DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أقلام

أقلام

أقلام
أخبار متعلقة
 
بينما كان الجمل يقف فوق تلة رملية وسط الصحراء, منتظرا اصدقاءه، رأى شريطا براقا عبر رمال الصحراء يضرب لونه الى السواد.. فتساءل في قرارة نفسه: ما هذا يا ترى؟ وبعد ان وصل اصدقاؤه .. اشار الى الخط الاسود البراق.. وصاح احدهم قائلا: اننا نعرف ذلك.. انها طريق معبدة. فاستفسر الجمل الذي سمع هذا الاسم للمرة الاولى وقال: ما معنى طريق؟ فأجابـــــه : الطريق هي شارع معبد تسير فوقه السيارات والشاحنات للتنقل من مكان الى آخر, لانها لا تستطيع السير فوق الرمال بسهولة كي لاتغرز عجلاتها في الرمل, تذكر مشهدا كان قد رآه من قبل وهز برأسه وقال: م م م م,, لقد رأيت سيارات غرزت عجلاتها في الرمال وكانت عجلاتها تدور في الرمل ولا تبارح مكانها, وكانت الرمال تنتشر بكثافة حولها وكان من بداخلها من الركاب يضطرون للنزول منها ودفعها, بعد ذلك وقـرروا المضي قدما لفحص الطريق عن قرب, وبعد ان اقتربوا من الطريق ازداد صوت الضجيج القادم منها وسمعوا هديرا مزعجا, فتوقف الذي لم تعجبه هذه الضجة ولم يشأ ان يقترب اكثر من الطريق, خاصة ان الرائحة المنبعثة من مرور السيارات والشاحنات على هذا الطريق لم ترقه. وبينما كان الاصدقاء الثلاثة يقفون ويراقبون المشهد باهتمام بالغ, واذ بسيارة تخرج عن مسارها وتدخل في الرمال مندفعة نحو قمة تل رملي صغير على قارعة الطريق ثم اختفت, وبعد لحظات سمع الاصدقاء الثلاثة هدير محرك السيارة فقال الجمل : هذه ضجة غريبة, دعونا نذهب لكي نرى ماذا يحدث, وبينما وقفوا فــوق التــلة الرملـية ليعــرفوا مصدر الضجة وقعت اعينهم على مشهد غريب.. انها السيارة التي غرزت في رمال الصحراء, وكلما ازدادت محاولات الركاب باخراجها من الرمل, كانت العجلات تزداد عمقا في الرمال, وازداد الجو غبارا بسبب انتشار الرمال الناتجة عن دوران العجلات في مكانها, فقالت الناقة: ماذا نفعل لمساعدة هؤلاء الناس؟ فأجاب الجمل: لقد رأينا في الطريق اثناء قدومنا الى هذا المكان شجرة نخيل, فاذا احضرنا بعضا من سعفها ووضعناه اسفل عجلات السيارة فلربما تخرج من مكانها الذي غرزت فيه, فقال الآخر: هذه فكرة جيدة هيا بنا جميعا, هرع الجمال بسرعة لاحضار سعف النخيل واحضروا ملء ذراعهم من السعف, حملها على ظهره, في تلك الاثناء ظهر الانزعاج على وجوه الاشخاص الذين كانوا يستقلون السيارة وتمنوا لو انهم لم يخرجوا عن الطريق المعبد ليسيروا في الرمال, قالوا لسائق السيارة ما سيفعلانه بسعف النخيل. وبدفعة قوية مع ركاب السيارة, خرجت السيارة من المكان الذي غرزت فيه, فابتهج ركاب السيارة وعبروا عن شكرهم واتجهوا عائدين الى الطريق الاسود البراق. وفي النهاية قال الجمل معلقا على ما حدث: اعتقد ان السيارات صنعت لتسير على الطريق, وان الجمال خلقت لتسير في الصحراء فهي لا تغرز في الرمال.