وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني كلمة للمواطنين في المملكة العربية السعودية ولجميع المسلمين في كل مكان بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك .
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بالقائها عبر الاذاعة والتلفاز معالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أيها المواطنون.. أيها الاخوة المسلمون.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد يسرنا أن نهنئكم بهذا اليوم الاغر يوم عيد الفطر المبارك حامدين الله عز وجل وشاكرين له نعمه وآلاءه التي لاتعد ولا تحصى ومنها أن من علينا بصيام شهر رمضان وقيامه وأن بلغنا هذا العيد المبارك فلجميع اخواننا المسلمين منا التهنئة على ذلك راجين أن يتقبل الله منا ومنهم صالح الاعمال وأن يعيده على الامة الاسلامية وهي في عزة ومنعة وأمن وسلام .
أيها الاخوة..
لقد هدانا الله الى الاسلام دينه القويم وصراطه المستقيم وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وهذا يلقي علينا جميعا مسؤولية جسيمة فديننا دين رحمة للعالمين ومصدر رخاء للبشرية جمعاء جاء تكريما لبني آدم فنهى عن الافساد والبغي والعدوان فعلينا أن نكون لذلك من الدعاة بالاستقامة على نهج هذا الدين والتمسك بتعاليمه والاتصاف بالحكمة والتحلي بمحاسن الاخلاق والبعد عن مساوئها ليكون الانسان المسلم قدوة حسنة للاخرين ومثالا يحتذى بين العالمين .
أيها الاخوة . .
لقد اتجهتم خلال شهر رمضان الكريم الى الله عز وجل بأبصار خاشعة وقلوب ملؤها الايمان طالبين رحمته ورضوانه وانا لنرجو أن يكون هذا العيد منطلقا لمن وفقه الله عز وجل للعمل الصالح في ان يستزيد منه وأن يتدارك المقصر عوامل التقصير ومسبباته بالتوبة النصوح والعودة الى المنهج الصحيح فما أحوج الامة الاسلامية أن تجعل هذه المناسبة وقفة مراجعة للنفس ومحاسبة لها ولحظة تذكر واستذكار وتقييم للاحوال والاوضاع فما اتفق منها مع مبادىء الدين تمسكت به وما خالف ذلك نبذته وابتعدت عنه واستبدلت به ما هو خير وأجدى .
أيها الاخوة . .
ان الاحتفال بهذا العيد المبارك مدعاة للاستزادة من الخير بالتواصل والتراحم بين المسلمين والسعي لما فيه خيرهم والعمل على درء الشر عنهم والاهتمام بقضاياهم المصيرية ومن أهمها قضية فلسطين حيث المسجد الاقصى أولى القبلتين ولقد سعينا جهدنا ـ وما زلنا ـ لاحلال السلام وتوجت هذه المساعي بمبادرة السلام التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية الى القمة العربية ببيروت في هذا العام وأقرتها القمة فصارت خطة سلام عربية وانا لنأمل من المجتمع الدولي الوقوف مع مساعي السلام الحميدة والعمل على تطبيقها ليسود السلام ويتم الاستقرار في اطار سلام عادل شامل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويكفل استعادة جميع الاراضي العربية المحتلة ويحقق لشعوب المنطقة الامن والاستقرار كما أننا نأمل في أن تكون عودة المفتشين الدوليين الى العراق فاتحة أمن وسلام يجنب العراق وشعبه العزيز والمنطقة المخاطر والاضرار .
أيها الاخوة ..
في هذه المناسبة المباركة نوصي أنفسنا واخواننا المسلمين بالحرص على الالتزام بتعاليم الاسلام السمحة في سائر التصرفات وان نعيش في هذا العالم مدركين لواجباتنا واعين لمسؤولياتنا وأن نبرز الصورة الحقيقية لهذا الدين العظيم دين الرحمة والتسامح والسلام والذي يصون النفس البشرية ويحرم الاعتداء على الناس وارهاربهم ويحث على عمارة الكون.
وفي الختام نكرر التهنئة بهذا العيد المبارك سائلين الله عز وجل أن يجعله عيدا سعيدا مكللا بسوابغ النعم وأن يجنب الامة الاسلامية الشرور والفتن ويعيد هذا العيد عليها وهي مجتمعة على الخير تعيش في وفاق ووئام في مجتمع دولي يسوده السلم ويعمه الاستقرار ويكتنفه العدل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.