كما هو الحال في كل عيد من اعياد هذا الزمن تنثال على الخاطر هواجس القلق والخوف, وعدم الاطمئنان, فما وصل اليه حال الامة من التردي في الاوضاع السياسية والاقتصادية, وما يؤدي اليه ذلك من نتائج تمتد آثارها السلبية لتشمل جميع مظاهر الحياة, في المجتمعات العربية والاسلامية.
ورغم كل الجهود التي يبذلها المخلصون من ابناء هذه الامة, الا ان هذه الجهود, تقابل بالجحود من قبل من اصبحوا لعبة في ايدي الاجنبي, ينفذون باسم الشعارات المزيفة مخططاته الجهنمية, ويرتكبون باسم الاسلام الجرائم الشنيعة, يعبثون بمقدرات شعوبهم, ويسلبون ارادة هذه الشعوب, ويسوقونها كالانعام لتنفيذ مخططات تخدم اعداء الامة, وتؤدي الى النتيجة نفسها التي يريدها اولئك الاعداء, وفي مقدمتها اثارة الفتنة, والشقاق, في صفوف هذه الامة, لتظل في مؤخرة الركب الحضاري في عصر لايعترف بالضعفاء, مما يدعو الى التحسر على زمن البراءة, يوم كان الهم العربي تحاصره يقظة واعية بالاخطار التي تواجه الامة, وعملا نضاليا فريدا يقف كالسد المنيع امام الاطماع الاجنبية, ويوم ان كان الشغل الشاغل للمسلمين هو الجهاد في سبيل الله لاستعادة ما اغتصب من اراضيهم, وتوحيد اشلاء الوطن ـ الممزق ـ تحت راية التوحيد والبناء.
لكن كما ينبت الطفح الخبيث في الجسد... ظهرت على جسد الامة نوازع الطغيان لدى من باعوا انفسهم للشيطان, فاعتدوا على الجيران, وزجوا بالامة في متاهات الحروب وذيولها الطويلة الامد, فاذا الاسلام في نظرهم لعبة سياسية يمكن ان تستغل لتحقيق مكاسب, وما اتعسها من مكاسب, هي الهاء الشعوب عن ادراك واقعها المرير, واثارة الفتنة النائمة التي لايوقظها سوى شيطان اخرس.
فهل يدفعنا العيد للتأمل والعمل؟ ام نظل نجتر امجاد الماضي التليد ونبقى عالة على ماتركه السلف الصالح من جليل الاعمال؟ متى نكون خير خلف لخير سلف.. لتكون اعيادنا مليئة بالفرح والبهجة والسعادة؟