DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المدرسة الأولى بالأحساء

أهالي الأحساء ارتبطوا بالتعليم منذ زمن بعيد وأسر عريقة أسهمت في تطوره

المدرسة الأولى بالأحساء
المدرسة الأولى بالأحساء
عرف أهل الأحساء بحب العلم والتعلم للعلم فقد تميزت منطقتهم منذ القدم عن غيرها بأنها كانت تزخر بعدد كبير من علماء الدين والكتاتيب التي تجاوز عددها العشرين، و كان هدفهم الأول نشر العلم و تعليم "الصبيان" واستطاع هؤلاء المعلمون الأوائل من رجال الدعوة إثراء النشاط الثقافي والديني في المنطقة وخرَّجوا كثيرا من العلماء والقضاة اضطلعوا بدور كبير في نشر العلم بمختلف اتجاهاته فيما بعد . أسر عريقة ومن أشهر الأسر العلمية بالأحساء أسرة آل الشيخ مبارك وآل ملا وآل موسى وآل عمير وآل نعيم وغيرهم . وللتعليم الشبه نظامي بالأحساء قصة جميلة مشرقة تمتد إلى ماقبل عام 1019هـ تقريباً حيث كان طلاب العلم من الداخل والخارج يتنافسون حول حلق العلم التي يقيمها الشيوخ والعلماء في المساجد في مختلف أحياء وقرى الأحساء. ونظراً لكثرة الطلبة فكر الأهالي بإنشاء مدارس لها مقرات مستقلة وأوقفوا عليها المزارع والمساكن والأموال وقد أنشئت عدة مدارس كانت تعتمد في الصرف على ماتم إيقافه عليها ، ومن أهم تلك المدارس : 1- مدرسة القبة التي تأسست في حي الكوت عام 1019هـ 2- مدرسة الشلهوبية تأسست في حي الكوت عام 1183هـ 3- مدرسة الشهارنة تأسست في حي الرفعة عام 1200هـ 4- مدرسة الشريفة تأسست في حي الكوت عام 1305هـ 5- مدرسة القرين تأسست في حي الكوت عام 1312هـ أولى المدارس وقد اهتمت هذه المدارس بتدريس العلم الشريف وعلوم اللغة وهي مدارس شبه رسمية .وقد شهدت مدينة الأحساء ظهور المدارس النظامية أيام الوجود العثماني الثاني حيث أسست مدرسة الراشدية عام 1319هـ في وسط حي الكوت حيث بنيت بشكل مميز ظهر فيه الطرز المعمارية الجميلة على شكل مبنى منعزل حوله فناء يشابه المدارس الحديثة . وقد قتصر التعليم فيها على مبادئ القراءة والكتابة باللغة التركية وبعض العلوم الدينية والرياضية والاجتماعية ، على أبناء الأتراك والمقربين منهم . وبعد فتح الأحساء عام 1331هـ على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه أقفلت المدرسة الراشدية وفي عام 1343هـ قام الشيخ/حمد بن محمد النعيم بتأسيس مدرسة النجاح بحي النعيم بالنعاثل بالهفوف لتدريس أبناء أسرة الشيخ وجيرانه ، وبعد أن لمس الشيخ إقبال طلبة العلم على المدرسة فكر في توسيع المدرسة لتستوعب عددا أكبر من الطلاب وكان له ذلك بمساعدة من الشيخ عبدالله بن إبراهيم القصيبي الذي تبرع بمنزله الكائن في حي القرن بالهفوف بجوار دروازة القرن ليكون مقراً للمدرسة، وانتقل الشيخ حمد النعيم بطلابه البالغ عددهم 300 طالب إلى المبنى الجديد وقد انضم بعض الشيوخ لمساعدته في التدريس منهم الشيخ عبدالرحمن المزروع وتم تسجيل طلاب جدد بالمدرسة وكان من بين المدرسين في بيت النعيم الشيخ حمد الجاسر والشيخ عبدالله عبدالرحمن الملا والشيخ يوسف بن راشد المبارك والشيخ مشعان بن ناصر المنصور . وفي عام 1351هـ توفى الشيخ حمد النعيم رحمه الله وانفرط عقد المدرسة وحلت فترة ركود بالتعليم حتى عام 1356هـ حين أرسلت الحكومة محمد بن علي النحاس لافتتاح مدرسة في الأحساء وفي نفس العام تم افتتاح أول مدرسة حكومية نظامية بالأحساء عرفت باسم مدرسة الأحساء الأميرية واختير لها مبنى