إن وسائل الأعلام والنقاد قاموا بتحريف ملاحظاتى التي أشرت إليها مؤخرا في خطابى بأن الولايات المتحدة دفعت ثمنا باهظا لعدم إيقافها أعمال السلب والنهب في العراق التي حدثت بمجرد انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية هناك وانه لم يكن هناك عدد كاف من القوات للقيام بتلك المهمة، سعيا لتقويض سياسة الرئيس بوش في العراق.غير أنهم لم يفلحوا في ذلك. السبب اننى اختلفت أثناء عملى في العراق مع القادة العسكريين اختلافات تكتيكية وهي الخلافات التي عادة ما تحدث بين أفراد عن حسن النية. فقد كنت ارى أنه من المفيد وجود المزيد من القوات الأميركية لحفظ الأمن ومنع عمليات السلب التي يمكن أن تلحق الضرر بالبنية التحتية العراقية المتهالكة. بينما رأى القادة العسكريون أن وجود المزيد من تلك القوات سيكون له نتائج عكسية تزيد من عزلة العراقيين. ان وجهة النظر تلك ربما كانت صائبة على أنه كان من الصعب في ذلك الوقت التكهن بذلك.
واؤكد على أننى اتفقت مع الإدارة الأميركية والقادة العسكريين خلال الـ 14 شهرا التي عملت فيها في العراق على أن أولى أولويات قوات التحالف تكمن في ضرورة بذل مجهودات شاملة ومستمرة من أجل تدريب العراقيين لكي يأخذوا على عاتقهم مسئولة أمن بلدهم وهي الجهود التي وافق الكونجرس على تخصيص ميزانية اضطرارية إضافية بشأن دعمها ماليا العام الماضي، على أنه في النهاية لابد أن يعتمد أمن العراق على العراقيين. ومن وجهة نظرى فإن القوات الأميركية في العراق لا تزال تتعاون مع العراقيين من أجل عزل وسحق دعائم الإرهابيين ، مؤكدا على تأييد الولايات المتحدة لجهود رئيس وزراء الحكومة العراقية المؤقتة المصيرية من أجل ترسيخ الديموقراطية والأمن في العراق.
ونؤكد على أن الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر في يناير القادم و انه على الرغم من التحديات والصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق فان المزيد من التقدم قد تم انجازه بالفعل على أرضه، ولكن نشدد على ان القوات الأميركية هناك كافية للقيام بالمهمة التي تأخذ بها على عاتقها حاليا.المهم اننى استنكر امتناع وسائل الإعلام عن مجرد الإشارة إلى دعمه العام والمستمر لاستراتيجية الرئيس بوش في العراق وسياساته في مكافحة الإرهاب. الدليل أننى لم ار على مدار عملى كرئيس سابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب وطوال
خبرتى في هذا المجال التي تتجاوز عقدين من الزمان، قائدا مدركا لمخاطر تلك الحرب الشاملة كالرئيس بوش. السبب أن الرئيس بوش كان محقا في استنتاجاته بأن صدام حسين كان يشكل خطرا وتهديدا داهما يستدعي خلعه، وأن أعداء الولايات المتحدة لا ينحصرون في القاعدة وأسامه بن لادن وحسب. تماما كما استنتج تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في أحداث سبتمبر الإرهابية بان هناك اتصالات بين صدام حسين وتنظيم القاعدة منذ اكثر من عقد من الزمان.
أن الولايات المتحدة ستنتصر في الحرب على الإرهاب إذا ما تشبثت بمهاجمة ومحاربة الإرهابيين والدول التي تدعمهم أينما تواجدوا، خاصه الخطر الذي يمثله أبو مصعب الزرقاوي أحد حلفاء تنظيم القاعدة الموجود حاليا في العراق. ونؤكد على صواب رؤية الرئيس بوش بخصوص كون العراق الجبهة المركزية في الحرب على الإرهاب.
فهدف الزرقاوي هو قتل الأميركيين وإشعال حرب تجهض الديموقراطية. أن النصر فى العراق يعتمد على تخصيص المصادر المالية اللازمة للانتصار في تلك الحرب وهو ما طلبه الرئيس بوش من الكونجرس العام الماضي لتوفير 87 مليار دولار للعمليات العسكرية و إعادة الإعمار.
إن مرشح الحزب الديموقراطي جون كيري حر في تناوله لتصريحاتى كيفما شاء، غير أنه من الشرف أن يشير كيري إلى ما كررتة مرارا وتكرارا من أن الرئيس بوش قد اتخذ قرارا جريئا وشجاعا بتحرير العراق من وحشية صدام حسين على حد قوله وأنه مصيب في رؤيته بأن العراق يمثل الجبهة المركزية في الحرب على الإرهاب.
و نسرد واقعة حضور كما الى مكتب الرئيس بوش بالبيت الأبيض منذ عام ونصف لمناقشة ضلوعه بمهمة قيادة سلطة التحالف في العراق، حيث سألني عن السبب في أني ارغب أن اترك الحياة الخاصة واضطلع بتلك المهمة الصعبة والخطرة؟
وكانت اجابتى بلا تردد: لأننى اؤمن برؤية الرئيس بوش للعراق وأنه سيحظى بالشرف إذا سنحت له الفرصة لكي يساعد في تحويلها إلى حقيقة، و أن الولايات المتحدة وقوات التحالف تحقق تقدما ثابتا وملموسا تجاه تلك الرؤية.