عرضت حركة الاستقلال الشيشانية، مكافأة بقيمة 20 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدى الى القاء القبض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسبما جاء على أحد مواقعها على الإنترنت.
وياتي هذا العرض ردا على ما كانت موسكو اعلنته الاربعاء من رصد مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي الى اعتقال الرئيس الشيشاني السابق اصلان مسخادوف وزعيم الحرب شامل باساييف اللذين تتهمهما بانهما خططا لعملية احتجاز الرهائن في اوسيتيا الشمالية، دون أن تقدم دليلا على ذلك حتى يوم امس.
وجاء في الاعلان الشيشاني ان المقاتلين في الشيشان يقدمون عشرين مليون دولار الى الدول او الاشخاص الذين يمكن ان يقدموا مساعدة في القاء القبض على مجرم الحرب بوتين الذي يتولى حاليا منصب رئيس الاتحاد الروسي، كما جاء في البيان الذي اتهم الرئيس الروسي بأنه وراء تدبير قتل مئات الالاف من المدنيين وبينهم عشرات الالاف من الاطفال على ارض الشيشان.
في هذه الأثناء، حذرت روسيا، الدول الغربية من التدخل في مشكلة الشيشان وقالت: إن قيام بعض الحكومات الغربية بمنح اللجوء السياسي لشخصيات بارزة من المقاتلين الذين وصفتهم بالمتمردين، سيعمل على تفاقم المشاكل بالنسبة لمعظم الشيشانيين. وصرح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف للصحافيين في موسكو ان الدول الغربية تتحمل المسؤولية المباشرة لمأساة الشعب الشيشاني عندما تمنح ارهابيين حق اللجوء السياسي، وعندما تحث الدول الغربية روسيا على اعادة التفكير في تكتيكاتها في الشيشان، فانني أنصحها بعدم التدخل في الطريقة التي تدير بها روسيا شؤونها الداخلية.
وكانت تصريحات لافروف موجهة بشكل خاص للولايات المتحدة وبريطانيا اللتين منحتا حق اللجوء السياسي لشخصيات بارزة من حركة الاستقلال الشيشانية. والتقى لافروف برئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني الذي كان رئيسا لبلدية المدينة اثناء وقوع هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. وقال لافروف: ان الولايات المتحدة نجحت حتى الآن في منع وقوع أية هجمات ارهابية اخرى على اراضيها منذ 11 ايلول سبتمبر 2001 الا ان روسيا ستجد صعوبة في القيام بذلك لاسباب من بينها موقعها الجغرافي، موضحا أن هناك العديد من مناطق العبور الى روسيا. واكد ان على كافة الدول العمل معا لمكافحة تهديد الارهاب. وقال ان الاحداث التي وقعت في السنوات الاخيرة تبرز ضرورة اقامة شراكة قوية مع الولايات المتحدة وكافة الدول لمكافحة الارهاب. من جهة أخرى، قررت الحكومة الروسية، أمس الخميس، دفع تعويضات الى ضحايا ازمة الرهائن في مدينة بيسلان في اوسيتيا الشمالية (القوقاز الروسي) تشمل خصوصا تقديم مئة الف روبل (2800 يورو) لعائلات القتلى. ونصت الوثيقة التي وافق عليها مجلس الوزراء على دفع 50 الف روبل (1400يورو) الى المصابين بجروح خطرة او متوسطة الخطورة على ان ينال المصابون بجروح طفيفة 25 الف روبل اي نصف المبلغ الاول.
ويأتي هذا الاعلان في وقت يصعب فيه تحديد الحصيلة النهائية لازمة الرهائن. وكانت الحصيلة الاخيرة التي نشرتها السلطات تحدثت عن سقوط 336 قتيلا (323 الجمعة بعد تدخل القوات الروسية الخاصة و13 توفوا في وقت لاحق) بينهم 150 طفلا، يضاف اليهم افراد المجموعة الارهابية.
وتحدث المدعي العام الروسي فلاديمير اوستينوف امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن 326 قتيلا و32 اشلاء. ولا يزال اكثر من 400 شخص يتلقون العلاج. وبحسب (خلية الازمة) فإن 92 جثة لا يزال اصحابها مجهولي الهوية
وقال وزير الصحة والتنمية الاجتماعية ميخاييل زورابوف امام مجلس الوزراء: إن الحكومة تنوي دفع 15 الف روبل (420 يورو) لكل رهينة سابقة. وقد اشار زورابوف الى ان عدد هؤلاء بلغ اكثر من الف ومئتي رهينة، الى ذلك ستتلقى عائلات القتلى 18 الف روبل لتغطية نفقات الدفن.