الزيارة التفقدية التي جاءت بتوصية وتوجيه من قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين، حيث اطلع عبرها سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز في بعض احياء الرياض القديمة مساء الاربعاء الفائت على اوضاع المحتاجين والمعوزين تؤكد التزام القيادة الرشيدة بمبدئين اساسيين من مبادئها القويمة التي وضعها موحد هذه الامة على الكتاب والسنة يتمحور الاول في ترسيخ مفاهيم التلاحم المنشود بين الحاكم والمحكوم في هذا الوطن، وهي مفاهيم تبرز بين حين وحين في مثل هذه اللقاءات المباشرة والعفوية التي تتم بين القيادة والمواطنين لتلمس هموم ابناء هذه الامة ومشاكلهم والوقوف عليها عن كثب وايجاد انسب وامثل الحلول لمعالجتها، وقد أدت هذه اللقاءات والحوارات المباشرة أهدافها المنشودة بفضل الله وحمده، اما المبدأ الآخر فيكمن في سعي القيادة الرشيدة لترجمة مفاهيم التكافل الاجتماعي الى واقع حي يمكن رؤيته بعيون مجردة، فتلك مفاهيم تحث تعاليم العقيدة الاسلامية السمحة التي تتخذ منها المملكة منهجا وحيدا لتحكيمه في كل أمر وشأن على بلورة أهدافها وغاياتها السامية الكبرى بين صفوف المجتمعات الاسلامية، وثمة عينة من البشر لايلجأون الى السؤال تعففا كما جاء في محكم التنزيل الشريف: (للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لايستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس الحافا وماتنفقوا من خير فان الله به عليم).
فهؤلاء هم الذين زارهم عبدالله بن عبدالعزيز في مساكنهم المتواضعة لدراسة احوالهم والوقوف على اوضاعهم، فالواجب الذي يمليه الاسلام على كل مقتدر في هذا الوطن هو الوقوف الى جانب هؤلاء ومساعدتهم للوصول الى غايات وأهداف التكافل المنشود, وهنا يتحقق قول رب العزة والجلال في اولئك المقتدرين: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
