حطم مبلغ تعويض قدره 28 مليار دولار حكم به للمدخنة بيتي بولوك بسبب إصابتها بالسرطان في دعوى ضد شركة فيليب موريس العملاقة للتبغ كل الارقام القياسية وتصدر الانباء العالمية. ولكن سيدة تقيم في نفس ولاية كاليفورنيا هي باتريشيا هنلي تؤكد أن المحكوم لها لن تتقاضى سنتا واحدا من هذا المبلغ. وتعرف باتريشيا التي تبلغ من العمر 55 عاما والتي أصيبت أيضا بالسرطان مدى صعوبة الخصومة القضائية ضد أكبر شركة لصنع التبغ في العالم. وكانت باتريشيا أول مدخنة في كاليفورنيا تقيم دعوى قضائية ضد فيليب موريس. وحكم لها في عام 1999 بتعويض قدره 50 مليون دولار وكان حينذاك تعويضا قياسيا أو فلكيا يمنح لشخص واحد. ومنذ صدور الحكم لم تتقاض سنتا واحدا من هذا المبلغ. فقد سارعت شركة فيليب موريس باستئناف الحكم على الفور أمام محكمة استئنافية ثم طعنت فيه أمام المحكمة العليا. وتقدر مادلين شابير محامية المدعية فترة الانتظار بما يتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام إلى أن يحكم قاض بنصف هذا التعويض. وقالت المحامية: في معظم الاحوال يموت المدّعون قبل أن يتقاضوا سنتا واحدا. وقد لجأت شركة فيليب موريس إلى تكتيك يقوم على التحايل وعليها أن تدفع لمريضة واحدة حاليا. وأضافت المحامية: لحسن الحظ تخف حدة مرض السرطان لدى باتريشيا. وتتلقى باتريشيا المريضة بسرطان الرئة حوالي 660 دولارا شهريا كمعونة عجز ستتوقف قريبا. ولرفع دخلها تعتزم باتريسيا التي تتخذ الغناء هواية إقامة حفلات غنائية في بيوت المسنّين عندما تسمح حالتها الصحية بذلك. وهي تستخدم ما لديها من طاقة في خدمة جمعية أسستها وتريد من خلالها تحذير الاطفال من أخطار التدخين. ووعدت باتريشيا بأن ينفق كل دولار تحصل عليه من فيليب موريس على هذه القضية ولكن ليس لديها أمل حقيقي في أن تحصل على شيء سريعا. وتقول: كان الامر يستحق رفع هذه الدعوى حتى لو أدت فقط إلى أن يعرف العالم أن (شركة) فيليب موريس أنتجت عن معرفة منتجا قاتلا. وتضيف: ليس لاحد أن يتوقع الحصول على أي نقود منها. إنها دعوى لنشر رسالة. وهناك 11 مدخنا حكم لهم القضاء بتعويض من شركات للتبغ الامريكية العملاقة وحصل واحد منهم فقط على تعويض. فقد تلقى جريدي كارتر من فلوريدا الذي ساءت حالته المرضية مبلغ 750 ألف دولار من شركة براون آند وليامسون في مارس 2001 بعد مرور خمسة أعوام على صدور حكم قضائي لصالحه. ومات ريتشارد بويكن من كاليفورنيا وكان قد حكم له بتعويض قدره ثلاثة مليارات دولار، ولكن قضيته مثل سائر تلك القضايا استمرت في التنقل من قاعات محكمة إلى دهاليز أخرى وتم خفض مبلغ التعويض أو حرقه تدريجيا حتى وصل إلى مائة مليون دولار.
ويعد نظام التعويضات العقابية فريدا من نوعه لا يوجد إلا في قضاء الولايات المتحدة، وهو يسمح للمحلفين بمعاقبة المدّعى عليهم بفرض غرامات أعلى بكثير من مقابل الاضرار التي تسببوا فيها.
وفي حالة باتريشيا، تطالب المحامية بمبلغ 15 مليون دولار ولكن المحلفين زادوا المبلغ إلى أكثر من ثلاثة أضعاف. وتؤكد أنها لا تجد أن هذه التعويضات الضخمة تدعو للدهشة بعد أن تحدثت عما وصفته بأنه مسلك (متعجرف) من جانب شركات التبغ.
وتقول في حسرة: إن شركات صنع السجائر تتصرف كالسفاحين الذين لا يبدون أي ندم.
وتضيف ان المحلفين يعرفون أكاذيبها ويعاقبونها على ذلك. فإذا دفعت هذه الشركات سيكون ذلك أمرا رائعا وأتمنى أن يحدث في أقرب وقت.