تحتفل المملكة اليوم بذكرى يومها الوطني المجيد الرابع والسبعين وسط متغيرات ومستجدات وتحولات سياسية واقتصادية دولية هائلة ومتسارعة تؤكد المملكة معها هذه المرونة المشهودة في التعاطي مع روح العصر بكل زخمه مع الاحتفاظ بطبيعة الحال بمقوماتها الثقافية المستمدة من تعاليم الإسلام ، ومن يقف على تاريخ المملكة الحديث وتحديدا منذ أن أعلن مؤسسها الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ عن قيامها بعد أن نجح في توحيدها يدرك تماما أن المملكة أخذت منذ ذلك الوقت بأسباب التأقلم مع كل مستجد وأدخلت في كل أنظمتها وحياة أفرادها ما استجد وقتذاك في عالم التقنية ، وما زالت تسير على ذلك النهج القويم الذي رسمه المؤسس بعقله المتفتح وفكره الراجح وسياسته الطموحة لوضع المملكة في مكانها اللائق والمرموق بين شعوب الأرض وأممها ، وظل ذلك النهج قائما ، تحديث البلاد من ناحية وربط كل شؤونها وأمورها بتعاليم الإسلام من ناحية أخرى ، فتحقق ازدهار المملكة ونهضتها في زمن قياسي مدهش من عمر تقدم الأمم الناهضة ، واستطاعت أن تحافظ على أمنها الذي تحول منذ تاريخ التأسيس حتى اليوم إلى علامة فارقة من أهم علامات نظام الحكم فيها بتحكيم شرع الله وسنة خاتم أنبيائه عليه أفضل الصلاة والسلام في كل أمر وشأن حتى أضحت المملكة بفضل الله رغم اتساع مساحتها التي هي أشبه ما تكون بالقارة من أقل دول العالم في نسبة ما يحدث في أراضيها من جرائم ، وكما يمكن بثقة كبيرة ربط تقدم المملكة وازدهارها ورقيها بعلامات التلاحم الوثيقة بين القيادة وأفراد هذا الشعب الأمين ، فإن تلك العلامات الواضحة نفسها هي التي أدت إلى ترسيخ أمن المملكة واستقرارها في كل عهد بما فيه العهد الحاضر حيث ظهرت على السطح تلك الفئة الضالة التي استجابت لأهواء شياطينها فأرادت زعزعة أمن المملكة والنيل من مكانة هذا الوطن ومواطنيه ، غير أن ذلك التلاحم برز كما هي العادة ليشكل أوضح صور الولاء والوفاء والفداء للقيادة والوطن ، فجاء هذا التصدي الرائع لتلك الفئة الباغية ليترجم حرفيا ذلك التلاحم الكبير ، وليبقى هذا الوطن كما أسس شامخا وقويا ومزدهرا وآمنا مستمدا من الكتاب والسنة ما يرسخ إصرار قادته على التنمية من جانب وتصميمهم الدائم على استخدام قبضتهم الحديدية الضاربة ضد كل من يحاول العبث بأمن هذه البلاد الطاهرة واستقرارها ورخاء ورفاهية مواطنيها من جانب آخر.