الحميدية الذي اشتهرت به والكائن بجوار سوق القيصرية في الهفوف والذي كان في الأصل داراً للبلدية في إبان الوجود العثماني وسجل فيها 40 طالباً وفي خلال عدة أسابيع بلغ عدد طلابها 160طالباً . جهد شعبي وفي عام 1358هـ تم تشكيل جهاز الشرطة في الأحساء فطلب الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي من المسؤولين عن المدرسة إخلاء مبنى الحميدية ليكون مقراً للشرطة فدخلت المدرسة أزمة البحث عن مقر وتبرع الشيخ محمد بن الشيخ حمد النعيم بمنزله لمدة عام ليكون مقراً للمدرسة . التبرع ونظراً لحماس الأهالي للعلم ورغبتهم في استمرار الدراسة بالمدرسة وبفضل جهود مدير المدرسة محمد النحاس الذي تمكن من جمع الأموال والمواد لبناء مدرسة رسمية حيث كان يزور الأهالي من منزل لآخر ويحثهم على التبرع لبناء المدرسة فتبرع الشيخ إبراهيم السبيعي بتقديم الأخشاب وتبرع آخرون بمبالغ نقدية بلغت 3200 ريال. وقد ساهمت البلدية بشراء بستان الشعيبي وخصصت قطعة منه لبناء المدرسة نظير أربعمائة ريال ومن هنا تمكن الأهالي من بناء مقر للمدرسة باسم مدرسة الأحساء الأميرية . مدرسة الأحساء الأميرية وشيدت المدرسة على هضبة أم الخبيصي التي كانت في الأصل بستاناً يملكه أحد أفراد أسرة الشعيبي اشتري منه لتقام عليه المدرسة ويقع في الجزء الشرقي من مركز مدينة الهفوف القديمة بحي النعاثل بالقرب من أسواق الأحساء الشهيرة مثل سوق الدهن وسوق اللحم وسوق الغنم وسوق التمر وسوق السويق وسوق الحراج وسوق الصيرفة وسوق القيصرية . افتتاح المدرسة وتم افتتاح المدرسة يوم الاثنين الموافق 11من شهر محرم من سنة 1360هـ تحت رعاية صاحب السمو الأميرسعود بن جلوي أمير الأحساء وبحضور صاحب السمو الأمير عبدالمحسن بن عبدالله بن جلوي نيابة عن الأمير سعود وقد حضر الافتتاح كوكبة من رجال العلم بالأحساء والأهالي بفرحة بالغة وسرور عظيم بمباركة من مدير المدرسة الجليل محمد بن علي النحاس الذي تمكن من إنشاء مبنى المدرسة كمقر دائم لها .وباسم مدرسة الأحساء الأميرية . الراتب 100 ريال وقد كان راتب مدير المدرسة (100ريال). وراتب وكيل المدرسة (60 ريالا ) . وراتب المدرس (30 ريالا ) . وراتب المستخدم ( 12 ريالا ) . وتظهر السجلات الرسمية أعداد المعلمين والطلاب والمستخدمين والصفوف لمدرسة الأحساء الأميرية منذ تأسيسها عام 1356هـ إلى عام 1374هـ بعد أن تم تغيير اسمها إلى مدرسة الهفوف الأولى ثم في عام 1388هـ تم تسميتها تخريج أول دفعة وقد تلقى طلاب المدرسة بداية علوم الدين وعلوم الحساب والرياضيات والعلوم التجارية وبعد الافتتاح عام 1360هـ التحق بالمدرسة عدد من الطلاب بالإضافة للطلاب المسجلين ما بين عام 1356هـ وحتى عام 1360هـ والذين درسوا في بيت النعيم ومدرسة الأحساء الأميرية . وقد تخرج أول فوج من المدرسة وعددهم 70طالباً سنة 1362هـ . وصف مبنى المدرسة وأقسامها : الطراز الإسلامي وشيد مدخل المدرسة الشرقي وفقاً لفن العمارة العربي الإسلامي بحيث يبرز عن الجدار الشرقي للمبنى باتجاه الشرق مشكلاً شرفة يرقى إليها الداخل عبر سلمي درج على جانبي المدخل ويتوج المدخل أربعة عقود اثنان مقابلان للباب المؤدي إلى داخل المدرسة يحملهما ثلاثة أعمدة والآخران متقابلان يعلوان نهاية درج المدخل من أعلى وتتخلل جدران المبنى الخارجي من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية نوافذ كبيرة مستطيلة الشكل تطل من خلالها غرف المبنى على الشارع. يتوسط المبنى من الداخل فناء جميل مربع الشكل تقريباً تحيط به من الجهات الأربع أروقة تحملها عقود نصف دائرية تتوج صفوف الأعمدة المطلة على الفناء بحيث تبرز فنون العمارة المحلية المستقاة من فنون العمارة العربية والإسلامية .