لا احد يعرف كيف أطلق على تصنيع المشمش وعصره اسم (قمر الدين) ويقال ان أحد السوريين المخضرمين ان يكون شخصاً اسمه قمر الدين هو الذي اخترع طريقة عمل هذا الطعام او الشراب الشهي.
وللأمانة التاريخية ما زال فضل تأسيس دعائم صناعة قمر الدين لعائلة الشلاح من سوريا التي لم تكتف بالتصنيع وانما أضافت أنواعا من أشجار المشمش لم تكن موجودة في سورية.
أصناف وألوان
لان حبات المشمش سريعة العطب وفترة بقائها في السوق طازجة قصيرة وجد ان افضل طريقة لحفظ هذه الفاكهة هي تصنيعها الى قمر الدين او تجفيفها تجفيفاً مناسباً لاستهلاكها كنوع من الخشاف وتغليفها وهناك أنواع من المشمش منها (العريني) وهو أول الأصناف نضوجاً ويمتاز بلونه الغامق وحجمه المتوسط وبذرته (نواته) المرة ويليه المشمش السنياني ذو اللون الفاتح ثم يأتي المشمش الحموي الشهير ذو الطعم الحلو والنكهة الطيبة اما المشمش البلدي فهو الصنف المدلل ويمتاز بنكهته الطيبة وبأنه الذ أصناف المشمش قاطبة.
ويتم تصنيع قمر الدين بشكل بدائي في مواقع مزارعه نظرا لأن حبات المشمش تكون غير ناضجة في المساء وفي الصباح تسقط على الأرض على اثر نضجها السريع .
ويجمع المشمش في أحواض ترتفع عن الأرض حوالي 3 سنتيمترات ولها حافة ارتفاعها نصف متر ثم يتم تنقيته من المواد العالقة من تراب او طين ثم يغسل بالماء جيداً وفي المساء يقوم العمال بهرس حبات المشمش حيث يصفها في غربال ثم يهرسها بيديه ليتجمع العصير في حوض خاص.
وثم يصب عصير المشمش في اوعية مصنوعة من الخشب ومدهونة بالزيت وتنقل النسوة والأولاد هذه الدفوف الى الأسطح لتبقى معرضة للهواء والشمس حتى يجف العصير ويتحول الى رقائق قمر الدين ومن ثم ينزع من الدفوف ويلف ويغلف ويخزن في المستودعات ليطرح في الأسواق قبيل شهر رمضان المبارك.
أما الطريقة الحديثة الآن لتصنيع قمر الدين أن حبات المشمش تعقم أولا بواسطة التبخير بثاني أكسيد الكبريت حتى تنضج ثم تعصر وتفصل عنها البذرة آليا ويضاف السكر ويجفف على رفوف الخشب بتعرضه للشمس وهذه الطريق التقليدية في التجفيف لم يتم تغييرها حيث إن التجفيف بالشمس يحفظ للمشمش نكهته لونه.
يذكر ان مادة زيت الزيتون التي تدهن بها الدفوف وتلتصق بقمر الدين لها فائدتان الأولى إعطاء قمر الدين نكهة مميزة والثانية حفظه من الفطريات ومن اكثر الدول استهلاكاً لقمر الدين السوري كل من السودان ومصر ثم دول مجلس التعاون الخليجي.