أكد مدير عام شبكة البورصة العقارية المحدودة " ربنكو" أنيس بدر أن الشبكة تسعى إلى تطوير وتنظيم آلية سوق العقار بالمملكة، من خلال إيجاد قاعدة معلومات ضخمة تربط السوق المحلي بالأسواق العالمية، وذلك في إطار قناعة راسخة بأهمية التجديد في آليات العمل بالسوق، وأن الطرق التقليدية لم تعد مقبولة في سوق يتسم بالحيوية والسرعة. وقال البدر ان الشبكة تقدم العديد من الخدمات المجانية التي تهم المستثمر أو المتعامل مع سوق العقار، في إطار خطة طويلة الأجل لرفع مستوى السوق. وفيما يلي نص الحوار:
@@ كثير من المهتمين بالشأن العقاري من مستثمرين ومتخصصين وإعلاميين يتساءلون عن دور شبكة البورصة العقارية، وما أبرز الخدمات التي تقدمها للعقاريين بشكل خاص، وللمجتمع بشكل عام، فهل حدثتمونا عن ذلك بحكم كونكم مديراً عاماً للشركة؟
ـ خلال السنوات الماضية، كان التداول العقاري يميل إلى الناحية التقليدية في كل شيء، ولكن بحكم النمو والتطور في عجلة الحياة بشكل عام، لم يعد هذا التداول خياراً مقبولاً، وان قبل في وقت ما، فمن الصعب قبوله طوال الوقت، فالحياة اليوم تختلف عن الحياة قبل 30 أو 40 عاماً. من هذا المنطلق جاء إنشاء شبكة البورصة العقارية ( ربنكو)، وهدفها إيجاد سوق عقاري محلي مرتبط بالسوق العالمية بقاعدة بيانات عملاقة ذات إمكانات ضخمة، تختص بشكل مباشر بسوق العقار والأنشطة المساندة له، ومن أجل هذا الهدف نسعى إلى تطوير وتنظيم آلية السوق، التي كما قلنا لا تزال تعمل بوسائل تقليدية في الكثير من أنشطتها. وبذلك تسعى ربنكو لتحقيق قفزة نوعية للسوق العقاري، الذي يشهد تطورات هائلة، من الخطأ أن تبقى الوسائل وآليات العمل التقليدية التي كما يبدو غير منسجمة مع حجم التطور في السوق.. أما الخدمات التي تقدمها شبكة البورصة العقارية ربنكو ضمن نشاطها لتحقيق هدفها سابق الذكر فهي متنوعة ومتعددة تبعاً لتنوع وتعدد أنشطة سوق العقار، فمن خلال موقع الشبكة الإلكتروني تقدم عدة خدمات للمواطنين والمقيمين وصغار المساهمين والمستثمرين في السوق العقاري، مما يساعد على تدوير رؤوس الأموال المحلية، ويسهم أيضاً في استقطاب رؤوس الأموال المهاجرة وتوطينها، ومن ثم تحفيزها للتوجه نحو الاستثمار في السوق المحلية، وبالتحديد سوق العقار. وفي هذا المجال توفر ربنكو المعلومات الصحيحة من مصدرها الأصلي مباشرة، وتعرض أمام المستفيدين مجاناً دونما رسوم، فضلاً عن سهولة الحصول عليها دون عناء يذكر، وبذلك تساهم في توفير المال والوقت والجهد.
@@ لكن هذا الأمر يثير سؤالاً هاماً في هذا الصدد، فإذا كانت شبكة البورصة العقارية تقدم كل هذه الخدمات مجاناً، فأين العائد المادي الذي تحققه الشركة لنفسها وهي شركة تبحث عن الربح من خلال تقديم هذه الخدمات؟
ـ لإيضاح هذه الصورة نقول ان العائد المادي للشبكة يأتي من رسوم العضوية، التي هي على أنواع مختلفة، يتاح من خلالها خيارات مختلفة من العضوية بما يتناسب مع طبيعة الاستثمار لكل عضو وهي كالتالي:
- عضوية الأفراد: ويتم من خلالها إتاحة الفرصة للأفراد الراغبين في طرح عروضهم في مختلف أسواق البورصة.
