DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رسائل ضلت طريقها

قصة سرد أو رسائل ضلت الطريق في معرض مريم جمعة بالرياض

رسائل ضلت طريقها
رسائل ضلت طريقها
رسالة واحدة كانت كافية لأمل وحيد، لكن عشرات الرسائل قد ذهبت وضلت طريق الوصول، ليظل المستقبل مرهوناً بذلك الوصول الذي لم يتحقق، وذلك الأمل الذي لم يكتمل، إنها إنسانة لا تملك وسيلة لبلوغ الهدف المنشود سوى (البريد) تملأ بياض الصفحات ثم ترسل وترسل، وبعد أن ترسل تنتظر، وليس بوسعها إلا أن تفعل ذلك.. هذه بكل بساطة القصة التي تقوم عليها فكرة معرض(بريد) للفنانة التشكيلية مريم الجمعة التي استلهمت فكرة معرضها من قصة واقعية عايشت تفاصيلها عن قرب، قصة إنسانة شعرت أن مستقبلها مهدد، وأن عليها أن تفعل أي شيء لحماية ذلك المستقبل المهدد، فظلت تكتب الرسائل وتنتظر رداً إيجابياً، وبعد معاناة طويلة مع الرسائل استطاعت رسالة وحيدة أن تخترق عثرات الطريق وتصل، ولكنها حتى عندما وصلت لم تقدم ولم تؤخر، لأنها لم تبلغ الهدف، ولم تحقق ماكانت تصبو إليه صاحبتها. هكذا.. حاولت مريم جمعة أن تكتب قصة سردية بمفردات تشكيلية، في اختزال يعزل اللغة الحروفية، ويضع مكانها لغة لونية، وجوه متعددة لامرأة واحدة ارتبطت ملامحها بمظاريف الرسائل البريدية مرة يقطع المظروف الورقي ملامح لونها، ومرة يتشابك مع تلك الملامح بأسلوب الكولاج، ومرات أخرى من خلال النفاذ عبر النوافذ الخشبية المشدودة بالحبال.. تلك النوافذ التي بدت نسيجاً مختلفاً في سياق المعرض، ربما لأنها كانت تعطي مفهوماً تجريبياً أكثر عمقاً من مجرد فكرة الرسائل التي تعتبر فكرة قديمة، ولم يعد تأويلها الجمالي قادراً على إضافة مدلولات جديدة تعطي صاحبها خاصية الابتكار، لكن الذي يبرر ذلك لدى مريم جمعة أنها ربطتها بقصة واقعية، وحتى لو كانت قصة خيالية، يحسب لها أنها حاولت تسجيل حالة سردية بأدوات تشكيلية، وهي محاولة مقبولة من حيث المبدأ، لكن كان بالإمكان أن تختزل الفنانة هذا الكم الكبير من الأعمال في عدد محدود منها.. كان سيؤدي نفس الغرض، وكان بإمكان الفنانة أن تقدم مجموعة من القصص على نفس المساحة، وبنفس القدر من اللوحات.. وكان ذلك سيضيف أكثر من قسمة درامية للمعرض، بدلاً من ح صره في زاوية محدودة. فالكثير من الأعمال تشابهت لأنها تدور حول فكرة واحدة وفي نطاق دلالي واحد. في هذا المعرض الأول الذي أقامته في (جاليري شذا) بالرياض أعطانا مفهوماً جيداً عن وعيها بماهية الفعل التشكيلي كرافد من روافد الإبداع، لم تلملم اللوحات التي أنجزتها طوال السنوات الماضية، لتقدم معرضاً من أجل الحضور والتواجد، فقط بل اشتغلت على فكرة محددة وواضحة المعالم، وأرادت أن تعرض فكرتها لتلمس ردة الفعل حولها.. إذن هي ليست مولعة بالعرض من أجل العرض كما هو الحال لدى الكثيرات ممن هن في عمر تجربتها الأولية.. إن مريم الجمعة قدمت رسائلها بتلقائية بسيطة في طرحها وتكوينها الجمالي، وزاوجت بين أكثر من خامة لونية، ومزجت بين الكولاج واتجاهات فنية أخرى، لتقدم نفسها للساحة من خلال (فكرة) وتؤكد حضورها من خلال (قيمة) لها مدلولها كقضية شخصية لصاحبة القصة أو بطلتها غير أن هذه القصة يمكن اعتبارها حالة اجتماعية أو مشكلة لا يمكن القطع بأنها خرافية، بل هي حقيقة ماثلة، تعكس العديد من القصص والحكايا المشابهة.
رسائل قد تصل وقد لاتصل
أخبار متعلقة