عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا افطر احدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فان لم يجد تمرا فالماء فانه طهور) وعن انس رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل ان يصلي فان لم تكن رطبات فتمرات، فان لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء).
ان وراء هذا الهدى النبوي حكمة رائعة، وهديا طبيا وصحيا عظيما.
فقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم، هذه المأكولات دون غيرها، لأن اهم شيء يجب تزويد الصائم به حال فطره هو طاقة جديدة تعوض ما فقده نهار صومه، والطاقة تأتي من تناول غداء في صورة مادة دهنية او سكرية او بروتينية، ثم تتحول بالهضم الى عناصرها الاولية، فتنتقل الى الدم ويحترق جزء منها بالانسجة مولدا الطاقة.. واسرع شيء يمكن امتصاصه وذهابه الى الدم هي المواد السكرية والنشوية وبخاصة تلك التي تحتوي على سكر احادي (جلوكوز) او ثنائي (سكروز).. ويحتوي الجزء المأكول من التمر على 87% من الوزن، وبه مواد سكرية حوالي 73% من وزن الجزء، لماكول 2ر2% بروتينات، 6و% دهون وحوالي 22% ماء..
فتناول الرطب او التمر يزود الجسم بمادة سكرية بكمية كبيرة فضلا عن السرعة في التزويد لان المعدة والامعاء خاليتان ومستعدتان للعمل والامتصاص السريع وبخاصة في وجود نسبة الماء العالية في الرطب، والامعاء تمتص الماء المحلى بالسكر في اقل من 5 دقائق فيرتوي الجسم وتزول اعراض نقص السكر فيه، في حين ان الصائم الذي يملأ معدته مباشرة من الطعام والشراب يحتاج الى 3 ـ 4 ساعات حتى تمتص معدته مباشرة ما يكون في افطاره من سكر. والرطب والتمر فيهما من الدهون 6و% فلا يحتاج هضم الرطب والتمر لساعات طويلة تستغرق في هضم الدهون.. وكذلك بالنسبة للبروتينات التي تشكل 2% وهضمها وان كان اسرع من هضم الدهون الا انه يحتاج الى 2 ـ 4 ساعات.. ووجود الالياف السليلوزية بنسبة عالية في تركيب الرطب والتمر له مزايا تفيد الصائم، فهذه الألياف تعمل كأسفنجة تمتص الماء داخل الامعاء، مما يؤدي الى احداث تليين طبيعي، وبذلك بتلاقي الصائم حدوث الامساك.
وبالتالي تجنب أي متاعب صحية في صورة اضطراب الهضم أو البواسير.
وهنا تظهر قيمة التوجيه النبوي الكريم في الافطار على التمر، ثم يقوم المسلم بعدها الى الصلاة.
@ د.أحمد المهنئ