- العضوية التجارية: وهي مناسبة للتجار والمستثمرين في أسواق البورصة.
- عضوية الوكلاء: وتناسب شريحة رجال الأعمال الراغبين في الحصول على وكالة امتياز لتمثيل " ربنكو" في بلد إقامتهم.
العضوية الماسية: وتناسب فئة صناع القرار حيث يحصل العضو الماسي على تقارير وإحصاءات يتم من خلالها رسم الاتجاه العام للسوق الذي يرغب هذا العضو في الإطلاع عليه وقد حددت(ربنكو) عدد 50 عضوا ماسيا فقط على مستوى العالم العربي.
@@ طالما تحدثتم عن عضوية (ربنكو) كم الرسوم التي تتقاضاها الشبكة من خلال تقديم هذه الخدمات؟
الرسوم تؤخذ سنويا, حسب النظام الأساسي للشبكة وتتراوح بين 100 ـ 1000 ريال لعضوية الأفراد, و500 ـ 500 ألف ريال للعضوية التجارية, و 75 ألف ريال او ما يعادل 20 الف دولار لعضوية الوكلاء, ومليون ريال للعضوية الماسية.
وستمنح (ربنكو) الراغبين في الحصول على عضويتها مدة 45 يوما مجانا وهي فترة سماح بدون رسوم.
ـ اذا كانت (ربنكو) تقدم ما يشبه الترويج لمشروعات الآخرين أعضاء الشبكة, فهل يتم هذا بمقابل مادي معين يدخل ضمن عائدات الشبكة؟
ـ تسعى ربنكو لأن تكون رائدة في تقديم خدمات راقية للمجتمع., ولذلك فهي تفخر بكونها لا تقوم بطرح اية مشاريع استثمارية لصالحها داخل الموقع ولا تشارك في العمولات الناتجة عن عمليات البيع والشراء التي تتم عادة بين البائع والمشتري, وبذلك تكون ربنكو جهة حيادية بنسبة 100 في المائة.
@@ على ضوء العرض السابق نفهم ان من يتطلع لأخذ العضوية في (ربنكو) لابد أن يكون ملما بالحاسب الآلي, وتقنياته وكما نعلم ان استخدام الحاسب الآلي, فضلا عن الدخول الى عالم الشبكة (الإنترنت) لا يزال محدودا لدى المكاتب العقارية, فكيف تضعون حلا لهذه الإشكالية؟
ـ قامت ربنكو بتصميم بوابتها الالكترونية على اعلى مستوى من الاحتراف الذي يعطي الأولوية لخيارات التقنية الحديثة مع مراعاة تبسيط الاستخدام للتصفح بما يناسب خبرة جميع مستخدمي الحاسب الآلي, ويشمل ذلك المبتدئين أيضا, كما قامت ربنكو بتوفير طاقم تدريبي متخصص لتقديم التدريب اللازم لجميع زوار واعضاء ربنكو مجانا, كما ان (ربنكو) اخذت بعين الاعتبار ان بعض المكاتب العقارية المحلية ليست على المستوى المطلوب من استخدام التقنية وقامت بتصميم منتجاتها لتناسب خبرات المبتدئين في استخدام الحاسب الالي, وسيلمس المتعاملون مع (ربنكو) ان هذه المنتجات والحلول صممت خصيصا لهم.
