هذه واحدة من نساء كثيرات ابتلي بهن المجتمع العربي المسلم، لما يحملنه من افكار خاطئة ادت الى التجديف في الدين، ومناصبة العداء لبعض القيم، ورفض مواقف الجنس الآخر ـ اي الرجل ـ حتى وان كانت تؤدي الى مصلحة المرأة، ومثل هذه المرأة وبال على نفسها وعلى اسرتها وعلى مجتمعها وأمتها. والمرأة التي تكره الرجال كالرجل الذي يكره النساء كلاهما شاذ يحتاج الى علاج، فهذه الكراهية نغمة شاذةفي ايقاع الحياة المتناغم بين طرفين اراد الله لهما الحياة في طمأنينة وسلام. لكن الأصوات النشاز تأبى ان تسير الحياة وفق الإرادة الإلهية، عندئذ تكون تلك الاصوات صدى لنداء الشيطان بتدمير الحياة، بعد ملئها بالمنغصات والأحقاد والنيات السيئة.
لقد تعاون الرجل والمرأة في بناء الأسرة السعيدة والمجتمع المتماسك والامة العظيمة. فكيف نتصور ان الرجل ينسى هذه الحقائق، وهل اذا نسيها رجل بمفرده يمكن ان يقال ان كل الرجال هم كذلك؟ وفي المقابل هل يمكن القول: ان جميع النساء سيئات السمعة لان امرأة واحدة سيئة السمعة؟
الرضا بهذا القياس الظالم يعني وجود خلل في فهمنا للامور، وكتابات السعداوي ومن شابهها من الكاتبات تنضح بالعداء السافر للرجل والمرأة في الوقت نفسه، فهي مهما حاولت الانتصار للمرأة عن طريق ادانة الرجل، فإنما تسيء الى بنات جنسها ممن يجدن في الرجل سندا لا تجمل الحياة الا به، كما يرى هو ان الحياة لا تجمل الا بالمرأة الصالحة الخالية من العقد.
ومن المؤسف أن تقودنا بعض المواقف الى حكم نوصد دون غيره الابواب، ونتبناه الى آخر العمر، مع أن للحياة أوجهها المشرقة، وجوانبها المضيئة. وما أكثر سقطات نوال السعداوي ومثيلاتها من الكاتبات المعقدات.
ولله في خلقه شؤون.