أكد عبد الله العطية وزير الطاقة والصناعة القطري ان هبوط الدولار له تأثيرات سلبية على المبيعات النفطية نظرا لاقترانها بسعر الدولار مؤكدا إنها فرصة للدول الأوروبية والتي ستستفيد من هبوط سعر الدولار أمام عملاتها، مشيرا إلى ان الحلول مازالت غير واضحة وان هناك اجتماعا قريبا لأوبك سيعقد بالقاهرة لاتخاذ قرارات إزاء الوضع المتقلب، مضيفا ان المضاربين لهم دور كبير في تقلب الأوضاع المتعلقة بالنفط.
واستعرض العطية خلال افتتاحه الاجتماع الاقتصادي للمعهد الدولي للدراسات المالية لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط معظم المشروعات القطرية العملاقة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات.
وقال ان هذا الاستغلال يشمل تطوير البنية التحتية وتوفير مناخ الاستثمار المناسب للقطاع الخاص وزيادة الانفتاح والشفافية لدعم الثقة في الاقتصاد ووضع اللوائح القانونية المناسبة لذلك، موضحا رؤية قطر حول مستقبل صناعة النفط والغاز وانجازاتها التي تفخر بتحقيقها خلال السنوات العشر الماضية. وأكد العطية انه على الرغم من ان مخزون النفط القطري يعتبر صغيرا بالمقارنة مع الدول المنتجة الاخرى في المنطقة، الا ان قطر استطاعت خلال السنوات العشر الماضية مضاعفة طاقتها الانتاجية الى حوالي 750 الف برميل يوميا والوصول الى احتياطي نفطى يقدر بـ 5+4 مليار برميل بفضل سياسة ابرام اتفاقيات المشاركة في الانتاج مع الشركاء من الشركات الاجنبية لتضمن هذه الاتفاقيات بنودا مالية تتميز بالمرونة وتحقيق عوائد معقولة لاستثمارات الشركاء. وقال انه من نعم الله على قطر وجود حقل غاز الشمال الذي يحتوي على اكثر من 900 تريليون قدم مكعبة، مشيرا الى ان تطوير واستغلال هذا الاحتياطي يشكل حجر الزاوية في عملية التنمية الاقتصادية لدولة قطر التي تعتمد سياسة التنويع بعيدا عن النفط لارساء مركز قطر كلاعب رئيسي في تسويق هذا الغاز الى الاسواق الامريكية والبريطانية قبل نهاية العقد الحالي. وذكر العطية انه من المقرر ان تبلغ طاقة الانتاج من الغاز الطبيعي المسال حوالي 77 مليون طن مترى سنويا بنهاية العقد الحالي وسوف يصدر ثلث هذه الكمية الى الولايات المتحدة الامريكية وثلثها الى المملكة المتحدة واوربا وثلثها الباقى الى آسيا والهند.
وقال: لقد قطعنا شوطا طويلا لتحقيق طموحاتنا لتصبح قطر عاصمة صناعة تحويل الغاز الى سوائل في العالم ، مشيرا الى بدء اعمال الانشاءات في مشروع (اوريكس) لتحويل الغاز الى سوائل ليبدأ الانتاج منتصف العام القادم 2005. واوضح وزير الطاقة القطري انه تم ابرام عدد من الاتفاقيات الهامة مع كل من شركة شل وشركة اكسون موبيل لإقامة مصانع لتحويل الغاز الى سوائل تتميز بتكامل المنشآت والخدمات، بالإضافة الى إجراء مفاوضات ودراسات حول ثلاثة مشاريع أخرى وكبيرة، مبينا انه يجري العمل في مشروعين كبيرين لمد خطوط أنابيب لنقل الغاز للتصدير والاستهلاك المحلي وهما مشروع دولفين ومشروع غاز الخليج. وأشار الى الخطط المتكاملة للاستفادة من موارد الغاز وتوسعة القاعدة الاقتصادية بزيادة التكامل بين المشاريع والعمل من خلال الاستثمار في مشاريع البتروكيماويات ذات القيمة المضافة والتي تعتمد على استخدام الغاز الطبيعي، وقال انه بالإضافة الى المشاريع القائمة يتم تنفيذ مشاريع اخرى ذات مستوى عالمي مثل مشروع تكسير الايثلين في رأس لفان لتوفير تغذية مشروعين لمشتقات الايثلين في مدينة مسيعيد الصناعية واشار العطية الى القرار الاستراتيجي الذي اتخذته قطر للبترول ببناء مصفاة للمكثفات في مدينة رأس لفان، وأوضح ان الاستثمار القطري في مجال الهيدروكربونات خاصة في الغاز فقط سوف يتجاوز 60 مليار دولار بنهاية العقد الحالي والذي لا يعكس فقط المناخ الايجابي للاستثمار السائد في دولة قطر بل يؤكد أيضا مدى ثقة المؤسسات المالية في هذه المشاريع+ واشار الى انه يمكن تلمس المزيد من الثقة بدولة قطر من خلال مؤسسات الاعتمادات المالية الرائدة والتي أخذت ترفع التصنيف الائتماني لدولة قطر، واكد ان الخطط الاستراتيجية لقطر للبترول تتضمن برامج تتميز بتوفير حوافز ايجابية وفعالة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في صناعة منتجات البتروكيماويات المتوسطة والنهائية. وذكر العطية ان الانجازات التي حققت مزيدا من الدعم لاستثمارات القطاع الخاص انشاء شركة صناعات قطر القابضة للبتروكيماويات وقبلها انشاء شركة وقود ذات الملكية المشتركة مع القطاع الخاص.