@@ ما طبيعة علاقة شبكة البورصة العقارية مع المكاتب العقارية الموجودة في السوق, في ظل حالة من الخشية تعيشها بعض هذه المكاتب من كون الشبكة منافسا لها في السوق, خصوصا في مجال التسويق والسمسرة؟
ـ اعتقد أن خشية بعض المكاتب العقارية من ظهور شبكة البورصة العقارية أمر لا مبرر له وان فكرة سحب البساط من تحت ارجل المكاتب العقارية أو المنافسة معها هي فكرة تجانب الحقيقة التي عليها شبكة البورصة العقارية, التي تتطلع لأن تكون داعما لهم ولأنشطتهم, اذ ان اقصى ما تسعى اليه هو تغيير اسلوب ونمط العمل التقليدي فقط, فالشبكة ستمكن أصحاب المكاتب من نقل تداولاتهم من الطرق التقليدية الى الطرق الحديثة كما سوف تنقل تداولاتهم من نطاقها المحلي الى النطاقات الإقليمية والعالمية, وهو ما سوف يسهم في زيادة الدخل وتحقيق فرص استثمار واعدة, وبنمط وأسلوب احترافي يواكب القرن الواحد والعشرين, وسيلمس أصحاب المكاتب حجم الإيجابيات التي يحققها لهم الانضمام الى (ربنكو)
@@ إذن الفائدة التي يحققها المكتب العقاري تأتي فقط من خلال الانضمام الى الشبكة, ولكن ماذا سيفقد المكتب العقاري في حال عدم انضمامه للشبكة وعدم الحصول على عضويتها؟ ـ يحصل المكتب العقاري وعضو (ربنكو) على موقع إلكتروني داخل البورصة, حيث يمكن من خلاله لمالك أو مدير المكتب العقاري إدارة استثماراته عن بعد, مع متابعة العروض العقارية الواردة من الغير والصادرة منه الى السوق بمستوى من الاحتراف المتقن, كما يمكن لزوار البورصة الاطلاع على عروض المكتب العقاري وتسجيل عروضهم لديه مباشرة ليتمكن من ادارتها أو طرحها في السوق وحسب ما يراه مناسبا, وجميع ما ذكره أعلاه لا يتحقق للمكاتب التقليدية أو غير أعضاء (ربنكو) مع العلم أننا لا نتدخل في العمولات الناجمة عن الوساطة بين جميع المتعاملين في السوق, كل هذه الخدمات مهمة لأي مكتب عقاري يحصل على العضوية, لأننا لو سألنا جميع المكاتب العقارية عما اذا كانوا يرغبون في إدارة ومتابعة استثماراتهم واملاكهم عن بعد, لكانت إجابات الجميع إيجابية, وإننا نجزم بأن هذه المنتجات وهذه الخدمات خيار هام ووحيد لكل مكتب عقاري وعلى كل حال ومن منطلق ثقتنا بذلك, نحن نقدم عضوية (ربنكو) مجانا لمدة تتجاوز الشهر وفي حال عدم الرغبة في استمرار لأي عضو التخلي عنها دون أي خسارة.
@@ هل هناك ثمة فرق بين شبكة البورصة العقارية والشركات الموجودة في السوق العقاري حاليا ؟
ـ الفارق كبير جداً ، لأن الشركات العقارية هي صلب النشاط والاستثمار العقاري، فهي الراعية والممولة للمشاريع الاستثمارية. بينما (ربنكو) تعد القالب الإلكتروني للسوق والمنظم التقني للتداولات، فلا يوجد تنافس أو تعارض في المصالح والخدمات، وكما سبق التأكيد على أن (ربنكو) لا تقوم بطرح أية مشاريع استثمارية تخصها، ولا ننافس أحداً في سوق العقار لأن نشاطها منحصر في تقديم البيانات المساندة لعمليات التداول مع تحقيق الشفافية والمصداقية المتمثلة في شعار نحمله، ولا نزال يتمثل في جملة واحدة (لم تنشأ شبكة البورصة العقارية لتكون مركزاً لتسويق تجارتنا أو لكي ننافس أحداً، بل انشئت لتكون مركزاً متخصصاً لتوفير البيانات لخدمات التداول العقاري وأنشطته الشقيقة) وبالتالي فهناك فرق بين التوجهين، بين أن نوجد مكاناً للتداول وبين أن نكون أحد أطراف عملية التداول أليس كذلك؟!
