دعت الندوة الدولية حول قضايا الطفل من منظور اسلامي الى بناء عالم صالح للاطفال تتوافر فيه الظروف الملائمة للعيش الكريم والتنشئة السوية لجميع الاطفال والى تضافر الجهود من قبل الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وطنيا ودوليا ومن قبل وسائل الاعلام من أجل أن يكون للاطفال نصيب وافر في مخططات التنمية البشرية المستدامة
وأكدت الندوة في بيانها الختامي على ضرورة العمل بنظام الاسرة في الاسلام الذي يكفل حق الطفل في النشأة في ظل قيم المودة والرحمة والسكينة والتعاطف والتكافل باعتبارها محضن الطفولة وموطن التأثير الأكبر في مجال التربية ومصدرا غنيا للطمأنينة النفسية والتغذية العاطفية.
ودعت الندوة التي عقدتها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) وجمعية الدعوة الاسلامية العالمية والمعهد العالمي للفكر الاسلامي الحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية والهيئات غير الحكومية ووسائل الاعلام في العالم الاسلامي الى المساهمة في المجهودات الدولية الهادفة الى الرفع من مستوى العناية بأوضاع الطفولة في العالم بما لا يتعارض مع الرؤية الاسلامية الضامنة لكرامة الانسان وحقوقه
كما دعت إلى اعتماد المرجعية القيمية الاسلامية لتحسين أوضاع الطفل في العالم الاسلامي وبناء شخصيته المتشبثة بهويتها والمتفتحة على الثقافات الاخرى في اطار من التسامح والتعايش.وأوصت بالعمل على جعل الحق في التعليم المناسب حقا لكل طفل في العالم الاسلامي مهما كانت ظروفه الاجتماعية واعتبار ذلك واجبا الزاميا على الابوين والدولة والمجتمع وبالمبادرة الى وضع الية لترجمة حقوق الطفل في الاسلام الى أحكام ملزمة واجبة التنفيذ وتبليغها لافراد المجتمع وللقائمين على تعليم الاطفال وبث ثقافة الطفل القانونية في أجهزة الاعلام المختلفة.
وشددت الندوة في بيانها الختامي على ضرورة الانتباه الى بعض المواقف والتوجهات في المواثيق الدولية ذات الصلة بالطفل المنافية للنظم الاخلاقية والقيم الثقافية للمجتمعات الاسلامية والمجتمعات التي تشاركها الايمان بالقيم الاخلاقية ودعت الى العمل على ابراز قصورها وتعارضها مع ما فطر الله عليه الكائن البشري ودعت وزارات التربية والتعليم والثقافة والاعلام والاوقاف والشؤون الاسلامية في دول العالم الاسلامي الى تخصيص جوائز تشجيعية للاطفال الموهوبين في مختلف مجالات الابداع الادبي والفني والعلمي وللمؤسسات التي خدمت الطفولة بأعمالها ومشاريعها المتميزة وذات النفع العام
وأكدت الندوة ضرورة ايلاء مزيد من العناية للطفولة المشردة والمهمشة والمعاقة من خلال رصد مختلف الوسائل والامكانات لوضع برامج ومخططات عمل هادفة لادماجهم في محيطهم الاجتماعي والاقتصادي تجسيدا لمبدأ التكافل والتعاضد الذي تدعو اليه الشريعة الاسلامية السمحاء وحث وسائل الاعلام والاتصال على العناية بالبرامج الاعلامية الموجهة الى الاطفال واعادة النظر في برامج التكوين في المعاهد المتخصصة لتوفير اعلاميين محترفين ومدربين قادرين على تحقيق اكتفاء ذاتي من البرامج الموجهة الى الاطفال استنادا الى المرجعية الاسلامية القائمة على التسامح واحترام الاخر والتعاون وطالبت بتكثيف الجهود في مجال العناية بالطفل المسلم المقيم في المهجر من خلال العمل على ترسيخ القيم الاسلامية لديه والحفاظ على هويته الثقافية وتحصينه ضد الاثار السلبية للبيئة والمحيط وشجبت الممارسات غير الاخلاقية التي تطال الاطفال في فلسطين علي يد قوات الاحتلال الاسرائيلي وناشدت الهيئات والمنظمات الدولية اليونسكو واليونسيف منظمة الصحة العالمية التدخل من أجل حماية هؤلاء الاطفال وتأمين رعايتهم وايوائهم وغذائهم وتعليمهم وحقوقهم الكاملة.
وأوصت باصدار ملحق تكميلي لحقوق الطفل ضمن الاعلان الاسلامي لحقوق الانسان يبرز خصوصيات الطفولة وأحقيتها في نيل حقوقها كاملة في الرعاية والعناية والوفاء بحاجاتها المختلفة وبتحسين مستوى أداء المؤسسات والهيئات المتخصصة والعاملة في مجال الطفولة في العالم الاسلامي وتأكيد ضرورة تنسيق جهودها وتكثيف التعاون فيما بينها من خلال تبادل الخبرات وتعزيز اللقاءات وتوحيد الاهداف والاولويات.
وأهابت الندوة بالمنظمات الاقليمية والدولية المختصة بشؤون الطفولة إلى تعزيز التعاون فيما بينها ومد الدعم لتمكين الحكومات من تطوير برامجها الوطنية الهادفة الى تحسين الجوانب الصحية والثقافية والتربوية والاجتماعية للاطفال بها.