير مكان تنفيذ ركلات الترجيح من المرمى الايمن الى الايسر في مباراة اليابان والاردن في الدور ربع النهائي.