نحتاج بين الفينة والأخرى لما يمنحنا حاجة روحية تعطينا الاستقرار النفسي والعودة إلى الذات ومحاسبتها وأطرها على الحق ، والعودة بهذه النفس إلى حياض لا يُملّ الجلوس بقربها ، فتزداد النفس صفاءً والروح شفافية والقلب إيمانا وتدمع العين من التفريط فتغسل هموماً وتجلو أحزاناً . روحانية شهر رمضان نلمسها في كل ما حولنا . كل النفوس .. أو أغلبها .. تعود إلى الفطرة أو تقترب منها فيه .
لشهر رمضان مهابة في النفس مهما كان طيشها ، فنرى الكثير وقد راجع نفسه مراراً وحاسبها تكراراً وسارع بها إلى الخير وحرص عليه .
ولكن السؤال هنا: لم رمضان بالذات ؟
لا نشك في فضل هذا الشهر وعظمته وتضاعف الأجر فيه ، لا سيما أن ربنا عز وجل استأثر بعبادة الصوم لنفسه ، فقال عز من قائل في حديث قدسي : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )) ولكن لنقف سوياً ولنسأل أنفسنا في محاولة للفهم : لمَ رمضان ؟
أليس رب رمضان هو رب غيره من أشهر السنة ؟ لمَ نمنع أنفسنا ونقيدها ونحاسبها في رمضان ، ثم نطلق لها العنان بعد رحيله ؟؟!!
(( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ... ))
هلاّ صمناه إيمانا بوجوبه ، واحتسبنا ما نمنع أنفسنا عنه فيه عند الله عز وجل الذي لا تنفد خزائنه ، والذي سيكرمنا بخير مما تركنا لوجهه الكريم في رمضان وفي غير رمضان ؟
هلاّ جعلنا دهرنا كله رمضان لترك شيءٍ أكبر من الطعام والشراب ؟
هلاّ عمرنا قلوبنا بروحانية رمضان بدلا من عمار بطوننا بوجباته ؟!!
وقفة : ==1==
إيه يا نفس إلى الله أنيبي ثم توبي ==0==
==0==وإذا خاطبك شيطاني بإثم لا تجيبي==2==