أخبار متعلقة
دعا الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما الناخبين أمس إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع اليوم لاختيار خليفة له في انتخابات حرة ونزيهة. وهذه هي المرة الأولى التي لا يعلن فيها كوتشما تأييده لأي من المرشحين منذ بداية الأزمة التي تفجرت عقب إعلان نتائج الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة، وتؤكد تصريحات كوتشما التي نقلها التليفزيون المحلي عزمه على ترك منصبه بمجرد انتخاب رئيس جديد لأوكرانيا. وقال كوتشما أدعو جميع الأوكرانيين إلى المشاركة في الانتخابات والتصويت للمرشح الذي يختارونه لأننا نصنع مستقبل أولادنا. وكثيرا ما أعرب كوتشما عن مساندته لرئيس الوزراء فيكتور يوشينكو في المنافسة على منصب الرئيس لكنه تخلى عن تأييده له في مطلع الشهر الجاري في أعقاب الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها جميع أنحاء البلاد. وتختلف تصريحات كوتشما مع البيانات التي أدلى بها سابقا خلال الجولتين السابقتين للانتخابات والتي كان يكتفي فيها بالتعهد للاوكرانيين بالمحافظة على الأمن والنظام أثناء عملية التصويت بدلا من التأكيد على نزاهة وحرية الانتخابات. وكان يانوكوفيتش قد أعلن فوزه على منافسه الرئيس السابق للبنك المركزي فيكتور يوشينكو في الجولة الثانية للانتخابات التي أجريت في 21 نوفمبر الماضي، لكن المحكمة العليا ألغت هذه النتيجة وسط مزاعم كثيرة عن التزوير وأمرت بإعادتها في السادس والعشرين من الشهر الجاري. تأتي تصريحات كوتشما في ختام أول أيام مداولات المحكمة الدستورية في أوكرانيا بشأن دستورية التعديلات التي أدخلت في الاونة الاخيرة على القوانين المنظمة لعملية الانتخابات في البلاد. وإذا أصدرت المحكمة قرارا بإلغاء تلك التعديلات فربما يعيد ذلك أوكرانيا إلى الازمة السياسية التي عصفت بها في الاونة الاخيرة. وتتمتع المحكمة الدستورية بسلطة مراجعة وإلغاء أي حكم قضائي في البلاد بما في ذلك ما تصدره المحكمة العليا.
واتهم يوشينكو الرئيس ليونيد كوتشما بالضغط على قضاة المحكمة الدستورية في محاولة لعرقلة العملية الانتخابية تماما بهدف تمديد بقائه في منصبة رئيسا للبلاد. وطالما اتهم يوشينكو السياسي المعارض البارز لسنوات الرئيس الحالي كوتشما بأنه ينوي البقاء في منصبه بعد انتهاء فترة رئاسته رسميا في 31 ديسمبر الجاري وهو ما نفاه كوتشما. وقال كوتشما في بيانه مساء اليوم فترة وجودي في الرئاسة تقترب من نهايتها وعلينا انتخاب رئيس جديد. وكان كوتشما قد عين الخميس صديقا مقربا له في رئاسة المحكمة الدستورية وهو ما قال يوشينكو إنه إجراء يهدف للتأثير على رأي المحكمة لصالح الرئيس الاوكراني،ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للانباء عن يوشينكو قوله إن كوتشما يخطط لنسف العملية الانتخابية تماما. ووصف يانوكوفيتش تعديلات قانون الانتخابات بأنها تجاوزات سافرة لحق الشعب الاوكراني في التعبير عن رأيه وعمل عنصري ضد العمال المؤقتين والعاطلين عن العمل في البلاد. وقال يوشينكو إن التغييرات ضرورية لمنع تزوير النتائج التي سمحت في السابق بفوز يانوكوفيتش في انتخابات الشهر الماضي. وطالب كذلك قضاة المحكمة الدستورية بأن يكونوا محايدين وبوضع مصالح البلاد في اعتبارهم. ولم يحدد بعد موعد لصدور قرار المحكمة الدستورية. وتشير استطلاعات الرأي في الاونة الاخيرة إلى تقدم يوشينكو على يانوكوفيتش بنسبة تتراوح بين 11 و13 في المئة. وتواصل المحكمة الدستورية مداولاتها في الموضوع وسط أنباء عن استعدادات تجري لاعمال تمرد عنيفة في يوم الانتخابات في شرق البلاد الذي يغلب المؤيدون ليانوكوفيتش على سكانه. وذكرت صحيفتا (فاكتي) و(سيهودنيا) أوسع الصحف انتشارا في أوكرانيا أن بعد المنحدرين من أصل روسي في شرق البلاد يستعدون لتكوين ميلشيات مسلحة وأن مواقع للجيش الروسي في شبه جزيرة القرم يحتمل أنها زودتهم ببعض الاسلحة. ونفى مسؤولون أوكرانيون في وزارتي الدفاع والداخلية ووكالة المخابرات هذه الانباء، كما نفى وزير الدفاع الاوكراني أوليكزاندر كوزميوك هذه الانباء مرة أخرى في مقابلة مع القناة الخامسة في التليفزيون الأوكراني ووصف ما تردد عن وجود عناصر من القوات الخاصة الروسية خارج العاصمة كييف بأنها لا أساس لها من الصحة.