أحقا وصل رجال بعض الدول الاسلامية الى درجة من السفاهة بحيث اصبحوا مقتنعين لمخططات تهدف الى تشتيت كياناتهم وبعثرتها شذر مذر؟
ام ان عدم الاخذ بنظام الانتخابات الديموقراطية هي السبب الحقيقي وراء النزاعات الطاحنة بين الشعوب؟
وهل حقا ان تلك الدول نزعت مقومات السيادة الوطنية فاصبحت تسير من بعد وتملى قراراتها كيفما شاءت البيوت انى كانت صبغتها؟
على اي حال، ان الناظر لواقع بعض الدول الاسلامية وما يدور في كياناتها من حروب اهلية ونزاعات طاحنة منذ عقود طويلة بين رجالاتها تتفاوت حدة درجاتها من قطر لآخر ليندى له الجبين بخاصة ما يجري في دول كأمثال الصومال والجزائر واندونيسيا وافغانستان والعراق.
وما كنا نستبشر بهدوء جبهة حتى تظهر مخططات لزيادة فتيل توترات في مواقع اخرى من العالم الاسلامي؟
فمن الجهات الداعمة والمستفيدة لجعل بعض تلك الدول تعيش حياة الموتى صبح مساء؟
وألم يأن الاوان للتغلب على مثل تلك الاوضاع الشاذة في الخريطة الدولية لكي تنفض عنها شبح الموت والدمار والهدر الاقتصادي والثقافي؟
ومن الضحايا الحقيقيون لكل ذلك أهم اركان الحرب ام الشعوب المغلوبة على امرها والتي بعثرت هي الاخرى بين جنبات العالم الحر في قطبه الشمالي تبحث عن كسرة عيش ومأوى آمن؟
أليس فيها رجال عاقلون من اهل الحل والربط يرجعون المياه الى جداولها الحقيقية بحيث ترد امور النزاعات والتوترات الى الله ورسوله احقاقا لقول الكريم سبحانه: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله).؟
ام ان مصيبتنا الحقيقية ليست هي فقط السعي وراء الكراسي المبهرجة وانما رفض بعضنا شاءوا ام ابوا للسنة الالهية في ايجاد السلم بين الشعوب خوفا على مصالحهم المكتسبة من غير وجه حق؟
اننا كشعوب في العالم الاسلامي انقسمنا الى جبهتين:
الاولى: تنفخ في كير اسود مبيت لها في اوكار فاسدة غير عابئة بما يجري لها ولا تتوقع لها حلا او سلما في المنظور القريب. والثانية يتم تهيئتها في مطابخ سريعة التحضير بحيث يتم ادراجها حسب الاولوية تنتظر نفس الادوار ولكن بوصفات اخرى ورسوم كاريكاتيرية متبادلة.
فهل نزعنا الكرامة والعقل والمروءة لنكون دمى حقيقية بين احضان الشرق والغرب يتجاذبون اللهو بنا يمنة ويسرة غير عابئين بحاضرنا ومستقبل ابنائنا؟
وهل اطبق جفن النوم الذهني قبل الحسي كأهل الكهف على عيون يعتقد انها مبصرة لكي نرضى بمثل تلك الاوضاع التي لاترضي العاقل قبل الجاهل؟
الى متى ونحن نبكي في العالم الاسلامي؟
والى متى ونساؤنا ترمل واطفالنا يغتالون ومقدراتنا تسلب؟
متى ينتهي هذا المسلسل المقيت الذي تدور كل حلقاته في بلاد يذكر فيها اسم الله عشية وضحاها؟
فممن يأتي الحل؟ أمن مجلس الامن؟ ام من عصبة الامم؟ ام من لجان التفتيش؟ ام من جيوش فض النزاع؟
ان حل نزاعاتنا الكامنة في طبقات ارحامنا السبعة لن يتأتى ـ بالله ـ لا من الشرق او من الغرب لانهم سيزيدون الطين بلة والرماد سعيرا وهياجا.
اننا نخاطب الشعوب الاسلامية لكي تحكم شرع الله وسنة نبيها في نفسها بادئ ذي بدء لان ما سواهما سراب لن يتحقق، ومرض لا يرجى برؤه، ومن بعد ذلك تكون لها السيادة والقيادة والريادة واما ما عداه فألف كلا، فاختاروا لأنفسكم، وحكموا عقلاءكم، واسترشدوا بسنن من قبلكم، تعيشوا من غير مقاطعة، معتمدين على انفسكم، منتجين عاملين، فهل هذا هو الحلم الاسلامي والعربي؟