DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فلنبادلهم نكدا بنكد ليرتدعوا

فلنبادلهم نكدا بنكد ليرتدعوا

فلنبادلهم نكدا بنكد ليرتدعوا
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير ليس مبعث النكد هو الأزمات والصراعات والضغوط النفسية التي يسببها بعض الرؤساء في العمل دون داع كل يوم.. وانما مبعثه عدم محاولتنا نقل النكد اليهم، الى ملعبهم كوسيلة لردعهم واجبارهم على وضع حد لما يحدثونه من النكد. العمل هو نصف الحياة فنحن نقضي في عملنا تقريبا مثل ما نقضيه من وقت في بيوتنا يقظين اذا ما حذفنا وقت النوم.. وبقدر ما يكون جو العمل صحيا ونظيفا ومريحا من الناحية النفسية بقدر ما نحب عملنا ونتفانى فيه خاصة ان الظروف تكون حينئذ مواتية لكي نرفع من مستوى أدائنا الوظيفي ونجود ما نعمله ونرتقي ويرتقي العمل ولكن أحيانا يفسد جو العمل وتسوء الأوضاع الوظيفية وتتردى الحالة النفسية للعاملين وتنخفض درجة الود القائم بين أفراد القسم او الدائرة الواحدة وتضطرب الأمور وتحل مشاعر البغض محل مشاعر الحب وتبدأ الصراعات والمشاحنات والأزمات ويتحول العمل الى مكان كريه لا يحمل سوى الألم والقلق والتوتر والنكد!! وعادة ما يكون للرئيس في العمل دور كبير اما في تنقية الأجواء وتشجيع المرؤسين واغرائهم ببذل المزيد من الجهد واطلاق ما لديهم من طاقات ابداعية وإما بافساد المناخ العام ونشر بذور الكره بين مرؤسيه واصابتهم بالاحباط وتقييد قدرتهم واعاقة جهودهم لتطوير العمل وجعلهم يعملون في اجواء مشبعة بالنكد!! وهناك أمثلة كثيرة على تدهور مستوى مؤسسات او شركات او هيئات لا شيء سوى لابتلائها برؤساء نكديين لا يستطيعون العيش في سلام او حتى في هدوء ولديهم الاصرار العجيب على اشاعة التوتر وايجاد صراع وكهربة الجو وبث بذور الفرقة وكل هذا على حساب العمل.. والغريب أنهم دائما يدافعون عن فسادهم الوظيفي واساءاتهم البالغة لمرؤسيهم بأنهم كانوا يفعلون كل هذا فقط لصالح العمل وربما يذهب بعضهم للقول ان شدته وجبروته ونكده هي الوسيلة الوحيدة للسيطرة على المرؤوسين والغريب ان هؤلاء الرؤساء في العمل غالبا ما يخربون المؤسسة او الشركة او الهيئة التي يتولون مقاليد الأمور فيها ويجلسون على تلها كما يسيئون لسمعتها ويجعلون اسمها في الوحل ومهما حققوا من نجاح إلا ان الخسارة أكبر بكثير ويمكنها ابتلاع أي نجاح. عملت في أماكن عدة وشاء القدر ان التقي باناس كثيرين وقد حباني الله باعظم أنواع الرؤساء في العمل كما ابتلاني والعياذ بالله بأسوأ أنواعهم, وقد عملت قدر جهدي ان أوفي رؤسائي العظماء حقهم وارد على احترامهم وطهارتهم ونقائهم وكفاءتهم فلم استطع كما عملت قدر جهدي على ان أرد على تجبر وتسلط رؤسائي الآخرين فلم استطع وعادة هذا ما يكون مبعث النكد.. وفي رأيي الشخصي ان نكد الرؤساء في العمل ليس فقط مقصورا على ما يسببونه من صراعات وما يوجدونه من أزمات وحرق دم لمرؤسيهم وانما النكد الأعظم ينتج عن عدم قيامنا بنقل هذا النكد اليهم وجعلهم يتجرعون من نفس الكأس التي يمسكون بها فلو نجحنا في ان ننكد عليهم ونبادلهم نكدا بنكد فسوف يتخلون تدريجيا عن خروجهم الصارخ على حدود اللياقة والذوق والأدب ويقدرون مرؤسيهم ويعملون ألف حساب لهم فلو عرف رئيسك في العمل ان رد فعلك على مضايقاته وقرفه سيكون عنيفا وذكيا وشجاعا في نفس الوقت فسوف يفكر مليا قبل ان ينكد عليك لانه ببساطة سيدفع الثمن.. ودعه يتحمل ما يأتي منك!! ليس إلا.. (ليس الانجاز ان تنعي الف صديق في سنة.. ولكن الانجاز ان تصنع صديقا لا ألف سنة) @@ فؤاد جمعة الجمعة ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام