ثماني ساعات وقوفا واحيانا تصل الى تسع ساعات.. واستقبال كافة انواع البشر وقلق مستمر وقت الحضور والانصراف وربط اولياء امورنا والتزامهم بمواعيد دوامنا ذهابا وايابا اربع مرات يوميا وكل هذا براتب يقل عن 1500 ريال عدا الضغوط النفسية التي تتعرض لها موظفة الاستقبال والتي لاتعوض بمال تصل الى حد هدر الكرامة في سبيل لقمة العيش هذا هو لسان حال (افتخار اليامي) موظفة استقبال في مستشفى اهلي وبراتب 1000 ريال فقط تقول: المستشفى الذي اعمل به لديه دخل كبير جدا لانه واسع التخصصات واطباؤه مشهورون والضغط كبير علي مقابل راتب لا يتعدى 1000 ريال شهريا وقد وعدني المدير بعد مرور عام سيبدأ برفع راتبي مائة ريال كل شهر وكان يمن علي بهذا وكأنني عاملة في قسم التنظيف ولست من ابناء وطنه فماذا عساي ان افعل سوى ان استمر واحتسب امري الى الله لحاجتي الملحة لهذا المبلغ الزهيد.
معاكسات
وتشكو مرام ناصر من ضعف راتبها وتحكي انها بدأت هذه الوظيفة بنصف المبلغ 1500 ريال رغم صعوبة العمل لكونه على فترتين تصلان الى تسع ساعات ونحن طوال الوقت واقفات نقابل حالات مختلفة من الناس والبعض يعاملنا بعصبية زائدة تصل الى حد الاهانة عدا المعاكسات المستمرة من الشباب وحتى من موظفي المستشفى وان شكونا ننتظر الفصل وكأننا نحن المذنبات والمخطئات.
راتب زهيد
وتشاركها الرأي (نورة العنزي) وتصف الوظيفة بانها شر لابد منه فالدوام مرهق والمعاملة مزرية للغاية من رؤساء العمل وحتى من الناس فكثيرا منهم يتسببون لنا بالمشاكل فاما ان تكوني على هواهم او تهددي بالفصل وبخصم من الراتب الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.
وتستنكر عائشة ما يتعرض له بعض موظفات الاستقبال من عنف وظيفي يهوي بهن في غياهب الهوان من قبل الرؤساء المتسلطين والمنزوع من قلوبهم الرحمة حيث استحوذ عليهم الشيطان بما يمارسونه نحو تلك العاملات المغلوبات على امرهن بقسوة المعاملة التي تصل للقهر والتطفيش وكذلك التهميش متخذين نهج حكم القوي على الضعيف.
استغلال ظروف
الى جانبها (ابتسام) تتمنى من الجهات المختصة الموكلة اليها حماية من يتعرض من الموظفات لمثل تلك الاساليب الظالمة واستغلال ظروف الفتاة والوقوف بحزم ازاء من يؤذي الآخرين بسلاح استخدام السلطة بغير وجه حق والترفع عن ممارسة الظلم فسبحان القائل جل وعلا (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) وتضيف: كلامي هذا من واقع ملموس مورس على ابنتي التي جنت من تلك الوظيفة القهر والاذلال وتحملت من اجل الحاجة.
تعب
وتتعجب فاطمة خالد من ان تكون موظفة سعودية تتقاضى 800 ريال في الشهر حالها كحال العاملة الاجنبية وهي التي تترك اسرتها وتتجنب العلاقات الاجتماعية والمناسبات المتعددة خاصة في موسم الاجازة الصيفية والوقوف صباحا ومساء متحملة كل انواع التعب الجسمي والعضلي والنفسي وقد لاتنال التقدير والاحترام من قبل الآخرين.
تطفيش
وتلتقط زميلتها ميس اطراف الحديث عن هموم موظفة الاستقبال بالقول: نشعر اننا حوصرنا في هذا المستشفى فمن البيت الى المستشفى والمستشفى الى البيت حتى يوم الاجازة يطلب احيانا ان نعمل خارج الدوام وحين نستلم الراتب نفاجأ بانه لم يتغير ولا أي زيادة في الراتب ويخبروننا اننا الشهر القادم سنأخذ مستحقاتنا كبدل للوقت الاضافي ولكن كل ذلك يصبح هباء منثورا وكأنهم بتلك القرارات والتصرفات التعسفية يستخدمون او يتبعون سياسة التطفيش على حد قولها فهم لايريدوننا في العمل وبالفعل كثيرات هن من تركن الوظيفة ليس لان العمل مرهق فحسب بل لسوء المعاملة وعدم التقدير عدا ما نكلف به مما ليس ضمن وظيفتنا كطبع اوراق ونقل ملفات من عيادة الى اخرى.
ومن جانب آخر ترى نجيبة عون موظفة استقبال تتقاضى 1200 ريال نفسها سعيدة وراضية بحالها كل الرضا قائلة:منذ اعلان برنامج الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للتدريب وتوطين الوظائف بفتح المجال امام الفتيات السعوديات في وظيفة الاستقبال والحمد لله ابدى اصحاب المستشفيات والمستوصفات رغبتهم الاكيدة في ان تشغل الفتاة السعودية هذه الوظيفة مؤكدين انها اكثر انتظاما والتزاما بالدوام ومن ذلك الحين تغير مجرى حياة الكثيرات من الفتيات اللاتي كن يائسات ويحلمن بفرص الوظيفة ولا انكر وجود بعض المضايقات وقليل من الارهاق لكن بالعزم والصبر اكون سعيدة بوظيفتي وواثقة من نفسي وراتبي يكفي متطلباتي الشخصية.
للعازبات
وكذلك فايزة عدنان, تشتغل في الاستقبال منذ ثلاث سنوات وبراتب 1500 ريال تقول: بصراحة شديدة هذه الوظيفة تناسب الفتيات العازبات ممن ليس لديهن مسئوليات اما المتزوجات ولديهن اطفال فهذه الوظيفة لاتناسبهن على الاطلاق فالدوام مرهق والراتب قليل وانا اعمل في هذه الوظيفة لشغل وقت فراغي وراتبي انفقه على متطلباتي الشخصية اما الارتباطات الاجتماعية ومشاركة الناس افراحهم ومناسباتهم خلال هذا الموسم فهذا فوق طاقتي حيث لايسعني الاتيان من دوامي والتجهيز لمناسبة او زيارة اوالخروج اساسا من المنزل وانا اعتزم ترك الوظيفة بعد الزواج فمن الصعب الموازنة بين الوظيفة وبين مسؤولية الزوج والاولاد.
شائعات
وتطرح ريما موضوع الشائعات التي تلاحق فتيات الاستقبال في المستشفيات متحدثة عن غياب الوعي التام لدى الشباب الذين وصفتهم بالمستهترين ومحاولة بعضهم الاساءة الينا وتشويه سمعتناوتصويرنا بالجوال وكأنه شيء عجيب وهذا دليل على سطحية الشباب وجهلهم ولو فكروا فينا كاخوات في الاسلام لما ارتضوا لنا هذا التصرف المشين. نجوى موظفة استقبال اكسبتها زميلات وحرمتها من الصديقات ورضا الاهل والاقارب حيث انها لم تعد تلبي اي دعوة لاي مناسبة والسبب وظيفتها وعدم تفرغها وكذلك الارهاق المترتب على الوظيفة يجعلها في مزاج متوتر لايسمح بمقابلة الناس في مناسبات الافراح خوفا من زعل الآخرين منها.
