اعلن وزير الخارجية الامريكي كولن باول أمس الخميس عن برنامج خصص له 29 مليون دولار للمساعدة على اقرار اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في العالم العربي "بحسب الرؤية الأمريكية" والسعي الى تحسين صورة الولايات المتحدة في هذه البلدان. ويحمل هذا البرنامج اسم "مبادرة من اجل شراكة امريكية ـ شرق اوسطية" ويهدف الى "وضع الولايات المتحدة بقوة الى جانب التغيير والاصلاح والى جانب مستقبل حداثة في الشرق الاوسط".
واضاف في خطاب القاه امام مركز (هريتاج فوندايشن) للتحليلات السياسية في واشنطن ان هذه المبادرة ستتركز على ثلاثة اعمدة اساسية هي الاصلاحات الاقتصادية، والانفتاح السياسي والاجتماعي خصوصا بالنسبة الى النساء واخيرا التربية، داعيا الدول العربية الى الانفتاح سياسيا قائلا ان الكثير من سكان الشرق الاوسط لايزالون محكومين من انظمة مغلقة. وتابع ان مشاركة سياسية متنامية تتطلب تعزيز المؤسسات المدنية التي تحمي حقوق الافراد وتقدم امكانية للمشاركة في الحياة العامة، موضحا ان هذه المبادرة ستقدم الدعم الى مواطني هذه المنطقة الذين يريدون اسماع صوتهم على المستوى السياسي. وأفصح عن ان المبلغ المرصود 29 مليون دولار ليس سوى بداية وانه سيطالب بزيادة هذا المبلغ العام المقبل. واعتبر ان هذا المبلغ يضاف الى المساعدة الاقتصادية الامريكية الحالية للدول العربية التي تصل الى مليار دولار. على الصعيد الاقتصادي اعلن باول ان واشنطن تريد اندماجا افضل للدول العربية في التجارة العالمية مذكرا بأن حصة الدول العربية من الصادرات العالمية لا تمثل حاليا سوى واحد بالمائة اذا وضعنا النفط جانبا. وستعمل الولايات المتحدة ايضا على تقديم دعم تقني الى الدول العربية التي تريد الانضمام الى منظمة التجارة العالمية. ويهدف هذا المشروع الى تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم العربي في ظل الدعم الامريكي المطلق لاسرائيل. وكان الاعلان عن هذا المشروع قد ارجىء مرتين خلال الاشهر القليلة الماضية ربما بسبب الملف العراقي.