@@ تحدثتم في البداية عن أنكم تعملون لربط (ربنكو) بالأسواق العقارية العالمية .. هل هناك تحالفات معينة مع الشركات التي تقدم الخدمة المتشابهة أو قريبة الشبه في الأسواق العالمية ؟
ـ تهدف (ربنكو) إلى العالمية وتسعى لتهيئة السوق لما يسمى بـ (عولمة العقار) والطرح الذي تقدمه غير مسبوق. وفي الوقت الحالي هناك دراسات للعديد من فرص التحالف مع شركات عالمية ذات خبرة في هذا المجال، ولكن في هذه المرة سوف نصدر التقنية إلى الدول المتقدمة، وقد يبدو هذا الأمر مستغربا، ولكن الحقيقة أن الطرح الجرىء وغير المسبوق جعل (ربنكو) تقفز إلى مصاف الشركات العالمية، فقد ولدت (ربنكو) عملاقة تناسب حلولها الجميع على مستوى الأفراد و المصالح الحكومية والشركات وجميع فئات المستثمرين.
@@ على ضوء كل تلك المعطيات، ما نظرتكم لمستقبل سوق العقار، بعد تدشين شبكة البورصة العقارية؟
ـ منذ زمن طويل جداً، لم نشهد على مستوى الوطن العربي أي تنظيم فعال للتداولات العقارية بشكل يضمن الشفافية والمصداقية في هذا المجال، وكان نتاج ذلك بروز العديد من التجاوزات التي جاءت جراء صعوبة التحكم في هذا النشاط بالطرق التقليدية المعمول بها. وبالتالي فإن معطيات سوق العقار بعد تدشين شبكة البورصة العقارية تفيد بأن شريحة كبيرة من المتعاملين مع السوق العقاري يرون الشبكة عين المستقبل للسوق، تؤكد هذه الحقيقة الرغبة الجامحة لدى كل من زار وأطلع على خدمات (ربنكو) لذلك نتوقع أن يزيد عدد المتعاملين معنا، لقناعة لدى الجميع بأن أحد أسباب النجاح عند الشركات هو إدخالها التقنية في إدارة استثماراتها، كما أن الفشل يأتي بسبب التخلف عن مواكبة ركب التقنية الحديثة ونعتقد جازمين أن الشركات سوف تحقق فائدة كبيرة جراء المسارعة في أخذ العضوية في شبكة البورصة العقارية. هذا مع أن هناك شريحة أخرى قليلة لا تزال تكابر وتقاوم التغيير، فهؤلاء في طريقهم إلى الخروج من السوق، وهذا منطق الحياة والمعاصرة، ولعلنا نتذكر حينما أقرت مؤسسة النقد العربي السعودي شركة (تداول) لتطوير أداء سوق الأسهم، كان هناك من يعارض ، ممن لا يؤمن بغير حمل شهادات الأسهم يدويا، خوفا من ضياع رؤوس الأموال، لكن هذه الشريحة لم يصبح لها وجود في الوقت الحاضر. كذلك هناك شريحة أخرى وهي قليلة أيضا، لم تستطع استيعاب التقنية في أبسط أمور الحياة، وهذه الشريحة تحتاج إلى تثقيف وتدريب. خلاصة الأمر نقول انه بعد مرور الوقت من لم يكن عضواً في شبكة البورصة العقارية، فلن يكون وجوده فاعلا على الساحة الاستثمارية العقارية، وأن من يسارع لأخذ العضوية فسوف يكون له سبق الاستفادة من الخدمات والحلول الإلكترونية التي تقدمها له (ربنكو) .
@@ من المعروف أن النشاط الاستثماري النسائي يشهد إقبالا متسارعاً في المجال العقاري .. هل هناك توجه من إدارة شبكة البورصة العقارية لهذه الشريحة المهمة؟
ـ لقد قامت (ربنكو) بتخصيص مركز تداول خاص بخدمة السيدات، تشرف على إدارته كوادر نسائية متخصصة، ويجرى حاليا منح وكالات امتياز لفتح مركز تداول لسيدات أعمال سعوديات وخليجيات وعربيات بتسهيلات خاصة لغرض خدمة شريحة لديها رؤوس أموال واستثمارات كبيرة في السوق العقاري، ولا توجد في المقابل شركات متخصصة لخدمتهن مثل توفير التقارير والإحصاءات واصطياد الفرص المناسبة، لذا قررت (ربنكو) توفير هذه الخدمة المجانية لهذه الشريحة المهمة، وسوف يكون مركز الخبر الأول محليا في هذا المجال.