إذا كان 30% من حجم صفات بعض المجلات العربية عبارة عن مقابلات صحفية مع فنانين وفنانات وراقصات ترصد حياتهم وتصور سلوكياتهم وتسجل فعالياتهم اليومية وعالمهم الحر المباح فلا غرابة ان نسبة الـ70% المتبقية من حجم هذه الصفحات تكون منجذبة نحو التقليد الغربي الاعمى وتمجيد نموذجه واتباع صيحاته وموضاته في كل مجالات الحياة.. "اليوم" دارت مع بعض الفتيات حول هذا الموضوع.
ومدى انجذابهن لتلك المجالات وشرائها.
متنوعة المواضيع
التقينا بـ(يسرى كاظم) وهي ممسكة بإحدى المجالات تتابعها بشغف تقول: احب ان استمد ثقافتي من المجلات فالمجلة خفيفة استطيع ان احملها اينما اذهب دون ان اخاف عليها ورخيصة والاهم من هذا وذاك انها متنوعة المواضيع لا تشعرني بالملل وانا اتصفحها في اوقات فراغي من مواضيع اجتماعية ودينية وادبية واخبار نجوم وفنانين عدا الازياء والمكياج والديكور وغيره.
أخبار الفن
وتجد (غالية النمر) متعة كبيرة في متابعة المجلات الفنية وتقول: كل انسان وميوله فانا ميولي متابعة اخبار الفن والمطربين والنجوم واغلب من هم في سني ومثلي وهذا على سبيل التسلية لا اكثر فتكفينا الدراسة والمناهج المتعبة وانا اشتري 3 مجلات اقراها خلال عطلة نهاية الاسبوع.
بينما (نزيهة محمد) لا تقتني المجلات وتفضل الصحف لانها يومية والاخبار فيها (طازة) على حد قولها وتتابع: احب ان اتصفح الجرائد واوليها اهتماما بالغا مني فهي متنوعة وخفيفة الطرح وتجد فيها كل شيء بجانب الاخبار السياسية والمحلية ولا انكر شغفي بمتابعة اخبار الفن فنحن نتابع المسلسلات والمسرحيات والافلام فبديهي ان احب معرفة اخبار نجوم الفن ولا ضير في ذلك من وجهة نظري.
مضيعة للوقت
وعلى النقيض ترى (شمسة عون) ان متابعة مثل تلك المجلات مضيعة وهدر للوقت ومفسدة للعقل وتقول: نحن محاسبون على كل دقيقة تضيع من وقتنا فأي منفعة هذه التي نجنيها من معرفة اخبار الفنانين والراقصات فيكفي ما تعرضه الفضائيات من افلام واغان ماجنة كذلك نشتري المجلات ونتابع اخبارهم!! ما هذا الجنون وهذا بنظري التفاهة.
وترى (بدرية نعيم) متعة كبيرة في متابعة اخبار نجومها المفضلين واقتناء اي مجلة تحمل صورهم وتقول: لا اكتفي بذلك بل انا احفظ ملفا لجمع صورهم ولقاءاتهم الفنية واقوم بتزيينه وتعليقه بنفسي وانا لا ارى ذلك مضيعة للوقت بل هي هوايتي واحب ان امارسها كهواية جمع الطوابع مثلا.
مكتبة للمجلات
وتشير (ام نايف) الى وجود مكتبة ببيتها تجمع فيها كافة المجلات التي تخص اولادها وبناتها تقول لدي ثلاث بنات وكل واحدة منهن تحب ان تشتري مجلتها المفضلة الى جانب الروايات والقصص القصيرة وحتى اولادي يشترون المجلات التي تخصهم فالجميع يعرف ان المجلة يقتنيها الرجل واحيانا يعيرونها لاصدقائهم لذلك اشتريت مكتبة كبيرة نجمع فيها تلك المجلات عوضا عن الكتب التي لايقرأها اي من ابنائي وبصراحة انا ايضا اتابع مع بناتي تلك المجلات فالمرأة تهمها امور الازياء والمطبخ والديكور اضافة الى ان المجلات بها مواضيع اجتماعية وتثقيفية.
وتنوه (فوزية الصويمل) الاخصائية الاجتماعية في مستشفى القطيف المركزي الى ان هناك مجلات موجهة للفتاة ومنتشرة بكثرة في بعض المجتمعات تعزز النموذج الغربي وتفخمه وتتخذه مثالا تعتمد فيها مفاهيم مضللة وقيما مهزوزة وان الجزء الاكبر من طروحاتها العامة مقابلات مع فنانين وممثلين ورصد لحياتهم الفنية مما يشكل الفتاة لان تكون ارضا خصبة قوامها الرضا والإعجاب والاقتداء بهذه النماذج وتمجيدها. وقالت ايضا ان هناك صفحات اخرى كإعلانات السلوك الاستهلاكي لدى النساء والاطفال ومقالات وتحقيقات تميع قيم الفتاة وتضللها في مواجهة النموذج الغربي الممجد. وتؤكد الصويمل ان هذا الانحراف الاعلامي وتنوع مصادره ساهم الى حد كبير في التاثير على قطاع الشباب والمراهقين وفتياتنا الذين يمثلون وزنا ثقيلا في المجتمع ووجههم الى التأثير بثقافة الصورة المزينة المبتذلة وما تحمله من قيم وافكار وعقائد خاطئة.