اظهر قرار مجلس ادارة المنطقة الحرة الاعلامية في مصر توجيه انذار الى قناة دريم التلفزيونية الخاصة التي يملكها رجل الاعمال المصري الدكتور أحمد بهجت .. تباينا شديدا ازاء خلفيات القرار تراوحت بين اعتباره خطوة وقائية و جزءا من العشوائية او عقابا لها بسبب برامجها السياسية.
وقرر المجلس خلال اجتماع طارئ توجيه انذار الى قناة دريم بسبب بثها برنامجا اثار حساسية شديدة في المجتمع المصري والعربي مشددا على اتخاذ اجراءات مشددة حيال القناة في حالة تكرار هذه الموضوعات الجادة والهادفة بأسلوب الاثارة.
وكانت مقدمة البرنامج الاعلامية هالة سرحان استضافت منتصف اكتوبر الماضي ، وعلى الهواء مباشرة، عددا من الاشخاص، بينهم رجل دين في الحلقة المذكورة وتلقت اتصالات هاتفية سببت نوعا من الاحراج نظرا لحساسية الموضوع المطروح بالنسبة للمجتمع المصري المحافظ.
وقال نبيل عبد الفتاح الباحث في مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية ان القرار لن يكون تراجعا عن حرية التعبير في مصر التي تعتبر ذلك جزءا من صورتها العربية والعالمية.
ورأى ان الانذار مجرد خطوة وقائية هدفها قطع الطريق امام انتقادات بعض النواب.
واتهم مجلس ادارة المدينة الاعلامية القناة بالخروج عن الاهداف التثقيفية والتربوية خلافا للضوابط التي اقرها مجلس الوزراء وميثاق الشرف الاعلامي لافتا الى وجوب عدم تكرار اذاعة هذه الحلقة.
واوضح المجلس انه بالرغم من اهمية الموضوع وجديته وخطورته الا ان اسلوب تناوله وادارة الحوار فيه خرج به من مصاف البرامج الجادة والهادفة الى برامج الاثارة التي لا تليق ولا تتفق مع قيم وعادات وتقاليد الاسرة والمجتمع المصري والعربي.
ومن جهته، قال نائب رئيس مركز الاهرام الباحث وحيد عبد المجيد ان القرار جزء من العشوائية التي تطبع الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية في مصر وتؤدي الى التهويل في امور عدة.. مستبعدا بشكل كلي تعميم القرار على وسائل اعلامية اخرى للحد من حرية التعبير قائلا انها مجرد حالة خاصة.
الا ان الصحافي العامل في المحطة ابراهيم عيسى قال ان السبب الحقيقي لا علاقة له بما قدمته هالة وانما بما ذكره الصحافي محمد حسنين هيكل بالنسبة لمحاولات توريث السلطة في مصر، من على شاشة دريم تي في، وشدد على اهمية البحث عن هيكل في هذه المسألة.
واضاف عيسى ان السلطة وجهت الانذار لسبب واحد هو ان القناة افسحت المجال امام اصوات سياسية تختلف احيانا او تعارض احيانا سياسات الحكومة المصرية.
وتابع ان هالة سرحان قدمت امورا عادية ولم تتجاوز حدود اللياقة والادب لكن ذلك ازعج بعض الفئات مشيرا الى انها قدمت في السابق برامج اكثر حرجا من الناحية الاجتماعية ولم ينبس احد بكلمة. فما معنى ذلك الان؟.
واوضح عيسى ان الحكومة ستكون محرجة اذا اقدمت على اغلاق القناة لانها تدعو الى تشجيع القنوات الخاصة فكيف تطالب بذلك ثم تقوم باغلاق واحدة منها؟ مؤكدا ان اغلاق القناة في حال حصوله سيكشف مدى هشاشة الدعاية السياسية المصرية امام الغرب والدول الديموقراطية لانهم يقدمون انفسهم كدعاة للحرية.
@ القاهرة ـ اليوم ـ أحمد بيومي