ويوجد بهذه الأروقة عدة أبواب تنفذ من خلالها إلى قاعات الدراسة التي بدورها تطل نوافذها على الشارعين الشمالي والجنوبي . ويظهر للداخل إلى المدرسة عبر بابها الرئيس على جانبي المدخل مباشرة غرفتان متقابلتان إحداهما شمالية والأخرى جنوبية ، وكان يشغل هاتين الغرفتين طلاب السنوات (الخامسة ، والسادسة) وبعد هاتين الغرفتين توجد قاعتان كبيرتان متقابلتان إحداهما شمالية مخصصة لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة وجنوبية مخصصة للرسم . وفي مواجهة كل قاعة مدخل فسيح وكانت القاعة التي في الجهة الشمالية تستخدم لمحاضرات وندوات أعضاء هيئة تدريس المدرسة ويلي القاعتين غرفتان متقابلتان إحداهما شمالية وبها مكتب مدير المدرسة والأخرى جنوبية وبها مكاتب إدارة المدرسة وبمحاذاة بابي مكاتب الإدارة يوجد مقعدان مستطيلان متقابلان بالممر وهونفسه المؤدي إلى فناء المدرسة .كما أضيف لاحقاً لمبنى المدرسة دور علوي على المدخل والغرف الجانبية. وكانت تزين حيطان الصفوف المتقدمة مثل الصف الخامس والسادس خريطة أو أكثر من خرائط القارات السبع لأغراض تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا . وتقع دورات المياه بالجهة الغربية من المدرسة وأمامها ساحة واسعة مكشوفة ويذكر محمد علي أسدالله الكاظمي الذي زار المدرسة حينما كان في رحلة استجمام في الأحساء في عام 1360هـ أن مبنى مدرسة الأحساء الابتدائية مشابه لمبنى المدرسة المباركية بالكويت . معلمون بارزون ومن أبرز مدرسي المدرسة : حمد الجاسر ، عبدالله بن عبدالرحمن الملا ، يوسف بن راشد المبارك ، عبدالرحمن بن محمد القاضي ، عبداللطيف بن عبدالعزيز المبارك ، عبدالله بن عبدالرحمن الباز ، حمد بن عبدالرحمن العمر ، عبدالله بن محمد بونهية ، السيد محمد الخليفة ، محمد بن عبدالرحمن الطويل النعيم ، عبدالجليل بن علي الحلبي ، عبدالقدير عنبر ، عبدالمحسن بن حمد المنقور ، عبدالعزيز بن منصور التركي ، عبدالرحمن بن إبراهيم الحقيل ، محمد بن جنيدل ، محمد علي النحاس ، إبراهيم الحسيني ، محمد بن عبدالهادي العبدالهادي ، عبدالله بن عبدالرحمن المبارك ، عبدالله بن علي المبارك ، عثمان المعارك ، عبداللطيف بن عبدالله بودي ، ومحمد بن عبدالعزيز الجيبان . أهم الشخصيات ومن أهم الشخصيات التي درست بالمدرسة : من الأمراء : خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود ، سعد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود ، عبدالعزيز بن عبدالله بن جلوي ، عبدالعزيز بن سعود بن جلوي ، فيصل بن فهد بن جلوي ، ومحمد بن فهد بن جلوي . ومن الوزراء ومن في مرتبتهم : محمد بن عبدالعزيز بن زرعة ، محمد بن عبداللطيف بن محمد آل ملحم ، عبدالعزيز بن عبدالله السالم ، حسن بن مشاري الحسين ، وعبدالله بن محمد بن عبدالرحمن العمران. ومن وكلاء الوزارات ومن في مرتبتهم : صالح بن عبدالعزيز السالم ، محمد بن عبدالرحمن الباز ، أحمد بن عبدالرحمن المانع ، عبداللطيف العجاجي ، صالح بن عبدالرحمن المزروع ، عبدالرحمن بن عبدالله الوهيبي ، وعبدالمحسن بن حمد المنقور.
تاريخ حافل لتعليم الأحساء
أخبار متعلقة