منذ زمن كنت برفقة ابي واخي عند طبيب من اكبر اطباء مدينة بومبي الهندية وسألناه بعض الاسئلة اجاب عنها اجابة الخبير المتمكن الى ان وصلت الاسئلة الى مسار صعب فيه غيبية فقال: هذه امور يعلمها الهي, واشار الى اعلى رأسه, فاذا الهه صورة مرسومة بهيئة فيها من البشاعة ما يصدم النظر وللاله اذنان كبيرتان يخرج من وسط الوجه خرطوم فيل ومتقرفص على هيئة الخفافيش.. ونظرنا الى الطبيب واذا هو في غيبوبة عميقة من الخشوع.. نعجب من عقل الدكتور العلمي ونتعجب من ضآلة عقله الغيبي.
نضع الدين كأشرف مراتب العقل ونسميه العقل النزيه هذا الذي لا تشوبه خرافة ولا هوس ولا انكار وارقى مراتب التمرس الانساني هو الذي يسمو ذكاؤه مع مخيلة وجدانه فيما يسمى بالغيبيات.. الغيبيات التي يضرع لها الانسان ويرضى امامها ان يكون صغيرا مثل الذرة, متكسرا مثل قشة متضائلا الى العدمية.. تحدد الغيبية مدى سمو الادراك.. الادراك الذي يجعل الانسان يحدد عظمة ورفعة هذه القوة الغيبية التي يسلم فيها كل نفسه..
ويحدثني صديقنا الدكتور ابراهيم التويجري في بعض حكاياته التي تغمز دائما الى معان دقيقة عن اعجابه في ايام دراسته الجامعية في الولايات المتحدة بالهنود الحمر, وانخرط معهم في نشاطات اجتماعية واحبهم واعجب بهم الى ان دعوه يوما في حفلة من طقوسهم فاذا هم يجثون جميعا ساجدين وتعجب وقال مستفسرا لماذا السجود رفع زميله الهندي رأسه واومأ باصبعه الى السماء.. لقد كانوا يسجدون للقمر! في القرن العشرين في الولايات المتحدة.. يقول احسست بشرفي العقلي البازغ حينها كمسلم.
ولماذا نذهب بعيدا.. الفيس بريسلي مغن وممثل امريكي نال شهرة عظيمة منذ الخمسينيات حتى مات في اواسط السبعينيات من فرط المخدرات, في الولايات المتحدة اليوم كنائس يؤمها من يسمون انفسهم من المؤمنين بالملك الفيس.. تصور!
العقل النزيه هو شيء اسمى من مجرد الذكاء هذا العقل الذي يجعلنا لا نتصور بالملكة الاولى ان نسلم انفسنا لنجمة او قمر او الى خرطوم.. او الى شخص نجله او نخافه.. حتى العبادة!
