DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

استبدادية في النقاش واصرار على الرأي..!!

استبدادية في النقاش واصرار على الرأي..!!

استبدادية في النقاش واصرار على الرأي..!!
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير: الكثير من الناس يتحلون بفضائل عظيمة منها الصبر، والتعامل الطيب، وصدق القول والامانة في نقل المعلومة كما يكون حواره هادئا وفي حدود الآداب الاسلامية فهو لا يبخس حق من كان امامه في المناقشة ولا يهمل الحسنات التي يجدها في العمل الذي ينقده، ولم يكن همه الاكبر تصيد الاخطاء، ومن ثم يدلي بمقترحاته ومرئياته في غير كبرياء او غطرسة دون تسفيه رأي المناقشة لكاتب او المؤلف الذي قام بدراسته، وفي مثل هذه النوعية من الناس يجد الانسان الكاتب والقارئ النصح الرائع والاحترام المتبادل ممن ادار الحوار او قدم الدراسة النقدية، ومن جهة اخرى تحصل الاستجابة المقبولة من الطرف الاخر، لأن الجميع راقبوا الله، ونهجوا في حوارهم ونقدهم اساليب الدعوة الاسلامية بالتحقيق والتعليل وجل القائل: (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) آية 125 النحل. ولذا فان هذه الاية توضح المبادئ الدعوية، والمصلح يجادل بالتي هي احسن. (ولعل عمر بن الخطاب هو اول من اتجه باحكام النقد الى التعليل، وذلك عندما حكم لزهير بن ابي سلمى بانه (شاعر الشعراء) فقد سأله ابن عباس، لم صار كذلك؟ فقال عمر: لانه لا يتبع حوشي الكلام، ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول الا ما يعرف، ولا يمدح الرجل الا بما يكون فيه). وبعكس ماتم ايضاحه فيما سبق فانه يوجد وفي المجتمع بعض الشخصيات التي تسير في منهجها في الحوار او النقد سيرا خاطئا بعيدا عن فهم القدرات التي يتميز بها المخاطب، وتتملكها الاستبدادية في النقاش، والفوضوية في التفاهم ولاتدع مجالا للمتحدث ليقول رأيه، وفي الوقت نفسه لم يكن لديها الاستعداد لتسمع ما يقال من الجانب الاخر، ولذا فالشخص من هذه النوعية لايريد الا اثبات الخطأ على المتحاور معه والانتصار عليه، ويردد ثرثرة كثيرة وتشنجات عصبية، فلا يستشير من هو اقدر منه، ولا يقبل رأيا لناصح، ويعتقد اعتقاده الجازم بان الحق معه فأين هذا الانسان من شخص يتحاور بالبصيرة في ظلال عقل راجح مترو بالحكمة متعطش الى الفضيلة يحب الرفق ويتعامل به كما جاء في الحديث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولى من امر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به). رواه مسلم. وبما ان الصحافة بصفة عامة والصحف اليومية والمجلات الدورية تمثل منابر المجتمع بعد منابر الجمع (ومن أجل ذلك لا نبالغ اذا قلنا ان الصحافة هي اهم وسائلنا القولية، فهي التي يقرؤها الجمهور وهي التي يتثقف عن طريقها، وهي التي تقوده وتسمو به، اذ تغذيه عقليا وروحيا بعدد لا حصر له من عناصر المعرفة) ولذا فان الصحافة سلاح ذو حدين فبقدر ما ينشر عبرها من الخبر فقد ينشر من خلالها بعض المهاترات السخيفة والنقاش البيزنطي والنقد الموجه لاغراض شخصية وحب الظهور. ومما يجب على الكاتب والباحث والقارئ اهمية البحث عن الحقيقة ولهذا (فالنقد يكون معوقا وربما خدعة حين نقنع بما قاله ناقد عن كتاب او ديوان شعر عظيم دون ان نتوجه مباشرة الىهذا الكتاب او الديوان فنقرأه بأنفسنا ونفيد من ادبه) كما يقول عبدالعزيز عتيق في النقد الأدبي. ومن ناحية اخرى فان هناك من يتطاول في نقده على اناس هو يعرف انهم اكفأ منه علما وثقافة ولكنه يريد ان يتسلق جبل المعرفة عن طريق نقده الذي لا يسمن ولا يغني من جوع فيتطاول على غيره بمقالة يسرد فيها بعض وجهات النظر الصحيحة في رأيه والخاطئة عند غيره، ويمد لسانا جارحا بسوء المنطق ليحط من قدر الاخرين. فاللهم زينا بالعقل والحكمة. عبداللطيف سعد العقيل