عزيزي رئيس التحرير..
إن مسيرة العمل الخيري او الأنشطة الخيرية التي تقوم بها المؤسسات الخيرية بالمملكة تتميز بالعمق في المفهوم والطرح وإن كان التفعيل يعيش حالات من المد والجزر بسبب بعض المسببات التي قد يطول شرحها في هذا المقام.
فإنك تجد ولاة الأمر في هذه البلاد دائما ما يقفون في مقدمة العمل الخيري بالدعم المعنوي والمادي ولطالما تقدموا صفوف المتبرعين في العطاء والبذل.
ثم أتت زيارة الأمير عبدالله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ ليحدد ويضع حجر الأساس لمفهوم التلاحم بين أفراد المجتمع وإعادة التعايش وتعرية التمايز بيننا.
لذلك أصبحت المسئولية التي تقوم بها وزارة العمل والشئون الاجتماعية وكذلك دور الجمعيات الخيرية مسئولية مختلفة, وتعد زيارة الأمير التاريخية هي التي فتحت لهذه المؤسسات ميادين فسيحة وواسعة وارتفعت ميزانيتها المعنوية بأكبر دعم وتبرع معنوي تتمناه أي وزارة أو مؤسسة أخرى.
وإنني من هذا المنبر الصحفي أرفع للوزير النشيط الدكتور / علي بن ابراهيم النملة أربعة محاور رئيسية ( في نظري) قد تكون من اهم ما تحتاجه مسيرة الجمعيات الخيرية بالمملكة:
أولا: تنمية وتدريب الموارد البشرية في قطاع العاملين في العمل الخيري أو الاجتماعي خصوصا الإدارات الوسطى والعاملين في الصفوف الأمامية وإعادة وتوحيد الهياكل الإدارية في الجمعيات الخيرية ودعم الوظائف بمراتب لا تقل بدرجاتها عن الوزارات الأخرى الفعالة.
ثانيا: إلزام الجمعيات بتأسيس مشاريع اقتصادية ذات عائد مادي ثابت لا يقل عن 50% من إجمالي المصروفات السنوية لهذه الجمعيات عن طريق تشجيع المساهمات في إنشاء الأوقاف الخيرية.
ثالثا: عدم الاقتصار على دعم المحتاجين الدعم المادي أو الغذائي فقط بل يجب تفعيل مراكز الدراسات الاجتماعية بدارسة أوضاع الأسر المحتاجة وطرح برامج اجتماعية يكون الهدف منها وضع نهاية للحالة الراهنة لكل أسرة ولكي يرتفع المستوى المعيشي لها فوق خط الفقر.
رابعا: إنشاء مراكز للتنسيق بين الجمعيات الخيرية في كل منطقة ومتابعة المحتاجين جغرافيا وتوزيع المحتاجين بين هذه الجمعيات لكي تشمل الخدمة كافة المحتاجين في المنطقة عن طريق الربط الآلي.
ومن ثم يأتي دور المتبرعين ممن أنعم الله عليهم من فضله ألا وهو المشاركة الفعلية مع هذه الجمعيات فيجب على كل فرد ممن قد من الله عليه برزق أن لا ينسى إخوانا له في الدين والجوار قد ابتلاهم الله ليختبره فيم أنفق ماله؟.
وعلهيم بزيارة هذه الجمعيات ولو مرة واحدة في السنة ليقدموا الدعم المعنوي لها فإني بصفتي أحد المنتسبين الى هذه الجمعيات تغمرني وزملائي فرحة غامرة عند زيارة أي متبرع الى مقر هذه الجمعية ليقدم كلمة تشد من أزر الموظفين وتعينهم للقيام بعملهم وإسداء التوجيه لهم , وعدم الاقتصار الى إرسال الزكاة عن طريق البنك أو غيره. وليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لنا فقد كان يمسح رأس اليتيم ويقوم على قضاء حاجة الفقير.
وكان عمر رضي الله عنه يحمل الدقيق والسمن على ظهره ليوصله الى الأرامل.
وهاهو صاحب السمو أميرنا يدخل بيوت المحتاجين والفقراء ليسمع منهم ويخفف عنهم ويأمر وزراءه بالقيام على مصالحهم.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا للوصول الى تحقيق مفهوم التكافل الاجتماعي.
@@ عبد الرحمن محمد الملا مساعد مدير فرع جمعية البر بالخبر مبرة الإحسان الخيرية