أخبار متعلقة
تلقت الساحة الشعبية والوسط الإعلامي يوم الجمعة الماضي ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الشاعر ومقدم برامج البادية المعروف محمد بن شلاح المطيري عن عمر ناهز أربعة وسبعين عاماً بعد إصابته قبل شهر بورم في البنكرياس أدخل على إثره مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة حتى فارق الحياة بعد صلاة الجمعة الماضية.
عرف الفقيد على نطاق واسع بعد مساهمته الفاعلة في وضع اللبنات الأولى لبرامج الشعر الشعبي على مستوى الخليج عام 1377 هـ إثر مشاركته في تقديم برنامج (من البادية ) في الإذاعة الذي كان يعده ويقدمه آنذاك الأديب الكبير مطلق الذيابي رحمه الله رائد مقدمي ومعدي البرامج الشعرية واستمر هذا الوضع سنوات حتى أصبح الفقيد هو المعد والمقدم للبرنامج عام 1388 هـ ( من البادية ) في الإذاعة وبعد ذلك بدأ بتقديم برنامج ( مضارب البادية ) في التلفزيون , وقد حقق من خلال عمله في هذين البرنامجين جماهيرية واسعة لدى شرائح واسعة من أبناء البادية والحاضرة ومحبي الشعر الشعبي داخل المملكة وخارجها بفضل حرصه على تقديم الجيد من الشعر والبحث عن الشعراء ورواة القصص في مناطق المملكة المختلفة متحملاً في سبيل ذلك مشاق السفر والترحال من بادية الى إخرى ومن قرية الى قرية إذا لم يكن يعتمد على الشعراء القريبين منه فحسب والذين بإمكانهم الوصول اليه بل كان هو بنفسه من يبحث عن الشعراء الجيدين , واستمر على هذا الحال أكثر من سبعة وأربعين عاماً مضحياً بوقته وجهده في سبيل خدمة الموروث الشعبي.
من أهم منجزات الفقيد للشعر الشعبي أنه كان أول من أعطى شعر المحاورة وهجاً إعلامياً من خلال اهتمامه بشعراء المحاورة وتسجيل محاورات لهم وإذاعتها عبر برنامجيه في الإذاعة والتلفزيون , والعديد من شعراء المحاورة الراحلين والمعاصرين يقرون بفضل ابن شلاح بعد فضل الله في ظهورهم إعلامياً , ويعد إرشيف ابن شلاح الإذاعي والتلفزيوني حالياً بمثابة كنز لأفضل المحاورات ولأفضل الشعراء .
أيضاً لا ننسى حرصه رحمه الله على تقديم الجزل والمفيد من الشعر في حلقات برامجه التي كان يقدمها , وكان يسعى من خلال اختياراته للقصائد لتكريس مباديء مهمة من أهمها مبدأ المحافظة على العقيدة ومبدأ الوطنية والولاء للوطن ورموزه والحث على مكارم الأخلاق والعادات الحميدة , ولا غرابة في هذا التوجه لدى الفقيد لأنه عرف على المستوى الشخصي بتحليه بصفات المسلم المخلص لربه ولدينه ووطنه وقادة وطنه وعرف رحمه الله بكرمه وحبه للآخرين والبذل والعطاء , وقد جسد حرصه على الكرم في قصيدته المشهورة :
أمءلا الوجار وخلي الباب مفتوح
خوف المسيّر يستحي ما ينادي
ولد محمد بن شلاح المطيري في بادية ( الشلالحة ) بالمهد بمنطقة المدينة المنورة عام 1352 هـ وهو أخ شقيق للشاعر شليوح بن شلاح , عمل عسكرياً بالقوات الجوية بقاعدة الأمير عبدالله بجدة حتى وصل الى رتبة مقدم وأحيل للتقاعد قبل وفاته بسنوات كما تولى منذ ثلاثة أعوام مشيخة قبيلة ( الشلالحة ) من مطير , خدم في مجال الإعلام منذ عام 1377 هـ حتى 1426 هـ أي حوالي خمسين عاماً , له من الأبناء نمر وهو موظف بوزارة الصحة بمحافظة جدة وعقاب ضابط صف بالقوات الجوية وماجد ملازم بالحرس الوطني بالرياض وأصغر أبنائه يوسف وعمره خمس سنوات , وله خمس بنات ومتزوج من ثلاث زوجات .غفر الله لأبي نمر وأسكنه فسيح جناته .
مطلق بن مخلد الذيابي رحمه الله